خالد فخيدة

فرضت شركة الجسر العربي للملاحة نفسها  مثالا يحتذى في تطوير منتجاتها من خلال الافكار الخلاقة.

والشركة التي يقود ادارتها اليوم المهندس الاردني عدنان العبادلة، ادخلت الى العقبة منذ شهر كانون ثاني هذا العام 2021 منتجا سياحيا جديدا اسمه (العبور).

ومنذ بداية عام 2021 وحتى يومنا نقلت الجسر العربي من النويبع الى العقبة ما يزيد عن 85 الف مسافر مصري اقام كل منهم اسبوعين في العقبة وذلك لتحقيق شرط دخول الشقيقة المملكة العربية السعودية.

والقصة ان مدير عام شركة الجسر العربي عدنان العبادلة اكتشف في احدى زيارته الى مصر الشقيقة لحضور اجتماعات عمل ان المصريين ممن لديهم عقود عمل في السعودية، يعانون الامرين لتحقيق شرط العبور الى دولة خضراء فيما يخص اصابات كورونا للمكوث فيها 14 يوما ومن ثم اجراء فحص PCR في هذه الدولة يثبت سلبية اصابتهم قبل توجههم الى الشقيقة الجنوبية.

 مردود هذه السياحة على الاردن والعقبة دفعت العبادلة الى مناقشة الامر مع سلطة العقبة والجهات الرسمية في الاردن حتى يتم السماح للجسر العربي بنقلهم وتمكينهم من الاقامة في العقبة لمدة 14 يوما.

وبالفعل قدمت السلطة والحكومة الاردنية للجسر العربي كافة التسهيلات لنقل الاشقاء المصريين العاملين في السعودية الى العقبة خاصة بعد اعلانها منطقة آمنة من كورونا لتلبية الشرط السعودي فيها.

ومن هذه الفكرة استطاعت الجسر العربي خلق خط انتاج جديد لها يساهم في تعويضها الخسائر التي تكبدتها خلال جائحة كورونا، وانعاش سوق العقبة سياحيا وتجاريا. 

كما ان سياحة العبور ساهمت في اعادة اردنيين عاملين في هذه القطاعات الى وظائفهم بعد ان اخرجتهم منها كورونا قصرا، بسبب الاغلاقات والحظر بشقيه الكلي والجزئي.

الجسر العربي التي هي اكبر عناوين الاخوة والشراكة العربية بين الاردن ومصر العراق، عانت الأمرين خلال جائحة كورونا، واستطاعت ان تقف على قدميها مجددا رغم المنافسة الشديدة التي واجهتها في السوق، نتيجة المنافسين الجدد الذين خدمتهم كورونا وحاولوا التغول على صلاحيات الشركة المحفوظة في الاتفاقيات المبرمة بين الشقيقات الثلاث عمان وبغداد والقاهرة.

الجسر العربي حكاية اقتصادية كاملة وفريدة في العمل ومواجهة الازمات وفي النقل البحري.