شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة عصرية لنشر التكافل المجتمعي
طرح ناشطون فكرة لاقت رواجا في المجموعات الافتراضية الأجنبية، تهدف الى دعم مبدأ التكافل الاجتماعي، ليس من خلال تقديم المساعدات العينية والنقدية فحسب بل والتطوع بأعمال ضمن تخصصات الأفراد ومجالات عملهم.
ولضمان تطبيق الفكرة التي تم طرحها في الآونة الأخيرة عبر موقع (فيسبوك) على الوجه الأمثل دعا هؤلاء الناشطون المتفاعلين مع منشوراتهم من الذين ينوون تقديم خدماتهم مجانا، الى التفكير مليا في أوقاتهم وإمكانياتهم قبل الإقدام على التطوع، مشيرين الى أن عمل الخير ونشر الفائدة بين الناس، نشاط محبب مهما كانت القدرات محدودة، خاصة اذا كان هدفه طاعة الله وطلب رضاهولاقت منشورات الفكرة عددا لا بأس به من التعليقات ممن يستطيعون تدريس الأطفال مجانا، وآخرون تبرعوا بالملابس لمحتاجيها ومنهم من أبدى استعداده لتقديم برامج لتخفيف الوزن، وفي المقابل بادر المستفيدون المفترضون الى طرح ما يبحثون عنه أو يريدونه لتسهيل فرصة لقائهم مع مقدمي الخدمات المجانية. وعرض متخصصون في حديثهم مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، لأهمية التكافل الاجتماعي الافتراضي لما له من آثار ايجابية على الفرد والمجتمع، حيث أن ميزات شبكات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة ، تساهم في انتشاره وتسهل وصول مقدمي الخدمات والتبرعات لمستحقيها، لكنهم حذروا من الاستغلال الذي قد يمارس عبر تلك الوسائل.
وأشار المتخصص في علم الاجتماع حسين الخزاعي إلى أن "العمل التطوعي الالكتروني"، يقوم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لحشد أكبر عدد من المتطوعين والمتخصصين وحثهم على تقديم خدماتهم كإحدى الصور التكافلية النموذجية في العطاء والبذل، مؤكدا ان لهذه المبادرات فعالية في تحفيز الكثيرين على المشاركة بها، كونها تعمل على مد جسور التواصل، وتسهم في إدارة أوقات الفراغ على نحو جيد، وتيسر فرص استثمار أمثل للمهارات والقدرات العملية والعلمية، ما يعكس تعاضد أفراد المجتمع وحبهم لعمل الخير.
من جهته بين الخبير في شبكات التواصل الاجتماعي ثامر العوايشة، أن هذه الشبكات تحولت إلى وسيلة مهمة جدا في دعم التكافل الاجتماعي لتأمين الدعم وطرح مشاكل الأفراد، ما سرع في مساعدة المحتاجين ودعم الجمعيات والمبادرات على المستويين الجماعي والفردي، لما تتمتع به هذه الوسائل من سرعة في التواصل والانتشار.
وأشار إلى محاولة بعض ضعفاء النفوس استجداء الدعم لمشاريع وهمية هدفها النصب والاحتيال، لافتا ايضا الى الأثر النفسي والاجتماعي السلبي المترتب على نشر صور متلقي التبرعات أثناء تلقيها التبرعات عبر الشبكات ما دفع الجهات المعنية لمنع هذا الفعل.
من جهته أكد مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ عبد الكريم الخصاونة، أن التكافل الاجتماعي سرّ قوة الأمة وتماسكها، فبه تقوى الأمم وترتقي وتزدهر، حيث أن للتكاتف ودعم الضعفاء أثرا في انتشار الرحمة والمودة بين الناس، عملا بأمر الله تعالى.
وأضاف، على الإنسان أن يسعى لتحقيق مهمة الاستخلاف في الأرض وعليه أن يقيم فيها التوازن والاعتدال، ويسعى الى إقامة التكافل بين الناس، وتفقد أحوال المحتاجين.
ولفت الخصاونة إلى أن صور التكافل في المجتمع كثيرة ومتنوعة، منها رعاية الأيتام والأرامل والمساكين، أو الصبر على المعسرين، وإطعام الجائعين، هي أفعال تشكل جدار دفاع عن الأوطان لحمايتها ورعاية شؤون أفرادها، وترسخ الشعور بالأمان والاستقرار في ربوعها، تحقيقا لأهم مقاصد الشريعة الإسلامية.
--(بترا)