الأندية الرياضية في الشمال تعاني وتستنجد

 فرح موسى

تعاني محافظة إربد، ذات الكثافة السكانية العالية؛ من تدهور على مستوى الحركة الرياضية، فقد كان من المأمل أن يكون هناك مكانة مميزة من خلال النشاط الرياضي، لكن بسبب معاناة المدينة من نقص كبير في المرافق الرياضية، وشح الإمكانيات، وضعف الدعم المقدم للأندية، أصبحنا نشاهد الإحباط على وجوه الشباب، وبدؤوا يبتعدون شيئاً فشيئاً عن الرياضة على الرغم من الشغف الرياضي الكبير لدى ابناء مدينة إربد. ولأجل ذلك؛ تواصلت الأنباط مع عدد من رؤساء الاندية فيها، إذ أكد رئيس نادي كفر الماء السيد خالد السباعي، أنه يوجد في محافظة إربد أكثر من (٦٥) نادٍ رياضي، مما يؤدي الى ازدحام شديد بالأندية، وضغط لا مبرر له بسبب عدم توفر مرافق تخدم هذا العدد الكبير، وقال، يوجد أكثر من نادٍ رياضي داخل حدود المنطقة الواحدة، ولا يوجد خدمات كافية لخدمة هذه الأندية. وتابع السباعي؛ تفتقر أندية المحافظة للدعم، مقارنة مع الأندية الرياضية في بقية المحافظات والألوية، ومعروف أن إربد لا يوجد فيها شركات كبرى، يمكنها أن تدعم الحركة الرياضية، إذ أن أغلب الأندية تتلقى الدعم من جهود شخصية، وشخصيات محلية، بعكس أندية العاصمة، وبعض أندية محافظات الجنوب التي تتلقى الدعم من شركات حكومية كبرى. واضاف؛ إن مدينة إربد تعاني من نقص كبير في المرافق الرياضية، إذ لا يوجد سوى مدينة الحسن الرياضية، وبعض المجمعات الرياضية في اطراف المحافظة، وقال؛ لواء الكورة فيه ستة أندية، تنتسب لاتحاد كرة السلة، وتمارس هذه اللعبة، ولا يوجد باللواء ملعب واحد لكرة السلة يمكن أن يكون صالحاً لان تقام عليه مباريات ودية أو رسمية. وقال إن دعم وزارة الشباب للأندية، غير عادل بتاتاً، مثلاً؛ الدعم المقدم للأندية التي تمارس كرة القدم، وكرة السلة، والريشة، وكرة اليد، وكرة الطائرة، بينما لا تقدم دعم يذكر لباقي الألعاب، مثل: الطاولة، وألعاب القوى، وصالات الأثقال، والملاكمة، ولو أن الدعم يقدم للألعاب الفردية، لكانت النتائج أفضل من دعم اللعب الجماعي. وقال؛ معظم بلديات إربد لا تدعم أنديتها، ولا تهتم بهم، بحجة أن الرياضة ليست من أولوياتها، ولو نظرنا الى أمانة عمان، نجدها تمنح الأندية القريبة، الدعم المادي، وتقدم لها الأراضي لإقامة الملاعب والمقرات، بينما معظم الأندية في إربد مقراتها مستأجرة. من جانبة، قال جاسر بطاينة، رئيس نادي شباب حكما في إربد، إن الواقع الرياضي لأندية المحافظة، متأخر إلى حد ما، ويرجع ذلك إلى أسباب موضوعية، مما يجعلها غير قادرة على أداء رسالتها الحقيقية، وأول هذه الأسباب: ضعف الدعم الحكومي لهذه الاندية، مما يعطي انطباع أن هذه الاندية لا تستطيع السير في الاتجاه الصحيح، ونتيجة لذلك تفتقر أندية محافظة اربد الى عدد من الملاعب المتكاملة، إذ يوجد ملعب وحيد داخل مدينة إربد يتدرب عليه خمسة عشر نادياً، لذلك كيف يمكن تأسيس فريق رياضي في ظل عدم وجود ملاعب كافية. واضاف، إننا على علم بأن رسالة الأندية، لا تقتصر على الجانب الرياضي فقط، إذ يوجد لها دور مهم في الجوانب الثقافية والاجتماعية، ونتيجة لغياب البنية التحتية لم تستطع القيام بهذه المهام، وقال البطاينة يمكن أن تتحمل الإدارة جزءً من المسؤولية تجاه ذلك الأمر.واقترح البطاينة على الأندية، ممثلة بإداراتها، أن لا تعتمد على الدعم المقدم لها، بل تعتمد على ذاتها. وقال مروان علي الخطيب، رئيس نادي دير أبي سعيد الرياضي، يوجد ثمانية أندية في لواء الكورة، جميعها مشتركة في معظم الإتحادت، ونادي دير أبي سعيد الرياضي منتسب لمعظم الإتحادات، وأهمها؛ إتحاد كرة القدم، وهو النادي الوحيد المنتسب لكرة القدم في لواء الكورة، لأن لعبة كرة القدم مكلفة جداً، هذا سبب، والسبب الآخر قلة الملاعب. وأكد الخطيب على أن اللواء يفتقر لصالة رياضية، متعددة الأغراض، يشارك فيها ستة أندية بكرة السلة من ثمانية، ثلاثة أندية من أندية الدرجة الأولى، وثلاثة أندية من أندية الدرجة الثانية، وهذه الأندية جميعها تذهب إلى إربد لإجراء التمارين الرياضية في مدينة الحسن، وهي مكلفة من ناحية المواصلات، والطعام والشراب، وتجهيزات اللاعبين، ونضطر أحياناً لاستئجار صالات في إربد، بالاضافة الى أن اللواء يفتقر الى مراكز الواعدين، للفئات العمرية، وأكاديميات لصقل مواهب الرياضيين. وقال المهندس رياض خالد الفقيه، رئيس نادي كفر أبيل الرياضي، إن أندية إربد منتشرة في المحافظة، منها أندية محترفة، وأندية درجة أولى، وأندية درجة ثانية، وأندية درجة ثالثة، ومنها مشتركة في إتحاد كرة القدم، والسلة، والطائرة، واتحاد الريشة، والتنس، وغيرها من الإتحادات، وواقع الأندية المرير، وما تعاني منه بسبب ضعف الدعم المالي من المجتمع المحلي، والشركات، ورجال الأعمال، إلا أن الوزارة تقدم دعم سنوي، مقداره: ألف وخمسمائة دينار، وهذا لا يكفي لاقامة نشاطات اجتماعية، أو ثقافية، أو رياضية، أو بدل استئجار مبنى النادي.وطالب الوزارة بدعم الأندية بمبالغ كبيرة، تسمح للأندية بممارسة نشاطاتها الرياضية على أكمل وجه .