مدينة العقبة بين الاهتمام الملكي وواقع الحال!!!
جواد الخضري
يوم الجمعة الماضي قامت "الأنباط" بجولة ميدانية شملت بعض مناطق مدينة العقبة ثغر الأردن الباسم منها الشاطئ الممتد من منطقة ما يسمى "شاطئ الغندور" مع الامتداد تجاه "منطقة الحفاير التي كانت تعج بالزائرين من مختلف المحافظات ، حتى أن هذه المنطقة كانت تشهد اكتظاظ بشري خاصة بعد غروب الشمس إلى ساعات متأخرة من الليل مما يؤكد على توجه المواطنين للبحث عن متنفس لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، هذا شيء جميل ويعزز الحركة التجارية بالمدينة، لكن ما لمسناه من تعديات على منطقة الشاطئ من قبل أصحاب الأكشاك والكافيهات التي تقدم الأراجيل وغيرها من المشروبات الساخنة والباردة ، إضافة للباعة المتجولين الذين يعرضون مختلف البضائع ولا خلاف بالنسبة للباعة المتجولين كونهم يتعاملون مع الزوار بكل مهنية وأخلاق عالية ، لكن الخلل يكمن في التعدي من أصحاب الأكشاك والمعرشات التي تصل إلى مياه البحر ، فترى الكراسي والطاولات البلاستيكية المنتشرة والعمالة الوافدة التي تقدم خدمات البيع مع غياب العمالة المحلية . كما أنه إذا أراد مواطن السير على الشاطئ في هذه المنطقة تحديدًا فإنه لا يستطيع المشي والتجوال بسبب هذه الطاولات والكراسي التي يعج بها الشاطئ.
إما أن تقوم بحجز مكان لك للجلوس بمقابل مادي ، أي أنك مُجبر على الشراء أو تناول الأرجيلة أو أن تخرج من المنطقة لتبحث لك عن مكان آخر !!!.
إحدى إدارات سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة السابقة منعت إقامة أية معرشات على الشاطئ مع إزالة ما كان قائم ، حيث عملت على بناء مدرجات للجلوس مجانًا مع السماح بإقامة أكشاك خلف هذه المدرجات مع ممرات للمشاة تفصل بينها وبين مدرجات الجلوس أمام الشاطيء .
إلا أنه وللأسف الشديد لا ندري كيف قام مجلس مفوضي منطقة العقبة الحالي بالسماح لهؤلاء ولا ندري من هم؟ وما مدى نفوذهم بإعادة الوضع الذي يسبب التلوث البصري والازعاج للمتنزهين مع أصوات مكبرات الصوت التي تصدح بالأغاني الهابطة؟؟؟
مكان آخر وهو الجهة الغربية من بداية المنطقة العاشرة وباتجاه المحدود الغربي (شارع الفاروق)، المنطقة التي تعج جزيرتها الوسطية بالأشجار والأزهار مما يعطي انطباع جيد لمستخدمي الطريق وصورة إيجابية، لكن من ينظر إلى يمين الشارع خاصة خلف الأشجار المزروعة يجد مساحات شاسعة من الأراضي الفارغة " شبه بور " الصالحة للزراعة وأماكن للتنزه والتي من المفترض أن تعمل المفوضية على استغلال هذه المساحات من خلال العمل على تنظيمها وزراعتها لتكون متنفس ولو لأبناء محافظة العقبة وباديتها ، ليكتمل إزدياد الوجه الأخضر للمدينة .
جولة "الأنباط" الأخرى كانت بموقع محطة تنقية العقبة التي يجري العمل فيها لنقل برك المياه القديمة التي يتم تكريرها إلى برك جديدة بعيدة عن الموقع الحالي الذي قد يصبح مرصد للطيور التي يشهدها الموقع ، بعد إعادة تأهيل الموقع القديم. وهذا من المؤكد سيكون مكان للتنزه ولمحبي الطيور المختلفة المحلية منها والمهاجرة التي تأتي لهذا المكان لوفرة المياه المعالجة والأشجار الكثيفة . لكن ما لفت الانتباه قيام المتعهد أو المقاول أو الجهة المنفذة بتفريغ البرك القديمة والتي تشكل مساحة كبيرة من المياه والمواد الصلبة ليتم ضخها بحفر تسمح بنفاذ المياه لتصل إلى المياه الجوفية مما يشكل كارثة بيئية ، ولا ندري إن كان قسم البيئة بمفوضية العقبة أو وزارة البيئة ، وزارة المياه ، الصحة وكافة الجهات المعنية مطلعين عما يجري أم لا ، أم أنهم يغضون الطرف ؟!!!.
أخيرًا وليس آخرًا، هل المسؤولين مدركين ومتابعين لكافة القضايا ام أنهم يتحركون على نظام الفزعة حين تتم الكتابة في الصحافة عن الكثير من القضايا ؟ هل المسؤولين قادرين على ترجمة الرؤى الملكية السامية بالعمل على الإنجاز الفعلي والتطوير؟؟؟ لننتظر ردود الجميع ولنا لقاءات أخرى .