السفير الصيني تسين تشوان دونغ لدى المملكة يكتب٠٠تسييس تتبع منشأ الفيروس لن يقود الى الحل


، الوحدة في مكافحة الوباء هي الطريق الصحيح
تقدمت المخابرات الأمريكية مؤخرا بالتقرير المزعوم حول التحقيق في قضية تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد، مدّعية بأنه لا يمكن استبعاد كلا من الاحتمالين حول منشأ الفيروس، في أن يكون طبيعيا أو تسريبا مختبريا، مستخدمة لغة استقرائية لتوصيم الصين لعرقلة التحقيقات الدولية ورفض مشاركة المعلومات. انه تقرير كاذب صريح ، مليء بالأغراض السياسية الخفية، لا يستند على العلم ويخلو من المصداقية.
إن قضية تتبع منشأ الفيروس ترفض التلاعب السياسي. ان تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد هي قضية علمية معقدة، لن يتم بحثها سوى من خلال التعاون من قبل العلماء من كافة أنحاء العالم، لاستخلاص استنتاجات علمية تستند إلى الحقائق والأدلة. بعد أكثر من عشر سنوات وعقود من البحث الشاق حول منشأ الفيروسات مثل الإنفلونزا الإسبانية، والإيبولا، والإيدز، لا يزال يتعين على بعضها الحصول على إجابة نهائية.جاء وباء فيروس الكورونا الجديد فجأة وما زال يتطور ويتغير، وفي ظل هذه الوضع، طلبت حكومة الولايات المتحدة بشكل غير متوقع من وكالات الاستخبارات التوصل إلى استنتاج حول تتبع منشأ الفيروس في غضون ثلاثة أشهر. ليس من الصعب رؤية أن هذا ليس سعيًا وراء الحقيقة العلمية على الإطلاق، بل هو هدف سياسي بحت، قد تم تحديده مسبقا، "متمسكين باستنتاج للبحث عن حجة". انهم يستخدمون قضية تتبع منشأ الفيروس من أجل تشويه سمعة الصين والضغط عليها.
في الواقع، الصين منفتحة وشفافة بشأن مسألة التعاون في تتبع منشأ الفيروس، والإبلاغ عن الوباء في أقرب وقت ممكن، وتصدير المعلومات الأساسية مثل التسلسل الجيني للفيروس في أقرب وقت ممكن. كما وتمت دعوة الخبراء من منظمة الصحة العالمية مرتين إلى الصين لاجراء البحث في تتبع منشأ الفيروس، وخلال هذه الفترة، بذلت الصين قصارى جهودها لتلبية متطلبات الخبراء. وتوصل تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية عن التتبع إلى استنتاجات واضحة مثل "التسرب المختبري مستحيل للغاية" واقترح "البحث عن حالات مبكرة محتملة على نطاق عالمي". كما وكتبت أكثر من 80 دولة إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وأصدروا بيانًا لدعم تقرير البحث المشترك ومعارضة تسييس قضية تتبع منشأ الفيروس.
تشويه سمعة الصين لن يلمع من صورتك. تمتلك الولايات المتحدة أحدث المعدات الطبية وأقوى القدرات الطبية في العالم. لكن من المحزن أن ما يقرب من عُشر سكان الولايات المتحدة قد تم تشخيص إصابتهم بفيروس الكورونا الجديد، توفي منهم أكثر من 630 ألف شخص، ولا يزال عدد الحالات المؤكدة الجديدة يوميًا يحتل المرتبة الأولى في العالم.
انسحبت الولايات المتحدة ذات مرة من منظمة الصحة العالمية، ورفضت حتى الآن الاستجابة للشكوك المعقولة من المجتمع الدولي حول مختبر فورت ديتريك البيولوجي ومنشآت أخرى. نتمنى مخلصين للشعب الأمريكي انتصارًا مبكرًا على الوباء. ومع ذلك، فإن استخدام مسألة تتبع الفيروس لإرباك الناس وصرف الانتباه لا يمكن أن يغطي فقط حقيقة أن مكافحة الوباء ليست فعالة ، ولا يمكنها أن تمنع انتشار الفيروس، ولا يمكنها إنقاذ الأرواح التي فقدناها. يجب أن تتوقف الولايات المتحدة عن تسميم أجواء التعاون الدولي في إمكانية التتبع والعودة إلى المسار الصحيح لتتبع منشأ الفيروس بشكل علمي والتعاون في مكافحة الوباء.
ان الاتحاد في مكافحة الوباء هو الطريق الصحيح للعالم. في حين يشكل فيروس الالتهاب الرئوي التاجي خطرا على الأرواح، ويشكل الفيروس السياسي خطرا على الضمير الانساني والتضامن الدولي. لا زال الفيروس يتفشى بشكل متكرر في العالم. تعتبر "مقاومة الفيروس السياسي"، والتوحد والتعاون لمكافحة الوباء، وزيادة التوزيع العادل للقاحات، من أهم أولويات المجتمع الدولي. تشارك الصين بنشاط في التعاون الدولي لمكافحة الوباء، حيث قدمت مليار جرعة من اللقاح الى الدول الأخرى، و ستسعى لتوفير ملياري جرعة من اللقاحات للعالم خلال هذا العام، كما ستتبرع ب100 مليون دولار أمريكي لبرنامج (كوفاكس)، لتوفير اللقاحات للدول النامية.
منذ تفشي الوباء، دعمت الصين والأردن بعضهما البعض وعملتا معا لمكافحة الوباء، وهذا ما يسمى بالنموذج. ستواصل الصين العمل مع المجتمع الدولي لتعزيز نجاح التعاون الدولي في في تتبع منشأ الفيروسيد بموقف علمي وواقعي، وتقديم مساهمات إيجابية في الانتصار النهائي للبشرية ضد الوباء وبناء مجتمع صحي ذو مصير مشترك للبشرية.