وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره الايرلندي

أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الخارجية ووزير الدفاع في جمهورية إيرلندا سيمون كوفيني، اليوم، محادثات ركزت على سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين، وتناولت المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة لحل الأزمات في المنطقة.
وأكّد الوزيران الحرص على توسعة آفاق التعاون الثنائي في المجالات كافة، سيما في المجالات التجارية والاقتصادية. واتفق الوزيران على تشكيل فريق عمل ليضع خلال الأسابيع القادمة برنامجاً لتفعيل التعاون في عدد من القضايا في مجال الأمن الغذائي، والمياه والتعليم والسياحة والتكنولوجيا والتبادل الثقافي والبحثي إلى غير ذلك من مجالات التعاون الثنائي التي ستنعكس بصورة إيجابية على تطور العلاقات بين البلدين. واستعرض الوزيران المستجدات الإقليمية، وفي مقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، والجهود المستهدفة إيجاد أفق سياسي حقيقي يتيح العودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وبحثا التطورات الاقليمية وجهود حل الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، إضافةً إلى قضايا عديدة ذات اهتمام مشترك. وأكّد الصفدي، أنّ لا بديل لحلٍ سياسيٍ للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، وضرورة تكثيف الجهود لحل الأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني واتفاق الرياض. وأكدّ، أنّ أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول الخليج العربي من أمن المملكة، وأنّ الأردن يرفض أي اعتداء على الأشقاء ويرفض أي إساءة للمملكة العربية السعودية الشقيقة. وفي تصريحات صحافية مشتركة بعد المحادثات، أكّد الصفدي، أنّ المملكة تعتز بالعلاقات القوية التي تربط البلدين الصديقين، وبأنّ إيرلندا شريك مهم للمملكة.
وقال الصفدي "نثق بأننا قادرون على أنّ نستمر في العمل معاً، ليس فقط لتحسين علاقتنا الثنائية، ولكن أيضاً للإسهام باتجاه حل أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل والدائم الذي نحتاجه." وأضاف الصفدي، بأن لقاء اليوم استعرض سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، معتبراً أن الافتتاح الرسمي لمبنى السفارة الإيرلندية في المملكة "مؤشر على قوة العلاقات التي تجمعنا وعلى الحرص على زيادة التعاون، وتفعيله في عديد مجالات." وذكر الصفدي، أن زيارة كوفيني كانت أيضاً محطة للحديث حول قضايا المنطقة، وفي "مقدمها القضية الرئيسة، القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية"، حيث يتفق الجانبان على "ضرورة إيجاد أفق سياسي للتقدم باتجاه حل الصراع على أساس حل الدولتين".
وأكّد الصفدي، أنّ هذا الحل الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يمثل خياراً استراتيجياً".
وثمّن الصفدي مواقف إيرلندا التاريخية والثابتة في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعمها المستمر لوكالة (الأنروا)، وزاد "نحن نثمن عالياً مواقف إيرلندا وجهودها ودورها باتجاه الدفع نحو العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة" للتوصل لحل الدولتين. وأعرب الصفدي عن شكره للدعم المستمر الذي تقدمه إيرلندا لوكالة الأونروا، وعن إعلانها أمس عن تبرعات إضافية، مؤكداً تطلعه إلى مشاركة وزير الخارجية الإيرلندي في المؤتمر الذي ستنظمه المملكة بالتعاون مع السويد من أجل حشد الدعم المالي والسياسي للوكالة الشهر الجاري. وأكّد الصفدي على ضرورة عدم تكرار الإجراءات اللاشرعية التي فجّرت الاوضاع هذا العام، مُشدداً على أهمية احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها واحترام حق أهالي الشيخ جراح في بيوتهم وعدم ترحيلهم، "لأنّ في ترحيلهم خرقٌ واضحّ للقانون الدولي وجريمة حرب لا يمكن إلا أنّ نرفضها وأنّ نقوم بكل ما نستطيع لمنعها." وأضاف الصفدي، بأن محادثاته مع نظيره الإيرلندي ناقشت الوضع في سوريا، حيث أكدا ضرورة التقدم باتجاه حل سياسي يحفظ وحدة سوريا واستقرارها. وحول الأوضاع في اليمن، قال الصفدي "نحن نؤكد على ضرورة إنهاء الأزمة في اليمن، وفق المرجعيات المتفق عليها والتي تشمل قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني، واتفاقية الرياض".
وشدّد الصفدي أن الأردن يعتبر دائماً أن أمن المملكة العربية السعودية وأمن الخليج العربي جزء أساسي من أمنه، ويرفض أيّ اعتداء على الأشقاء وأمنهم، "ونرفض أية إساءة إلى أشقائنا في السعودية وفي الخليج." وأضاف الصفدي بأن الأردن مستمر بالعمل مع شركائه من أجل حل الأزمة اليمنية، وأنّ ما يعيق الوصول إلى هذا الحل هو موقف الحوثيين. بدوره، أكّد وزير الخارجية الإيرلندي بأن المملكة شريك استراتيجي لإيرلندا في المنطقة، وبأنّ إيرلندا تسعى إلى الارتقاء بالعلاقات مع المملكة على المستوى الثنائي في مختلف المجالات، لافتاً إلى أنّ حجم التبادل التجاري قد تضاعف خلال هذه الفترة، وأنّه من المتوقع أن يصل لأكثر من 300 مليون دولار هذا العام ، وكما أنّه مستمر بالنمو.
وأكّد وزير الخارجية الإيرلندي رغبة بلاده بأن تكون جزءاً من الجهود لإيجاد حلول للأزمات الإقليمية التي تمر فيها المنطقة.
وفيما يخص القضية الفلسطينية شدّد على التزام بلاده بحل الدولتين، والالتزام بالعمل مع القيادات الأردنية والفلسطينية والإسرائيلية في إطار الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والشراكة القوية مع الولايات المتحدة لإيجاد حل لهذه القضية استناداً لحل الدولتين. وذكر كوفيني بأن بلاده ستواصل دعم وكالة "الأنروا"، وقال "إيرلندا أعلنت بالأمس عن زيادة دعمها المخصص للأونروا بتسعة مليون يورو في هذا العام، وسوف تقوم بالمزيد قبل نهاية العام" وذلك لتسليط الضوء على جهود الأردن والسويد لعقد المؤتمر الدولي لحشد الدعم السياسي والمالي خلال الأسابيع القادمة، وذكر بأنه سيشجع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لزيادة الدعم للوكالةوحول سوريا، أشار كوفيني بأن إيرلندا تبذل قصارى جهدها لإنهاء الأزمة السورية بطريقة سلمية ومستدامة برعاية الأمم المتحدة، مثمناً كوفني الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة في استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها، وشدد على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تقديم الدعم اللازم لتلبية احتياجاتهم. قائلاً بأنّ "إيرلندا تعبر عن تقديرها للكرم الذي أظهره الأردن لاستقبال واستضافة اللاجئين وطالبي اللجوء من الدول المجاورة الذين يهربون من الحروب والاضطهاد، "الأمر الذي يُعد مثالاً يحتذى به حول العالم ومصدراً للإلهام".
كما حضر الصفدي الافتتاح الرسمي لمبنى السفارة الايرلندية في عمّان والذي رعاه كوفيني وحضره ممثلون عن أعضاء السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية المعتمدة لدى المملكة.