الصحة العالمية: كورونا لا تزال أبعد ما تكون عن نهايتها في شرق المتوسط
قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، إنه على الرغم من الانخفاض العام في عدد حالات الإصابة والاستشفاء والوفيات من كوفيد -19، في جميع أنحاء الإقليم، فإن المنظمة ما تزال تتوخى الحذر وتشعر بالقلق.
وبيّن المنظري، في كلمة له في المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي عقده المكتب الإقليمي، اليوم الاثنين، أن "الجائحة لا تزال أبعد ما تكون عن نهايتها في إقليمنا، وما زلنا نلاحظ ارتفاعًا في الإصابات والوفيات في 10 بلدان هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع السابق".
وأبلغ الإقليم، عن حوالي 4ر16 مليون حالة إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19، كما شهد وفاة أكثر من 300 ألف شخص منذ بداية الجائحة ولغاية يوم أمس 7 تشرين الثاني الجاري، بحسب المنظري.
وأوضح أنه ما زال التخفيف المُبكّر السابق لأوانه لتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية وعدم الالتزام بها، فضلًا عن انخفاض التغطية بالتلقيح، يُعرِّض مزيدًا من الأرواح للخطر؛ مدلّلا على ذلك بملاحظة المنظمة لعواقب هذه الإجراءات في بلدان في أوروبا وآسيا الوسطى على مدار الأسابيع الماضية، التي شهدت زيادة في عدد الحالات جرّاء ذلك، كما أن العدد الإجمالي للحالات عالميًا قد بدأ أيضًا في الارتفاع مرة أخرى.
وأشار المنظري إلى أن المنظمة شهدت في إقليم شرق المتوسط مجموعةً من المستويات المتباينة لالتزام عامة الناس بالتدابير الوقائية الشخصية الخاصة بكوفيد-19، التي تسترشد إلى حد بعيد بالتدابير الصحية العامة والاجتماعية المُطبقة على نطاق أوسع في كل بلد.
ففي دراسة إقليمية أُجريت في جميع بلدان الإقليم الاثنين والعشرين، تبيَّن أن 66 بالمئة فقط من المستجيبين أفادوا بارتداء الكمامات في جميع الأوقات أو معظمها، بينما أفاد 78 بالمئة فقط من المستجيبين بغسل أيديهم في كثير من الأحيان، كما أفاد نصف المستجيبين فقط بابتعادهم عن الآخرين بما لا يقل عن مترين في الأماكن العامة طوال الوقت أو معظمه.
وعلّق المنظري على نتائج الدراسة قائلا: "إن هذه ليست الطريقة التي سنُنهي بها الجائحة؛ فالطريقة الوحيدة المؤكدة لمنع انتشار كوفيد-19 هي : الحصول على اللقاح، والحفاظ على التباعد البدني، وتنظيف اليدين، وتجنّب الأماكن المزدحمة والمغلقة، وارتداء الكمامات، كما نحث الناس على الاطلاع على آخر الأخبار الصحيحة حول كوفيد-19، وعدم الاستسلام للخوف أو الشائعات".
وفيما يتعلق بلقاحات كوفيد-19 بالإقليم، قال المنظري: يتواصل طرح اللقاحات حيث تم إعطاء أكثر من 417 مليون جرعة في جميع أنحاء الإقليم، ومنذ 3 من الشهر الجاري أصبح 14 بلدًا من بلدان الإقليم على الطريق الصحيح نحو تحقيق هدف المنظمة عالميا والذي يتمثل بتلقيح ما لا يقل عن 40 بالمئة من السكان في كل بلد بحلول نهاية عام 2021، في حين لا تزال 8 بلدان متخلّفة عن الركب، مشيرا إلى تعاون المنظمة مع وزارات الصحة والشركاء من أجل تسريع وتيرة معدلات التلقيح في الإقليم.
وعلى الرغم من وجود عدة عوامل تحول دون تمكُّن البلدان من طرح اللقاحات على نطاق أوسع، منها: عدم الإنصاف في الحصول على اللقاحات، والنزاعات، وانعدام الاستقرار، وضعف النظم الصحية، أكّد المنظري أهمية تمكين المجتمعات المحلية من خلال تزويدهم بالمعلومات الكاملة، مشيرا إلى أن ذلك أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة واستدامة الإقبال على اللقاحات وغيرها من تدابير الصحة العامة.
وتشير نتائج المسح الإقليمي إلى أنه، ومن البوادر الإيجابية، ملاحظة ارتفاع مستوى قبول عامة الناس للقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء الإقليم، حيث أكد 80 بالمئة من المشاركين بالمسح قبولهم للقاح.
ودعت المنظمة إلى العمل مع المجتمعات المحلية وقادتها لبناء الثقة وزيادة الإقبال على اللقاحات من خلال التصدّي لأية شائعات، أو معلومات مضللة، أو مخاوف لضمان تحسين التغطية بالتطعيم.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) حول الجرعة المعززة من لقاحات كوفيد-19، قال رئيس وحدة التمنيع واللقاحات بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، الدكتور قمرول حسن، إن الأدلة الحالية المتوفرة للمنظمة، تشير إلى أن بعض الفئات من السكان وليس جميعهم، ككبار السن، يوصى بأخذهم جرعة إضافية من لقاحات كوفيد-19 بعد الجرعات الأولية الموصى بها؛ من أجل تعزيز الحماية لهم من المرض.
وفيما يتعلق بأخذ لقاح كوفيد-19 بالتزامن مع لقاح الإنفلونزا الموسمي، قال حسن: "يمكن إعطاء لقاح الإنفلونزا ولقاح كوفيد-19 بشكل منفصل، أو في نفس الوقت؛ حيث لا تُظهر الأدلة المتاحة أية مخاطر متزايدة ملحوظة في الإعطاء المشترك، وتوصي المنظمة في هذه الحالة بمراقبة ما بعد التطعيم لبناء المزيد من الأدلة".