"اكسبو دبي"..تتويج لإرث 50 عاماً من صناعة الإبداع!
يَحِبس العالم أنفاسه هذه الأيام مع اقتراب انطلاق فعاليات أكبر معرض عالمي تستضيفه لأول مرة دولة عربية واسلامية، فاكسبو دبي هو حدث عالمي لا يتصدى له إلا الكبار في عطائهم والناجحون في أعمالهم من أصحاب الإرث الطويل في صناعة الإبداع وغرس الأمل !
أقل من اسبوع يفصلنا عن اكسبو دبي، وهو حدث لا يوكل مهام تنظيمه واستضافته الا للدول ذات السجل الدولي المعروف عنها الجدارة والكفاءة، فأي فخر وأي زهو نشعر به ان دولة الإمارات انتزعت وباستحقاق إعترافا دوليا يُضاف الى سلسلة إعترافات متتالية بدورها الأصيل في ان تكون ملتقى عالميا وحاضنة دولية في رعاية الإبداع وريادة الأعمال وتلاقي الثقافات.
خمس وعشرون مرة تم استضافة معرض اكسبو دوليا منذ انطلاقته، وكان لقارة أوروبا النصيب الأسد في استضافته 17 مرة، وخمس مرات استضافته امريكا وكندا، ومرتان الصين واليابان، ومرة في امريكا الجنوبية، واليوم تدشن دولة الامارات العربية المتحدة خمسينيتها الثانية بحضورها الفخم على الخارطة العالمية بفتح ابوابها لكل الثقافات والشعوب و للرياديين والمبدعين، وهي استضافة تضاهي لا بل تفوق أهمية ووزنا وحضورا استضافة مؤتمرات القمم السياسية والإقتصادية الدولية والبطولات الرياضية العالمية وغيرها من الأحداث التي تشكل وزنا عالميا يتفاعل الناس والإعلام وصُنّاع القرار في متابعتها والتطلع للاستفادة من فعالياتها.
واكسبو دبي محطة تاريخية فاصلة، فهو حدث يتزامن مع احتفالات الإمارات بذكرى تأسيس الدولة الخمسين، فبكل ثقة واقتدار واعتزاز يودع الشعب الإماراتي الخمسين الأولى من عمر دولتهم الزاهرة وما تحقق من إنجازات يشار اليها بالبنان، ويتأهبون بأمل كبير وطموح يطاول عنان السماء لولوج الخمسين الثانية بهمة أكبر وعزيمة أشد وثقة بمستقبل واعد!! فدولة أُولى خطواتها على عتبات الخمسين الثانية كانت بصناعة واطلاق مسبار الأمل واستكشاف الفضاء والوصول الى المريخ فلا غرابة ان ترفع شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" لفعاليات معرض اكسبو!
"الثقة والدقة والعالمية" تلازم هذا الحدث الفخيم، فنحو 25 ملياراً أُنفقت لتجهيز وانطلاق المعرض، مع 30 الف متطوعاً في التنظيم، و 200 مشاركة عالمية و 180 جناحاً لأكبر الشركات والمؤسسات الدولية، ملايين الزوار الى الدولة والمعرض متوقع وصولهم عبر اجراءات فائقة السلاسة لضمان صحتهم وسلامتهم، كل هذا وذاك يؤكد ان للإمارات تاريخ ممتد وإرث طويل في ان تكون دوما قلب العالم النابض في رعاية الإبداع وتلاقي الثقافات وصناعة المستقبل وواحة أمن وسلام ونقطة وصل بين الحضارات.
مطلع اكتوبر المقبل ولمدة ستة شهورنحن على موعد مع اكسبو دبي والذي سيوفر بيئة خصبة وغير مسبوقة لاستكشاف الفرص وتعزيز الإنتاجية وضمان الإستدامة عبر منظومة متكاملة من قيم الإحترام العالمي الذي يصنع مستقبل الإنسانية.
اليوم ونحن نعيش أزمات وبائية وسياسية عاصفة من حولنا، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة بما تمتلكه من سياسة حكيمة وإرث وتقاليد حضارية وقيم إنسانية راسخة مشهود لها تاريخيا، تؤكد ان قيم الإبداع والإبتكار وتواصل العقول والتلاقي بين الشعوب والثقافات هو الأولى بالرعاية والاهتمام وتوجيه السياسات والجهود لأجل مستقبل الإنسانية وخير الشعوب!
*باحث واكاديمي