موسم الزيتون ٠٠ مختصون يتحدثون ونصائح للبائع والمشتري

موسم الزيتون ٠٠ مختصون يتحدثون ونصائح للبائع والمشتري
عبندة: الأردن موئل الزيتون بالعالم منذ ٦ آلاف سنة
التل: الزيتون ثروة وغذاء كامل وفوائدها صحية وتجميلية
الانباط - فرح موسى

مع اقتراب موسم قطف ثمار الزيتون، تحدث ل"الأنباط" عدد من المختصين عن هذا الموسم، وقدموا نصائح يمكن أن يستفيد منها المزارع والمشتري على حد سواء.

قال عمر عودات رئيس شعبة التسويق في مديرية زراعة محافظة اربد، تشكل زراعة الزيتون ما يقارب (٩٥) % من الزراعات المثمرة في محافظة إربد، ويعتبر قطاع الزيتون استراتيجي، إذ تعتمد عليه العديد من الأسر في تأمين مصدر دخل سنوي.

واضاف : هنالك ظاهرة غش الزيت والذين يقومون بعملية الغش هم ضعاف النفوس، من خلال خلط الزيوت الرخيصة بالنكهات لتعطي نفس طعم زيت الزيتون، ومن الصعب التفريق بينه وبين زيت الزيتون.

وأكد على أنه يجب على المواطنين شراء الزيت من مصدر موثوق، أما من خلال مزارع معروف لدى المستهلك، أو من خلال المعاصر، وعلى المستهلك ان يبتعد عن شراء الزيوت رخيصة الثمن، لأنها مؤشر على غش الزيت، ويمكن لأي مستهلك أن يتوجه الى مؤسسة الغذاء والدواء، أو المركز الوطني للبحوث الزراعية لفحص الزيت مخبرياً، وندعو المواطن الابلاغ عن أي شخص يقوم بغش زيت الزيتون.

وبين أن التكلفة التقديرية لتنكة زيت الزيتون، بعد أن زادت مدخلات الإنتاج، وبالتالي انعكس ذلك على المزارع، أصبحت تباع بين (٧٠ الى ٨٠) دينار، وقال ان جائحة كورونا أثرت على الاقتصاد المحلي والعالمي، وبالتالي فإن قدرة المواطن الشرائية ستكون هذا العام ضعيفة، مما سينعكس سلبا على أسعار الزيت في ذروة ونهاية فترة الانتاج.

بدوره؛ قال المهندس هاشم العمري عضو الفريق الوطني للتقييم الحسي لزيت الزيتون في وزارة الزراعة، إن موسم الزيتون في الأردن يبدأ مع افتتاح المعاصر، وبين إن الانتاج المتوقع هذه السنة، يقدر ب (25) ألف طن، وفق إحصائيات وزارة الزراعة، وان معدل انتاج الثمار يقدر ب (150) ألف طن، وان (110) آلاف طن منها يتحول لزيت الزيتون، والباقي يذهب لزيتون المائدة. 

وأوضح إن علامات النضج تكون وفق تلون الثمار، وبين ان (60) % من الثمار يتلون من الأخضر الى الأحمر، أو الأسود، وان الأهم من ذلك هو لون الثمرة من الداخل، وليس من الخارج.
وتابع ان على المزارعين ان يذهبوا للمعاصر الحديثة المتواجدة في كافة المحافظات، وأنه في إربد يوجد (51) معصرة حديثة.

وبين أن سعر الزيت يكون وفق الجودة، ذلك لأن زيت الزيتون له تصنيفات من أهمها الزيت البكر الذي يكون أغلى الأنواع، ووضح أيضاً أن الفحوصات الكيميائية هي أفضل الطرق للكشف عن جودة الزيت، ولا ينصح باستخدام الطريقة الحسية التقليدية، وأكد على ضرورة استخدام الطرق السليمة في تخزين الزيت، ونصح بأن يكون التخزين في قوارير، أو تنك، وفي مكان بعيد عن الشمس، ولا تصله الرطوبة.

وقال إن في إربد ما يقرب من (280) الف دونم مزروعة زيتون، وأن ألوية بني كنانة، والرمثا، والكورة، وبني عبيد، أكثر ألوية إربد مزروع فيها زيتون، وجميعها زيتون بعل، وإن زيت الكفارات هو أجود انواع الزيوت.

