اربد: منتدون يؤكدون نجاح تجربة التعليم عن بعد في الجامعات الاردنية

 اكد متحدثون في ندوة حول تجربة التعليم عن بعد في الجامعات الاردنية في ظل جائحة كورونا، نظمتها جمعية "امل الغد" الخيرية، اليوم الاحد، ان الاردن بنى قاعدة تقنية ومعرفية تؤهله بقوة لتطوير العملية وتحقيق نجاحات مهمة فيها.
وقال رئيس جامعة جدارا الدكتور محمد طالب عبيدات خلال الندوة، ان البنية التحتية المتوفرة في الاردن على صعيد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ساعدت في تجاوز مرحلة صعبة في التعليم فرضتها تداعيات جائحة كورونا وجعلت الاردن يتخطى الازمة باقل الاضرار الممكنة.
واضاف انه لولا هذه البنية، لربما كان التعليم توقف خلال الفترة الماضية من الجائحة، ولخسرنا الكثير جراء ذلك وتعطلت مصالح الطلبة والجامعات.
واشار الى استمرار عملية التقييم والتغذية الراجعة، للوقوف على افضل النتائج ومعالجة الاختلالات في منظومة التعليم عن بعد، مؤكدا ان مؤشرات التقييم تؤكد نجاح الاردن بتخطي صعوبات التعلم عن بعد بنسبة تزيد عن 70 بالمئة.
وبين ضرورة الاستمرار بتطوير تقنيات وادوات ووسائل التعليم الالكتروني، وصولا لجاهزية شبه تامة في ممارسة هذا النوع من التعليم وهو ما تعكف علية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتشارك مع رؤساء الجامعات باجتماعات شبه دورية.
ولفت عبيدات، الى ان الجامعات الحكومية انفقت نحو 3 ملايين دينار على تطوير منظومة التعليم عن بعد، في حين انفقت الجامعات الخاصة اضعاف ذلك، ما يؤشر الى ان الجامعات الحكومية والخاصة كانت في خندق واحد لمواجهة تلك الازمة التي سببتها الجائحة.
واضاف ان الجامعات الخاصة تحديدا الغت من قاموسها حسابات الربح والخسارة، وركزت على انجاح العملية بغض النظر عن المردود المادي.
وقال ان التغذية الراجعة والاستطلاعات التي اجرتها وزارة التعليم العالي، بالتعاون مع الجامعات، اشارت الى ان نسبة الرضى عن التعليم عن بعد بين اوساط الطلبة كانت 57 بالمئة، مقابل 83 بالمئة بين اوساط الاساتذة والمدرسين.
من جهته، عرض نائب رئيس جامعة اربد الاهلية الدكتور احمد العودات وممثلون عن جامعتي البلقاء واليرموك، تجربة جامعاتهم في التعليم عن بعد خلال الفترة الماضية، مؤكدين ان جامعاتهم استطاعت تجاوز تحديات الجائحة وتحويلها لفرص واعدة، على طريق بناء منظومة الكترونية وتقنية متكاملة تخدم اغراض التعليم والتنمية على حد سواء.
بدوره، دعا النائب السابق الدكتور ابراهيم بني هاني، الى الدمج بين التعليم الالكتروني والوجاهي، مع تشديد الرقابة على التعليم الالكتروني للتقليل ما امكن من احتمالية مشاركة اطراف اخرى في مساعدة الطالب، خصوصا في المواد الانسانية مؤكدا في ذات الوقت اهمية العودة للحرم الجامعي في التخصصات الاخرى التي تحتاج مختبرات وتدريبات عملية.
وقال رئيس الجمعية الاردنية للفكر والحوار والتنمية، الدكتور حميد البطاينة، ان اهتمام جلالة الملك ودعمه وتوجيهه المستمر نحو استخدام التكنولوجيا وانشاء بنية تحتية متطورة، ساعد في انجاز مرحلة صعبة في التعليم عن بعد، ولولاها لما تمكنا من تخطي هذه التحديات، مشيرا الى اهمية التعليم الوجاهي والتعليم المدمج بحسب متطلبات المساقات والتخصصات.
واكد ان التعليم الوجاهي يبقى هو الاقدر على صناعة ضمير الامة وتشكيل حالة الوعي لدى الطلبة من خلال التفاعل المباشر مع المدرس الذي ينظر اليه الطلبة كقدوة لهم.
واوضحت رئيسة جمعية أمل الغد الخيرية إيمان بني هاني، ان من ايجابيات التعليم عن بعد، ان الطلبة والمدرسين استطاعوا اكتساب مهارات تكنولوجية جديدة من خلال هذه التجربة بالرغم من عدم امتلاك الكثير منهم المعرفة باستخدامها سابقا، مؤكدة انهم استطاعوا تطوير ادواتهم المعرفية في هذا المجال.