متحور مو.. كل ما تريد معرفته عن أحدث متغيرات كورونا

- لم يتوقف فيروس كورونا المستجد عن إبهارنا منذ ظهوره قبل 18 شهرا، تارة بخصائصه المريبة، وأخرى بتحوراته المفاجئة والشرسة في بعض الأحيان.

 

أحدث حلقة في سلسلة تحورات الفيروس التاجي هو "مو"، المتغير المريب الذي أثار كثيرا من المخاوف خلال الساعات الماضية، بعد تصنيفه بـ"المقاوم للقاحات".

الحقيقة أن الجهات العلمية لم تحسم أمر مقاومته لأمصال كورونا بعد، لكن منظمة الصحة العالمية صنفته بـ"متغير الاهتمام".

هذا التصنيف يعني أن الطفرة الحديثة لديها علامات وراثية تقلل من فعالية الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح، ويمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال أيضا.

متحور مو وكل ما يتعلق بأعراضه وخصائصه ومقاومته للقاحات وعلاقته بالأطفال.

ما هو متحور مو من فيروس كورونا؟

يعد متغير B.1.621، الذي يعرف علميا باسم "مو" Mu، أحدث متحورات فيروس كورونا المستجد، ويحتوي على طفرات يمكن أن تشير إلى خطر مقاومة اللقاح.

المتحور الجديد تصنفه منظمة الصحة العالمية على أنه "متغير يجب تتبعه" لخطورته وتضمنه كوكبة من الطفرات، وكشفت عن رصده لأول مرة في كولومبيا يناير/كانون الثاني 2021.

وبعد رصده في كولومبيا، ظهر "مو" في بلدان أخرى في أمريكا الجنوبية وأوروبا، مثل الإكوادور وفرنسا ووصل حاليا لنحو 39 دولة.

السلالة الجديدة تشترك في الطفرات مع متغيرات مثيرة للقلق، بما في ذلك متغير دلتا الذي يهيمن حاليًا في دول عديدة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والهند.


وقالت المنظمة الأممية، وفقًا للنشرة الوبائية الأسبوعية، إنها تراقب عن كثب نوعًا جديدًا من فيروس كورونا (مو)، كونه يقدم طفرات قادرة على التسبب في "هروب مناعي"، أي مقاومة اللقاحات
رغم أن الانتشار العالمي لمتغير مو بين الحالات المتسلسلة قد انخفض ويقل حاليًا عن 0.1%، فإن انتشاره زاد في كولومبيا (39%) والإكوادور (13%)، وفقا للمنظمة.

حاليا، تجري منظمة الصحة مزيدًا من التقييم للمتغير للتأكد من كيفية عمله وما إذا كان يستدعي إعادة التصنيف على أنه "متغير مثير للقلق".

عن سبب تسميتته "مو"، فإن منظمة الصحة العالمية قررت تسمية المتغيرات التي يجب اتباعها أو الاهتمام باستخدام أحرف الأبجدية اليونانية، لتجنب أي وصمة عار لبلد معين ولتسهيل نطق الأسماء على عامة الناس.

أعراض متحور مو من سلالة كورونا الجديدة


لم تتطرق الجهات الصحية الكبرى حتى الآن للحديث عن أعراض متحور "مو" كورونا، باعتباره حديث نسبيا ولم يتم رصده سوى في 4000 حالة فقط.

لكن مجلة "علم الفيروسات الطبية" كشفت أن بعض طفرات مو موجودة في متغيرات أخرى مثيرة للقلق مثل ألفا وبيتا وجاما، بينما البعض الآخر جديد.

ويبدو أن متغير Mu له نفس الأعراض مثل جميع سلالات الفيروس التاجي الأخرى، أي أنه يتحلى بالأعراض الرئيسية لفيروس كورونا، وهي:

- ارتفاع في درجة الحرارة، وهذا يعني أنك تشعر بالحرارة عند لمس صدرك أو ظهرك ولا تحتاج إلى قياس درجة حرارتك

- سعال جديد ومستمر، وهذا يعني السعال الشديد لأكثر من ساعة أو 3 نوبات سعال أو أكثر خلال 24 ساعة

- فقدان أو تغير في حاسة الشم أو التذوق، وهذا يعني أنك لاحظت أنه لا يمكنك شم أو تذوق أي شيء

بينما تحدثت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن القدرة على تشخيص المتحورات الجديدة للفيروس التاجي.