من جانبه؛ قال المهندس ماجد عبندة رئيس مجلس فرع اربد لنقابة المهندسين الزراعيين، يتميز الاردن بانه موئل الزيتون في العالم منذ اكثر من (٦) الاف سنة، ويحتل المرتبة الرابعة عربياً والثامنة عالمياً من حيث حجم إنتاج الزيتون حيث يزيد عدد اشجار الزيتون في المملكة على (11) مليون، تتوزع على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والسكنية، وبلغ معدل الإنتاج من ثمار الزيتون (150) ألف طن، كما بلغ معدل إنتاج الزيت نحو (22) ألف طن سنوياً. وهذا القطاع يؤمن الدخل لأكثر من (80) ألف أسرة أردنية، فضلاً عن استثمارات بقيمة مليار دينار. وقد وصل الأردن إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير للخارج.

وأضاف، تتراوح أسعار زيت الزيتون ما بين (50 - 85) دينارا / عبوة سعتها (16) كيلوغراماً، وهو سعر يزيد قليلا عن التكاليف المتزايدة لانتاجه. لذلك فإن بيع هذا المنتج بأسعار لا تغطي التكلفة يبعث على الشك في نوعيته ومصدره. لكن يضطر بعض المزارعين لبيع منتجهم باسعار منخفضة نظرا للضائقة المالية ولانهم لا يحسبون عملهم وافراد عائلاتهم من ضمن التكاليف
ويقدر عدد المعاصر العاملة في المملكة بـ (132)، بطاقة إنتاجية تبلغ أكثر من 436 طناً في الساعة. ويمتاز الزيت الأردني الذي تنتجه بجودته العالية والذي يُستخرج بطريقة الضغط البارد، بعد قطفه مباشرة وهنا يصنف بانه "بكر ممتاز" "extra virgin"
وبين؛ يلجأ بعض اصحاب المزارع في المناطق المروية الى عصر زيتونهم في معاصر المناطق البعلية في الكفارات وغيرها طمعا بالحصول على سمعة ذلك الزيت؛ الا ان المستهلك يستطيع تمييز الزيتون والزيت الذي سيشتريه.
وأشار، تعمل الجهات الحكومية وغير الحكومية على حماية المنتج الوطني من الزيت وذلك بمراقبته والتاكد من صلاحيته للاستهلاك البشري وعدم وجود غش فيه، فقد عملت وزارة الزراعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء على مراقبة عمل المعاصر وفحص الزيت المنتج منها وختمه باختام خاصة تمنع فتح العبوات وتبديل الزيت كما ساهمت في استمرار اقامة مهرجان الزيتون الوطني منذ اكثر من عشرين عاما دون انقطاع مما اتاح للمزارعين بيع انتاجهم دون وسطاء او تكاليف اضافية واتاح للمستهلك شراء الزيت الذي يرغبون به بعد فحصه حسب الموقع الجغرافي والنوعية والسعر.


بدوره، قال المزارع  أمجد  الحميدي، بداية أشجار الزيتون بحاجة الى عناية مثل بقية الأشجار، كالسقاية، والتقليم، ورش المبيدات، وحراثة الأرض، وكما هو معلوم فإن أشجار الزيتون تحمل سنة، وفي السنة الثانية لا تحمل، أو يكون حملها خفيف جداً.
وكلما تأخر وقت قطف الزيتون لما بعد شهر (11)، تشرين الثاني، إضافة الى أن نزول المطر له دور مهم جداً في غسل الأشجار، وتنظيفها، وزيادة كمية إنتاج الزيت، وبخصوص زيتون الكبيس فإنه يبدأ تقريباً في شهر (10) من كل عام.

وأضاف، أن ارتفاع وانخفاض أسعار الزيتون، أو الزيت، يعتمد على كمية الإنتاج، وتكلفة العمالة، ومصاريف العناية بالأشجار، (تقليم؛ رش مبيدات؛ سقايه؛ وحراثة أرض)، وقال، هناك عامل مهم بزيادة الأسعار، وذلك بتصدير المنتج الى خارج المملكة.

ويرى المزارع عمر أبو الجزر أن أهالى المناطق المختلفة، يأتون للعصر في معاصر محافظة إربد بشكل عام، لأنهم يعتقدون أن معاصر إربد افضل، وأن عملية عجن الزيتون افضل من غيرها من المعاصر.

