هيئة النزاهة ومكافحة الفساد تكسب الرهان،
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة..
لاحظنا مؤخرا خلال الأسابيع الأخيرة تواتر صدور العديد من أحكام القضاء بشكل شبه يومي بحق عدد كبير من الموظفين، وبعض المسؤولين بخصوص قضايا الفساد التي حققت فيها هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، وثبت بشكل قاطع تورطهم في قضايا فساد مختلفة، منها ما هو متعلق بالتعسف في استخدام السلطة، أو الإهمال الوظيفي، أو التعدي على المال العام، أو التزوير في وثائق رسمية، أو اختلاس أموال عامة، والكثير من التهم والقضايا والجنح وجرائم الفساد، وآخرها اليوم إسدال الستارة على اكبر قضايا الفساد، والتي اشغلت الرأي العام لفتوة طويلة، وأصبحت قضية راي عام نالت اهتمام الشعب الأردني بكل فئاته، واخذت حيزا كبيرا من مساحات الإعلام الأردني بكل أنواعه المرئي والمسموع والمقروء ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يؤكد بما لا يدعوا للشك أن الدولة الأردنية جادة في مكافحة الفساد، وتسير بخطى ثابته وواثقة بهذا الإتجاه والمجال، وهذا النجاح يسجل لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد بكل كوادرها القانونية والفنية والإدارية، وبقيادة القبطان الفذ والحازم بصرامته التي نهلها من المدرسة العسكرية التي تتصف بالضبط والربط العسكري والنقاء من كل أي شائبة من شوائب الفساد، الجنرال مهند باشا حجازي، برفقة زملاءه أعضاء الهيئة من المفوضين، وهذا الجهد الجبار والمتواصل على مدار الساعة من العمل المتفان أعاد الثقة والإطمئنان لنفوس الشعب الأردني، بأن قضايا الفساد التي تخص أموال الأردنيين في أيدي أمينة، وبنفس الوقت توجه رسالة قوية وحازمة لكل من تسول له نفسه بالإعتداء أو سرقة أي نوع من انواع المال العام سواء النقدي أو العيني، وكسبت الرهان من كل من راهن أو شكك على عدم جديتها أو تراخيها في مكافحة وملاحقة قضايا الفساد، ويبقى على هيئة النزاهة ومكافحة الفساد مسؤولية وجهد آخر يتطلب منها تفعيله ألا وهو تشديد الرقابة على مكافحة الفساد الإداري الذي يتم بطرق مختلفة وملتوية، بالإضافة الى قضايا الظلم الإداري الذي توسع مؤخرا من قبل العديد من بعض المسؤولين وأصبح سيفا مسلطا على رقاب الموظفين، وله انعكاسات سلبية على أداء الموظفين الإداري، وعلى إنتماؤه الوطني، وهذا ما أفضى الى حدوث الترهل الإداري، وما ترتب عليها من مشاكل ادارية دفع ثمنها المواطن الأردني، وصلت الى حياته وحياة أبناءه، نشد على اي هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بكل كوادها للاستمرار بهذا النهج والجهد ونتمنى لهم مزيدا من التوفيق والنجاح في القضاء على هذه الآفة الإجتماعية الخطيرة التي تنال من مالنا العام، ونقول لهم بوركت جهودكم وجزاكم الله كل خير والله يعطيكم العافيه،حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.