وقالت إن السلالات الجديدة قد تقوض أداء بعض الاختبارات التشخيصية التي تستخدم عملية تسمى "تفاعل البوليميراز" المتسلسل للنسخ العكسي (RT-PCR) لتضخيم المادة الوراثية للفيروس بحيث يمكن دراستها في التفاصيل.

علق الدكتور شون إليوت، من مركز توكسون الطبي: "نحن لا نعرف الكثير عن متغير Mu وأعراضه، لعدم وجود عدد كافٍ من المرضى بهذا المتحور ليتم دراستهم".

وأضاف: "على غرار دلتا عندما ظهر لأول مرة، أثيرت هذه الأسئلة نفسها وهي مسألة الوصول إلى عدد كافٍ من المرضى بمتغير Mu ليتم دراستهم قبل أن نتمكن من الإجابة عن كل ما يتعلق بأعراضه ومضاعفاته ومقاومته للقاح".

متحور مو ولقاحات كورونا


لا يوجد دليل كافٍ حتى الآن للقول بشكل قاطع ما إذا كان البديل Mu سيكون قادرًا على التهرب من الحماية من لقاحات فيروس كورونا.

اختبرت الدراسة المخبرية التي أجراها خبراء في روما فعالية لقاح فايزر ضد "مو"، ووجدت أنه "على الرغم من الطفرات العديدة في البروتين الشوكي، فإن اللقاح نجح في تحييد الفيروس لكن بقدرة أقل من المتغيرات الأخرى لمتحورات كورونا".

وكشفت دراسة نُشرت في مجلة The Lancet Infectious Diseases في 13 أغسطس/آب 2021 أن متغير مو لديه "حالتان من اللقاح المحتمل الهروب".


بشكل عام، طفرات الفيروس طبيعية وتشير إلى أنه يتعلم التكيف مع التغييرات المقدمة إليه، وتؤثر في قابلية انتقاله وشدته والمقاومة التي يظهرها ضد اللقاحات.

تستهدف معظم لقاحات "كوفيد-19" ما يعرف بـ"بروتين سبايك" للفيروس، الذي يستخدمه لدخول خلايانا.

تُعرِّض اللقاحات أجسامنا لجزء من الفيروس، وهو عادةً بروتين سبايك ، لذلك يمكن لنظام المناعة لدينا أن يتعلم محاربة الفيروس إذا واجهه.

لكن إذا كان هناك متغير لديه تغييرات كبيرة في بروتين سبايك، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل فعالية لقاحاتنا.

وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية، وقالت إن الأدلة الأولية تشير إلى أن متغير "مو" يمكن أن يتجنب جزئيًا الأجسام المضادة التي نحصل عليها من التطعيم.

لكن نظرًا لأن هذه البيانات مأخوذة من دراسات معملي ، فلا يمكننا التأكد من كيفية ظهور المتغير فعليًا في المجتمع، لذا نحن بحاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من سلوكه عند البشر، وفقا للمنظمة.

متحور مو والأطفال


يوجد حاليًا عدد قليل جدًا من الدراسات التي تبحث في متغير "مو" Mu، نظرًا لأن البحث حوله لا يزال في مراحل مبكرة، لذا من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت السلالة أكثر قابلية للانتقال إلى الأطفال أو أكثر حدة عليهم من المتغيرات الأخرى.

لكن كون بعض طفرات "مو" موجودة في متغيرات أخرى، فإنه من المتوقع أن يؤثر على الأطفال بالطريقة ذاتها.

مؤخرا، كشف عشرات الدول عن تسجيل معدل أعلى لإصابة الأطفال بفيروس كورونا، نتيجة متغيراته الأشرس وعلى رأسها "دلتا".

كما كشفت الدراسات الأخيرة عن إصابة العديد من الأطفال بما يعرف بـ"كوفيد طويل الأمد"، ودعت إلى تخفيض سن تطعيم الأطفال إلى 12 عاما أو دون ذلك، لوقايتهم من التغيرات المقلقة للفيروس.

في الولايات المتحدة، أصيب أكثر من 200 ألف طفل بـ"كوفيد-19" في أسبوع واحد.

وحثت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الآباء على تطعيم أطفالهم الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا، خاصة قبل بدء المدرسة في البلاد.

وفي ظل تحورات الفيروس المتتالية، يعد التزام الأطفال بالإجراءات الاحترازية المشددة السلاح الأهم في تجنب التقاط العدوى الفيروسية، خاصة ارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي والاهتمام بالنظافة والتعقيم.