وتابع، إن سبب انخفاض الأسعار يعود للغش من قبل البعض، بخلطه مع زيت قديم، أو زيت قلي، أو أن هناك بعض من الملاكين عندهم فائض، ويرغبون في بيعه، لذلك ينخفض سعره، وقال أتمنى على مؤسسة الغذاء والدواء تكثيف الرقابة على المعاصر، والباعة، لانه هناك تقصير من طرفهم في هذا الشأن.


الإعلامي تحسين أحمد التل وفي تقرير عن شجرة الزيتون، أكد على أن شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة، وتعتبر ثروة لا يستهان بها، لما لها من فوائد اقتصادية، وبيئية، وثمرتها ذات فوائد كثيرة، فهي غذاء كامل وذات فوائد صحية، وغذائية، وتجميلية، وورد ذكره في الكثير من المراجع، وبنيت حوله الكثير من الدراسات، والزيت له قدسية خاصة في جميع الديانات السماوية.

وقال التل، لا أحد يعلم أصل شجرة الزيتون ولا مصدرها الأول على وجه الحقيقة، فلقد تم العثور على متحجرات أوراق الزيتون، في أفريقيا إذ ربما تنتسب الى العصر الحجري، أما الاعتقاد الأقرب الى الحقيقة، يعود تاريخ هذه الشجرة إلى فترة (5000 و 6000) سنة، ومنشأها سوريا، والأردن، وفلسطين، وجزيرة كريت في اليونان، وبينت بعض الدراسات الأثرية، والجيولوجية أن أشجار الزيتون كانت موجودة في منطقة سوريا منذ آلاف السنين، كما دلت الحفريات، والألواح الحجرية على أقدم علاقة تجارية بين إيبلا في حلب، وإيطاليا، وكان دليل ذلك العثور في حفريات إيبلا على أكثر من جرة زيت إيطالية، مصنوعة في ميناء برينديزي، مختومة بختم إيطالي.


وقال، بلغت المساحة الكلية لمدينة إربد حوالي مليون و (554 ألف و200) دونم، أي بنسبة (2) بالمائة من المساحة الكلية للمملكة، يذهب حوالي (120) ألف دونم منها للمحاصيل الزراعية المروية، و (537) ألف دونم للزراعة البعلية، وتتركز معظم هذه المحاصيل في (158) قرية، وتجمع سكاني ريفي.

تشتهر المناطق الشمالية من المملكة بزراعة الزيتون، إذ يبلغ إنتاج الشمال من الزيت نصف ما تنتجه الأردن والبالغ (177) ألف طن من ثمار الزيتون، وقدرت كمية الزيت الناتج حوالي (21) ألف طن بقيمة (65) مليون دينار.

وأشار الى أن أهم أصناف الزيتون الموجودة هي:
 الزيتون النبالي البلدي، والزيتون البلدي الرصيع، ومجموعة أخرى من الأشجار ذات الأصول الإسبانية، والإيطالية، والعربية المتنوعة، وقال إن محصول الزيتون ينقسم الى قسمين: الأول، عملية رصع الزيتون بالطريقة التقليدية: ضرب الزيتون (دق الزيتون) بواسطة الحجارة، ووضعه في أوعية بلاستيكية، أو قطرميزات زجاجية، كان يطلق عليها فيما مضى، قطرميز أبو عجلين، وكان الفلاح يلجأ الى طريقة أسهل في رصع الزيتون إذا كانت الكمية كبيرة، برصعه عن طريق ماكنات، تنتشر أسفل ظهر التل، أو بالقرب من مبنى بلدية إربد، ودرجت العادة عند البعض على تسمية الزيتون المرصوع؛ الفغيش.

اما القسم الثاني: فهو عصر الزيتون، وقد انتشرت المعاصر الحجرية في جميع أنحاء المحافظة، منها ما زال يعمل حتى هذه اللحظة، ومنها تطور، ودخلت الماكنات الحديثة بدل الحجرية التي كانت تعتمد على نظام رفع الزيتون المطحون بواسطة (القفاف، ومفردها قفة)، ووضع (القفف) تحت المكبس الحجري، لكن هناك مشكلة كانت تواجه الفلاح، تتمثل في عدم الحصول على كمية الزيت الكاملة، لأن نظام العصر بواسطة المكابس الحجرية، تترك نسبة من الزيت مع (الجفت)، (وطرطب) الزيتون، لا يستفيد منها المزارع (صاحب الزيتون) أو حتى المعصرة فتذهب هدراً.