كلاب ضالة تسبب الرعب لسكان مدينة إربد

 فرح موسى

 اشتكى عدد من المواطنين لصحيفة الأنباط من تكاثر الكلاب الضالة في إربد، وأكدوا على أن انتشار الكلاب بالمئات باتت مشكلة تؤرق المجتمع المحلي، إذ لم يعد الأطفال يأمنون على حياتهم في بعض المناطق التابعة للمدينة، مثل بشرى، وحوارة، وبيت راس، وغيرها من القرى التابعة لمحافظة إربد، مع التأكيد من قبل سكان مناطق داخل إربد على وجود عشرات الكلاب الضالة تسرح في المناطق السكنية من المدينة، وكانت الكلاب هاجمت الكثير من الأطفال في الصباح خلال ذهابهم الى المدارس قبل انتشار فايروس كورونا.

المشكلة ليست وليدة اللحظة، إنها مشكلة قديمة منذ سنوات، وبلدية إربد، وغيرها من البلديات، لديها علم بالموضوع، لكن حجة الرؤساء السابقون أن جمعيات المحافظة على الحيوان، وجمعيات دولية تطالب بعدم قتل وإيذاء الحيوانات وخصوصاً الكلاب، ما أدى الى تكاثرها بشكل غير مسبوق، وصارت تشكل رعباً لدى سكان المناطق المفتوحة، أو تلك المناطق التي يوجد فيها مواشي، وتنتشر من خلالها حظائر البقر والجمال.

وطالبت جمعيات تعتنى برعاية الحيوان، بعدم قنص الكلاب وقتلها، بل بمكافحتها عن طريق اصطيادها، وإجراء عمليات جراحية تمنع تكاثرها، وتبقيها على قيد الحياة، مع توفير أماكن حماية آمنة لها، وتوفير الطعام والعلاج اللازم لرعايتها، أو التنبيه على أصحابها إذا كانت من الكلاب الخاصة بالرعي، أن يعملوا على إبعادها عن المناطق السكنية، وأماكن تواجد الأطفال.

المواطن محمد جرادات يقول في حديث للانباط؛ إن الكلاب الضالة في منطقة بشرى، أصبحت حديث السكان على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الصحف والمواقع الالكترونية، مؤكداً على أن انتشارها بهذا الشكل، دون معالجة المشكلة، سيشكل خطراً يهدد حياة سكان المنطقة، وخصوصاً الأطفال، وكبار السن، بالإضافة إلى المخاطر التي تلحق بالبيئة، والصحة بشكل عام.

من جانبه قال رئيس مركز حق للتنمية السياسية الأعلامي تحسين أحمد التل، إن انتشار الكلاب الضالة في إربد وما يحيط بها من قرى وتجمعات سكانية، وخصوصاً في مناطق المدارس، ينذر بخطر حقيقي، وربما يؤدي لا قدر الله الى انتشار الأمراض بين السكان، وتعرض الأطفال الى اعتداءات الكلاب، وقد أصيب عدد من الطلاب قبل سنوات بهجوم من قبل هذه الكلاب، ولولا عناية الله لحدث ما لا يحمد عقباه، نحن لا نريد أن نحمل المسؤولية للقضاء والقدر كعادتنا، لذلك لا بد من إيجاد حل سريع لهذه المصيبة التي تعيش بيننا، وتشكل خطراً على المجتمع برمته...؟!

يقول التل، الأمر خطير، ويحتاج الى حل سريع، إذ يمكن العمل على تسميم الكلاب، أو إطلاق النار عليها وقتلها، أو احتجازها ضمن أماكن مخصصة، تحت رعاية وإشراف وزارة الصحة، أو وزارة البيئة، وعلى جمعيات المحافظة على الحيوان، إن كانت في الأردن أو خارج الأردن؛ أن تقوم بدورها بدلاً من الاحتجاج على قتل وتصفية الكلاب الضالة.
 
وناشد الإعلامي تحسين التل البلدية، والمحافظة، ومديرية الأمن العام، ووزارة الصحة، وكل من يهمه أمر المجتمع الأردني، العمل على إيجاد حل لهذه الظاهرة الخطيرة، تلك التي لا تتعلق فقط بخطورتها على الأطفال، إنما يتمثل ذلك بالإزعاج الليلي، والعواء المتكرر حتى الصباح من قبل هذه القطعان الفالتة، دون أن تجد من يضبطها، ويمنع أذاها عن المجتمع.

بدوره، قال الدكتور أحمد محمود جبر الشريدة رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الاردنية، تنتشر الكلاب الضالة في معظم مناطق محافظة إربد، والمملكة، وهناك بعض هذه الكلاب المسعورة حاملة لمرض السعار، (داء الكلب)، وهو من الأمراض الخطيرة التي يخضع المصاب بها للحجر الصحي.

واضاف إن هذه الكلاب السائبة (الضالة) تركها أصحابها، وتكاثرت بالبرية بعيدة عن الرقابة، وهي تتغذى على الفضلات من الحاويات، ولاحظنا في الفترة الاخيرة أنها أصبحت أكثر جرأة في القدوم الى اطراف المدن والقرى، للبحث عن الطعام.

وقال الدكتور الشريدة، إن هذه الكلاب الضالة، لا تسبب داء الكلب فقط، إنما يمكن لفضلاتها أن تلوث البيئة، وأشار الى أنه يمكن منح الصيادين رخص لقتل الكلاب، وبذلك يساعدون في التخلص من شرها، وما تسببه من أذى للمجتمع، ويقول الدكتور أحمد الشريدة؛ لقد صُدمت بعدم وجود فتوى شرعية تجيز قتل، أو تسميم الكلاب الضالة، لانها كائن حيواني لا يجوز قتله، أو على الأقل إيجاد ملاذات آمنة لحمايتها وحماية المجتمع من خطرها.