جمانه جمال تكتب : عام النصر

سيف القدس وانتفاضة الحرية معركتان سطر التي خلالهما الشعب الفلسطيني أجمل البطولات والملاحم والقصص البطولية نادرة الحدوث والتي اعادت القضية الفلسطينية الى الواجهة ووضعها في مسارها الصحيح بعد غفوة طالت ظن العدو والمتخابرون معه انه سبات عميق لا عودة بعده الى الحياة.
بداية الشعلة كانت المسجد الاقصى والاعتداءات المتكررة على المرابطين والمرابطات وتدنيس مصلياته وساحاته من قبل قطعان من المستوطنين، الى جانب تهويد الاحياء السكنية القريبة من المسجد الاقصى كحي الشيخ جراح وحي سلوان حيث لا زال خطر الهدم مستمرا الى يومنا هذا تطبيقا لنظام الأبارتهايد.
 اعتداءات اخرجت الصواريخ من اوكارها لتضرب تل ابيب وتخترق القبة الحديدة وتزعزع أمن الاحتلال بالإضافة الى الخوف وترقب تصريحات أقرب الى الواقع لصاحب الكوفية الحمراء.
اتحد الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل الى جانب غزة التي اقامت اعيادها بعد الانتصار الكبير وقالت كلمة الفصل ان عدتم عدنا والصواريخ بالمرصاد بعد معركة سيف القدس لم يهدأ الشارع الفلسطيني من الاحتكاك مع العدو الصهيوني وعلى نقاط التماس وكأن الموت حكاية قديمة لم يعد الفلسطيني يخاف منها.
شعاع اخر خرج من تحت الأرض هذه المرة حيث حُفر بعزيمة وتحدي لعدو ظن البعض انه دولة غير قابلة للانهزام هزمت في هذا العام وبأقل من بضعة أشهر امام جيل اتفاقية اوسلو الذي مزق بنودها والقى بها في مزبلة التاريخ.
احرار طلوا وطل الامل بالعودة والانتصار شقوا الحرية بأناملهم رغم الظلام والقيود، عزيمتهم اقوى من ترسانة الاحتلال واعوانهم هزموا المحتل بإرادتهم وعدل قصيتهم.
خرجوا نحو نور الشمس تناولوا صبر السنين ليلتئم الجرح استنشقوا رائحة فلسطين المحتلة وعادوا الى خلف القضبان الا ان حريتهم اصبحت أقرب منهم رغم العذاب.
هروبهم أشعل الامل في تاريخ ملطخ بالعار بطولتهم اعاد الى الذاكرة حكاية الاسرى الثلاثة فؤاد حجازي ومحمد جمجموم وعطا الزير الذين تم إعدامهم على يد الاحتلال البريطاني وما زالت ذكراهم تطرق باب الحرية حتى يومنا هذا لتحيي ابطال نفق الحرية وتفتح بابا نحو دحر الاحتلال والعودة الى الحياة.