الطراونة : كورونا يهدد العملية التعليمية

دلال عمر 
تحدث استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة عن ارتفاع نسب الإصابة بالفيروسات التنفسية مثل فايروس الانفلونزا و فايروس H1N1 ,وفي ظل الانتكاسة الوبائية التي تهدها الأردن الآن بسبب ارتفاع أعداد الإصابة بفايروس كورونا وارتفاع نسبة إيجابية الفحوصات أدى إلى ارتفاع أعداد الإصابات وزيادة الحالات النشطة وارتفاع عدد الإدخالات إلى المستشفيات , كما اشارت المؤشرات الوبائية إلى ارتفاع نسب اشغال الأسرة في إقليم الشمال للعناية الحثيثة وهذا ما يشير إلى انتكاسة وبائية واضحة لذلك يعبر حدوث هذه الإنتكاسة في هذا التوقيت من السنة وفي ظل ارتفاع الإصابات بالانفلونزا الموسمية و ظهور الاصابات ب H1N1 الموسمي في هذا الموسم , فإن حدوث ثلاثة فيروسات تنفسية اذا اجتمعت قد تؤدي إلى حدوث وضع وبائي أكثر تعقيداً , والسبب يعود بأن المصابون بفايروس كورونا بنسبة 85% قد لا تظهر عليهم أعراض , لكن اذا اجتمع فيروس كورونا مع احدى الفيروسات التنفسية فيصاب هؤلاء الأشخاص بالسعال والعطاس والزكام مما يؤدي إلى نشر العدوى بين الناس , فالخلط بين هذه الأعراض وبالذات الأطفال الذين يصابوا بالرشح وأعراض التهابات مجاري التنفسية العليا قد يؤدي إلى ارتفاع أعداد الإصابات داخل المنشآت التعليمية بالمدارس والجامعات بالتالي ينعكس سلباً على الوضع الوبائي لأنه اذا اجتمع على الجسم البشري فيروسان تنفسيان إحداهما فيروس كورونا قد يزيد من احتمالية حدوث الإلتهابات الرئوية بالتالي تزداد حالات الإدخال إلى المستشفيات نتيجة الإلتهاب الرئوي والضغط على المنظومة الصحية , وشدد د.الطراونة إلى أهمية زيادة الوعي الصحي بأهمية الحصول على اللقاح "لقاح الإنفلونزا ولقاح كوفيد-19" ويجب ان يتم الفصل بين اللقاحي لمدة لا تقل عن أسبوعين وضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية بالتباعد الإجتماعي وارتداء الكمامة ,وضرورة إرسال فرق تفتيشية إلى المدارس والجامعات لمراقبة الالتزام من قبل الطلبة والهيئات التدريسية بحيث قال الطراونة " نصل إلى ثقة الجماهير بالتثقيف وليس بالتخويف " .
ونوه الطراونة بأهمية اللقاح بحيث الأشخاص الملقحين تقل احتمالية إصابتهم بالعدوى خمسة أضعاف وتقلل احتمالية دخولهم إلى المستشفيات عشرة أضعاف ويقل احتمالية الوفاة احدى عشر ضعفاً , ومع دخول الأردن  بمرحلة حرجة وحساسة بانتشار الفيروسات التنفسية مما أدى إلى انتكاسة وبائية لذلك الوضع يستدعي القلق والحذر ويتوجب على السلطات الصحية في الأردن اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية بزيادة أعداد الفحوصات وتكثيف التفتيش على المنشآت ذات الإختطار العالي والمحافظة على ديمومة العمل في المنشآت التعليمية و التأكد من جاهزية القطاع  الصحي والمستشفيات الميدانية , و نوه بأهمية نشر التوعية بين المواطنين بنشر رسائل توعوية تنص على أن الفيروس لن ينتهي بعد فالأمن الوبائي والأمن الصحي أولوية وطنية لأن بانتكاس الأمور الوبائية لا نستطيع الاستمرار اقتصادياً .  
ونوه د.الطراونة بأخطاء الحكومة بإقامة التجمعات الكبيرة مثل الحفلات الغنائية بعدم مراقبة الإجراءات الوقائية والانتقائية بتطبيق اجراءات السلامة الصحية , وشدد بوجوب تطبيق أمر الدفاع على الجميع وليس انتقائياً , لأن انعدام الثقة بين الشعب والحكومة انعكس على اللقاح , بحيث تم البدء بإعطاء الجرعة الثالثة المعززة في غالبية دول العالم ولكن مازال الأردن يواجه مشكلة بإعطاء الجرعتيين الأولى والثانية .
وتحدث د.الطراونة عن وجود المتحور الجديد "دلتا بلس" في الأراضي الفلسطينية المتحورة التي تم الإعلان عنه قبل فترة ومع استمرار حركة المسافرين بين الأردن وفلسطين عبر المعبر وهذا ما يشكل خطر وصول المتحور الجديد إلى الأردن.
وشكك د.الطراونة بمصداقية الأرقام التي تعلنها الحكومة بالحالات الجديدة اليومية بالإصابة بفايروس كورونا لأنه أعداد الوفيات ونسب اشغال الأسرة بارتفاع وفحوصات غير موجهه , ولو أقامت وزارة الصحة بالفحوصات للمخالطين وللأماكن ذات الاختطار العالي لكانت أرقام الإصابات أعلى .