النقلة بين المنهاج القديم للعاشر والمستحدث للاول ثانوي تربك الطلبة والمدرسين

هدى دياربكرلي 
يواجه بعض طلبة الاول الثانوي ومعلميهم صعوبة في المناهج التي تم استحداثها هذا العام وجاءت بعد انقطاع نحو عامين عن الدراسة بشكل وجاهي، لذلك يعاني هؤلاء الطلبة من فجوة ازاء النقلة المفاجئة بين المنهاج القديم للصف العاشر مع الدوام عن بعد والمناهج المستحدثة لهذا العام، ومما زاد من قلقهم انه سيتم استحداث مناهج جديدة للثاني ثانوي للعام القادم. 
 الأستاذ أحمد سليم قال، هنالك عدة مشاكل بدء من اعداد الطلبة الكبير، والداوم بالتناوب الذي يقلل من زمن الحصة الصفية ومن قدرة المعلم على الشرح.
واضاف لـ "الانباط"، كما ان هنالك صعوبة في المناهج ونواجه مشكلة مع استيعاب الطلبة لهذه الفجوة الحاصلة بين بعدهم عن التعليم والعودة بعد انقطاع وتطوير المناهج بحيث انها أصبحت أعلى مستوى من السابقة. 
وقالت معلمة من احدى المدارس فضلت عدم ذكر اسمها، "عند استحداث المنهاج يوجد تعمق كبير في بعض المواد الدراسية مثل الكيمياء وذلك مابين الصف العاشر والأول ثانوي، بحيث ان الطالب لا يستطيع استيعاب هذا الكم من المعلومات بعد ماتم اخذه في الصف العاشر.
وتابعت، حتى اننا لا نعلم بعد ما سيتم اعطائه للفصل القادم من المناهج لعدم صدور الكتب المستحدثه وتوفرها بين يدينا، لذلك ليس لدينا فكرة عن الالية التي يجب أن نشرح بها لان المنهاج الذي بين يدينا للفصل الحالي يحتوي زخم كبير من المعلومات تحتاج لوقت طويل. 
فيما قالت إحدى طالبات الصف الأول ثانوي "راما"، لاحظنا تغيير في المواد العلمية (الرياضيات، الاحياء، الفيزياء والكيمياء)، ونتوقع انهم وضعوا منهاج "التوجيهي" للاول ثانوي فرع العلمي، كما انه يوجد به ايضا من التخصصات الجامعية.
وتابعت، ان معلمة الكيمياء قالت لهم انه يوجد في كتاب الكيمياء جزء من مواضيعه موجود في كتب تخصص الكيمياء في الجامعة، وذلك صعب كثير علينا، ويحتاج دراسة وفهم وتعمق كبير. واضافت انه من المتفرض ان لا يتم تغيير المنهاج بهذه السرعة او في هذا التوقيت لاننا بدأنا من بعد عطلة ودوام عن بعد دام نحو العامين. 
مدير المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور محمود المساد قال، نحن لا نريد ان يتخوف ا لطلبة بل العكس نريد أن نبشرهم ان الكتب الجديدة افضل وأسهل وامتع.
واضاف ان المركز الوطني اصدر مناهج وكتبًا مدرسية في مادتي العلوم والرياضيات المطورة، تميزت بعمقها واهتمامها بمواقف ومفاهيم جديدة، 
وبين ان سبب استحداث الكتب في الوقت الحالي، انه قد بدأت حركة التطوير منذ 2019 وفق خطة إنتاج تُمكّن الطلبة في الصف الأول من دراسة المناهج الجديدة بشكل متسلسل كي لا تحدث فجوات، وقد تصادفت حركة التطوير مع جائحة كورونا والتعليم عن بعد، وانقطاع الطلبة عن مدارسهم مما يجعل الطلبة يشعرون ببعض الصعوبات وقد وضعت الوزارة خططها في تعويض الفاقد التعليمي لمعالجة أي صعوبات حدثت أو قد تحدث. 
ووضح ان أخطر ما يمكن أن يحدث مثلا ان يبدأ طالب في الصف الأول في كتاب جديد ثم يكمل في السنة التي تليها في كتاب لم يتم استحداث منهاجه ليواكب الصف السابق بعد، لذا لدينا قاعده ان اي طالب يدخل في منهاج جديد يستمر فيه لذا لم يكن يوجد مجال لأي وقفة.
وبين من جهة المعلمين يوجد نسبة لا بأس بها يواجهون صعوبة ولكن هي قدرات ومهارات متفاوته بين معلم وآخر لانه يوجد الخبير ويوجد الجديد ووصلنا أنه يوجد معلمين بحسب قدرتهم للاستيعاب التغيير وقدرتهم في تنفيذ التغيير ليست بالمستوى المطلوب برغم انه تم هنالك تدريب ومع ذلك تصلنا ملاحظات انهم يقومون بإعطاء مايريدون ويتركوا مالا يريدونه،
وتابع متسائلا انه تم تغيير المناهج من كتب معلومات وتلقين إلى كتب جميعها أنشطة تركز على تعليم التفكير، لذا عندما يأتي معلم غير مقتنع في المنهج الجديد ويعطي مايريده هو سيقوم بتخريب كل عملية التطوير، لذا نحن مقتنعين ان التدريب بنائيا سيفيدهم .  مبينا انه يوجد أدلة لتدريس هذه الكتب ومن المتوقع أن يتمكّن المعلمون من تقديمها بطريقة يسهل فهمها. 
واضاف، بالنسبة لمناهج التوجيهي للعام القادم يتم العمل عليها بدء من الشهر الحالي وبحسب الخطة يتم إنجاز الكتب ورفعها في شهر ايار من العام القادم على الأقل وان كانت جاهزة بصيغة "pdf" بحيث ان يكون خلال الصيف القادم الذي يسبق العام الجديد متسع من الوقت للاطلاع عليها والاستعداد لها.
وأكد المساد على انه يوجد منهج مدلي من الروضة إلى الصف الثاني ثانوي بما يسمى "مصفوفة المدى والتتابع" اي انه كل تعلم جديد وكل مفهوم جديد يوجد له متطلب سابق ويوجد شيء يرتكز عليه، لذا عند استحداث المنهاج قد يجدوا بعض المواضيع انتهى وقتها فيتم تغيرها، ويوجد في مواد العلوم أكثر من نصف المادة مستحدث. وبالنسبة إلى هذه الخطة فهناك ظروف تجبر الوزارة على دوام الفترتين مما يلزم المدرسة بتقليص مدة الحصة عشر دقائق حتى يتمكن الطلبة من العودة قبل المساء