قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس

الانباط - جواد الخضري
دولة الرئيس
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير .
يقول المثل الصيني " أن تعلمني صيد السمك ، خير من أن تطعمني سمكاً " ، لكن على ما يبدو أن ما يلمسه المتتبع والمراقب ، مغاير تماما لهذا المثل . حيث الشواهد والدلائل تؤكد على أنكم تقومون بتقديم وجبات ، مع غياب العدالة في توزيعها . وبهذا ينطبق المثل العربي القائل " محمد يرث ومحمد لا يرث .
دولة الرئيس
المهام صعبة وثقيلة ، جاءت في ظل ظروف إستثنائية ، وكان عليكم أن تكونوا عند حسن ظن جلالة الملك عند تم تكليفكم بتشكيل الحكومة بموجب كتاب التكليف السامي ، وبما جاء به من توجيهات ومحاور عملية في جميع المجالات الداخلية والخارجية ، لتعمل حكومتكم على تحقيقها على أرض الواقع ، من أجل الإستمرار بالنهوض الوطني بما يكفل للمواطن سبل العيش الكريم .
دولة الرئيس
الملف الإقتصادي الذي تسلمتموه للعمل بما جاء به من أجل إنعاش الإقتصاد ، وبما ينعكس إيجابا على جميع القطاعات ، ليلمسه المواطنين البسطاء الذين يبحثون عن لقمة عيش ، والمتعطلين عن العمل ليتم تأمين فرص عمل لهم ، ومن قبلهم أصحاب المصانع والمنشئات وغيرها من قطاعات العمل سواء الكبيرة أو المتوسطة وحتى الصغيرة منها الذين يُعتبرون القاعدة التي تُحقق فرص العمل للمتعطلين ، الصحافة والورقية تحديدا والإعلام بشكل عام ، لتدور عجلة الإقتصاد التي ستستفيد منها جميع شرائح المجتمع .
يود الجميع أكثر من التمني أن يلمسوا التحرك الحكومي الجاد نحو التطبيق الفعلي والعملي من خلال البدء المباشر بوضع الإمور في نصابها . مع أن الشارع يدرك تمام الإدراك أن ذلك لن يتم بين ليلة وضحاها . بل يحتاج الأمر الى مدة زمنية لا تقل عن خطة خمسية ، قد يكون من الممكن إختصارها بخطة عمل قصيرة الأجل يلمسها الجميع ، لتؤكدوا أنكم جادين نحو طريق الإصلاح الإقتصادي وأنكم تؤكدون على ما تفضلتم به من أن هناك ثورة إقتصادية .
دولة الرئيس
يجب أن لا نُحمل حكومتكم وزر حكومات سبقت خشية التجني ، وحتى لا يقال بأن الصحافة لا تعرف سوى الجانب المعارضة الهجومي . لذا سنضع أمام دولتكم عدد من الأمور حول البعض مما صرحتم وتحدثتم به عبر وسائل الإعلام المختلفة من النية ، قيامكم بالتغيير نحو الأفضل وتطبيق برامج ليتم تنفيذها على أرض الواقع .
أولا .. تفضلتم بالتصريحات العديدة حول دعم الصحافة الورقية التي أغرقتها الديون ، حتى ما عادت قادرة على دفع رواتب العاملين بها ، باستثناء عدد محدود جدا لا زالوا يتقاضون مبالغ مقابل بعض كتاباتهم التي تُرضي طرف على حساب الوطن . بينما الواقع يشير الى الإستمرار بها نحو الهاوية ، تحت حجج بأن الإعلام الإلكتروني طغى على الصحافة الورقية وتسيد المشهد ، هذا ما أفسح المجال لكل من هب ودب لركوب الموجة . فكانت إجراءاتكم أبعد مما يُسمع ويُقراء ، أي وكما يقال " أسمع كلامك أصدق ، أشوف أمورك أستغرب " .
ثانيا .. الإستثمار في المجال الزراعي وشح المياه . الواقع هنا مغاير تماما ، الكثير من المزارعين ، خاصة صغار المزارعين الذين هم تحت مطرقة تجار السوق المركزي وسنديان فتح وإغلاق التصدير وشركات البذور ، بينما أشخاص يتعدون على المياه من خلال حفر الأبار الإرتوازية المخالفة وغير المرخصة ، ليقوموا بزراعة جزء من أراضيهم والعمل على بيع ( تضمين ) معظم مياه هذه الأبار بعشرات الألاف لمزارعين صغار يستأجرون الأراضي ويقومون بزراعتها ، على أمل أن يُحققوا شيئا ليعتاشوا ، أي أن الخوف يتملكهم حين تبدأ زراعتهم بالإنتاج . أين دور الحكومة في تنظيم هذا السوق ؟
ثالثا .. سنوات طويلة والحديث يدور نحو أردن أخضر ، ولا زلنا نشاهد المساحات الشاسعة من الأراضي عبارة عن صحراء قاحلة وخير مثال الطريق الصحراوي الذي يربط العقبة بباقي مدن المملكة ، إضافة الى تعدي العمران على مساحات الحدائق داخل المدن السكنية ، التي من المفترض أن يكون في كل حي مساحة خضراء لتكون متنفس لسكان الحي .
رابعا .. ملف الإصلاح السياسي خاصة حول قانوني الإنتخابات وتشكيل الأحزاب . لقد قام دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز بمبادرة هدفها الإستماع لأراء الشارع بكل أطيافه ، حين التقى واستمع قبل أشهر للكثير الكثير من أبناء المحافظات وأمناء الأحزاب بمختلف أيدلوجياتها ومن لهم رأي إيجابي ، من أجل العمل على إعادة صياغة بعض القوانين التي تلبي مطالب الشارع . ثم جائت اللجنة الملكية لإصلاح المنظومة السياسية برئاسة دولة رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي للعمل على التحديث من أجل الإصلاح وبما يتوافق مع المتغيرات سواء الإقليمية والدولية في ظل منظومة التطور العالمي . إلا أن حكومتكم عملت على…