د.ريتا عيسى الأيوب تكتب:-عِنْدَما تَعْصِفُ بِكَ الحَياة...


 تَذَكَّرْ دائِماً بِأَنَّ الفَرَجَ آت... 
وَلا تَفْقِدْ الأَمَلَ أَبَداً... لِأَنَّكَ مِنْ دونِهِ تَكونُ وَكَأَنَّكَ مِنَ الأَمْوات... 
كَما وَلا تَتَوَقَّف... عَنْ عَمَلِكَ الدَّؤوبِ... وَلا تَكُفَّ أَبَداً عَنْ المُحاوَلات... 
لِأَنَّهُ لا حُزْنَ يَدومُ... وَحَتّى الفَرَحُ لا يَسْتَمِرُّ وَلَهُ أَيْضاً أَوْقات...
فَإِنَّكَ إِذا ما اقْتَنَعْتَ بِذَلِكَ... سَوْفَ تَهونُ عَلَيْكَ كُلُّ الصّّعوبات...  
وَلا تُغْلِقْ البابَ في وَجْهِ مَنْ احْتاجَكَ يَوْماً... لِأَنَّكَ سَوْفَ تَقِفُ مَكانَهُ... لا مَحالَةً... مَتى ما أَدارَ الزَّمَنُ تِلْكَ العَجَلات... 
وَارْفِقْ بِقَلْبٍ أَحَبَّكَ يَوْماً... حَتّى وَإِنْ لَمْ تُبادِلْهُ نَفْسَ الإِحْساسِ... لِأَنَّ الأَخْلاقَ تَبْرُزُ في النِّهايات... 
أَمّا التَّعالي... فَاتْرُكْهُ لِأَصْحابِهِ... فَهُمْ أولَئِكَ الذينَ نَشَأوا وَرَبّوا أَبْناءَهُمْ عَلى التَّفاهات...  
وَهُمْ أولئِكَ أَيْضاً... الذين ظَنّوا... بِأَنَّ النَّجاحَ في هَذِهِ الحَياةِ يَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلى المادِيّات... 
فَمِثْلُ هَؤلاءِ يا صَديقي... يُشْفَقُ عَلَيْهِمْ... وَلا يُحْسَدونَ عَلى شَيْءٍ... وَمَهْما بَلَغوا مِنَ النَّجاحات... 
وَلا تَتَمَنّى حَياةً... كانَ اللهُ قَدْ شاءَها لِغَيْرِكَ... كَما وَلا تَحْقِدْ عَلى كُلِّ مَنْ اجْتَهَدَ... فَحَقَّقَ بِدَوْرِهِ أَكْبَرَ الإِنْجازات... 
لِأَنَّكَ لَوْ تَمَكَّنْتَ يَوْماً مِنَ الدُّخولِ إِلى قَلْبِهِمْ... لَوَجَدْتَ بِأَنَّ حَياتَهُم... وَمَهْما بَدَتْ لَكَ كامِلَةً... إِلاّ أَنَّها لا تَخْلو أَبَداً مِنَ المُنَغِّصات...