عواد الخلايلة يكتب:-الطريق الليبي ليس مفروشاً بالورود.. فهل يفعلها الدبيبة؟
منذ سنوات لم يكن الطريق الليبي مفروشاً بالورود. طريق صعب، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة يدرك ذلك.
هذا هو الوضع، فما الحل؟
يحسن الدبيبة الهندسة الآمنة في سيره على طريق الألغام الذي تسير عليه بلاده. المعادلات صعبة لكنها ليست مستحيلة. وهذا ما يراه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية حتى في التعامل مع دول الجوار.
عربة حكومة الوحدة الوطنية الليبية بدأت في هذه المرحلة تسير وفق خطوط غير تلك التي عرفتها ليبيا سابقاً وذلك بفعل عوامل موضوعية كثيرة، من بينها أسباب داخلية وأخرى خارجية.
ومن هنا شرع الدبيبة بفتح الصناديق التي بدت للآخرين مغلقة عصية على الفتح خلال محاولاته حلحلة المصاعب التي تئن تحت وطأتها بلاده.
رجل يعرف ما يفعل جيداً. لهذا تراه فتح مصاريع حكومته على جميع التناقضات في محاولة لاستيعابها بعد أن عمدت الحلول العسكرية التي يقوم بها الآخرون إلى غلق كل محاولة ليبية للتنفس.
ولم تكن زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى الأردن بعيدة عن هندسته لرؤية جديدة للخلاص الليبي.
بإمكانك ان تراقب تحركات الدبيبة السياسية لترى جيداً أنه يريد أن يحرر بلاده من عبث الآخر الأجنبي والآخر الليبي، الذي يراه الدبيبة مجرد وكيل. والوكلاء لا يصنعون وطناً.
وكلاء يريدون التمرد على الحكومة فيما التهديدات خطيرة تواجه ليبيا في ظل تعثر التسوية، ولكن كل هذا لم يجعل الدبيبة ينسى أن بين يديه عشرات الملفات التي عليه العناية بها.
الرجل يعمل على أكثر من صعيد: سياسي واقتصادي، بل وإنساني. وهذا لا بدّ ان يقوم به، فشؤون العباد وإدارة البلاد ذات رؤية متكاملة، وهذا ما يصنعه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية حتى في زيارته الى الأردن.
الزيارة التي كان من بين أجندتها: وضع خطط لتطوير وتأهيل عدد من الكوادر الطبية الليبية والمساعدة في إدارة بعض المستشفيات الليبية وفتح مركز طبي في ليبيا بالاستفادة من التجربة الأردنية في هذا الخصوص، إلى جانب مواصلة التنسيق والتعاون بين وزراء البلدين في العديد من المجالات. ومن هذه المجالات تطوير الموارد البشرية في قطاعات عدة من بينها التعليمية والصحية، إلى جانب إشراك الشركات الأردنية في مشاريع البناء وإعادة الإعمار، والتعاون في مجال الخدمات المصرفية.
هذا جانب من الجوانب التي وضعت ملفاتها على طاولة الاجتماعات التي التأمت في الأردن بين الجانبين. وهو ما يمنحك إشارات عن الحراك الذي يقوم به الدبيبة حاليا من أجل إنقاذ بلاده مما هي فيه.
يمكن قراءة ما يريده الدبيبة لليبيا الغد من خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة. رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية لم ينسَ حتى زيارة الأكاديمية الأردنية للتوحد، التي تقدم خدماتها لمعالجة الطلبة الليبيين، متوعداً بإنهاء ملف الديون المستحقة للمستشفيات الأردنية ومراكز التوحد الخاصة قريباً.
الصورة الإنسانية التي ظهرت تمنحك بعض ما يريده الرجل لليبيا. ليست المستقرة سياسياً وأمنياً فقط، بل وتقدم خدماتها كدولة إلى مواطنيها كما تفعل كل الدول المعاصرة. (الرأي)