عبد السلام المشيطي يكتب : اليوم الوطني وسفاراتنا
في كل عام تزهو سفاراتنا وتتزين للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة والغالية على قلوبنا؛ فتقوم السفارات بدعوة الشخصيات المهمة والرسمية في البلد المضيف لهذه الاحتفالية، فضلاً عن نظرائها من الدبلوماسيين والسفراء المعتمدين، التي غالبًا ما تشهد فعاليات تتواكب مع هذا الحدث الكبير والمهم؛ فلكل سفارة رونقها الخاص، وطريقتها المختلفة للتعبير عن هذه الفرحة التي ترتسم على وجوه أبناء هذا البلد العظيم في الخارج من دبلوماسيين ومقيمين وطلاب وغيرهم.
وتتزين سفاراتنا باللون الأخضر، وبصور القيادة الكريمة - حفظها الله - معبِّرة عن حبها وولائها لهذا لوطن العظيم، وقيادته الرشيدة؛ فتجد بعضها يقوم بعمل معرض للصور الجميلة عن مختلف مناطق السعودية؛ لتنقلنا إلى داخل الوطن بجماليته الرائعة، وتجد الأخرى ترسم صور المستقبل المشرق من مشاريع وتطورات وإنجازات، تحققت خلال العقود الماضية، وخلال الفترة الأخيرة بالأخص، تواكبًا مع الرؤية العملاقة التي أطلقها سيدي سمو ولي العهد - حفظه الله – (رؤية ٢٠٣٠)، ويقوم بعضها بتقديم المأكولات الشعبية والتقليدية؛ لكي يتعرف الضيوف والزوار على ذائقة السعودية وأهلها المتنوعة والمختلفة، فضلاً عن الأهازيج والألوان التي ترسم ملامح حدود هذا البلد المعطاء، الذي تمتد أياديه البيضاء في أرجاء المعمورة.
ولا تقف بنا حدود هذه الفرحة عند ما ذكرته فقط؛ بل هناك رسائل كبيرة وعظيمة، تتواكب مع أهمية هذه المناسبة الغالية، يرسم من خلالها سفراؤنا أجمل لوحة لأجمل وطن؛ فيحرص سفراؤنا من خلال هذه المناسبة على بعث رسائل دبلوماسية وسياسية عن روعة سياسة السعودية التي تعبِّر فيها عن مواقفها الدولية والأممية التي دائمًا تنتصر فيها للحق، وللإنسانية الهادفة والخلاقة، وتتحقق عبر دبلوماسية ناعمة صادقة؛ إذ يستعرض سفراؤنا وممثلو السعودية ما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من مشاريع لإغاثة الملهوف، وسد عوز المحتاج، ونصرة المظلوم، وإجارة المستغيث، وكذلك مساهمات الصندوق السعودي للتنمية المختلفة في الدول التي تحتاج للتنمية، والدعوة للسلام والاعتدال والحوار من خلال نبذ فكر التطرف والإرهاب، والدعوة للوسطية في جميع نواحي الحياة.
فالسعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هي السد المنيع في وجه أعاصير الشر، ناصرت –وما زالت تناصر- جيرانها وأشقاءها، وتشاركهم همومهم وقضاياهم المختلفة.. وطن اعتلى القمة ليصبح لها قائدًا وموجهًا وقدوة.. وطن بذل الغالي والنفيس لنشر ثقافة السلام والأمن والاستقرار في الأقطار كافة.. يمتاز بحُسن الجوار، وبحفظ حقوق الآخرين.. وطن كبير جميل، قدّم –وما زال يقدم- للإنسانية الكثير.. وطن نهض لحفظ كرامة البشر، وعودة شريان الحياة للآخرين.
وطن بحجم السماء، يستحق كل هذه الفرحة التي يشاركنا بها جميع الأصدقاء والمحبين لهذا التوهج الذي يصاحب الاحتفال بهذه الذكرى الغالية.
فهي لنا دار.. وللآخرين حُسن الجوار.