عين على القدس يرصد مهرجان الشيش بيش الذي أقامته بلدية الاحتلال

 رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على مهرجان "الشيش بيش" الذي أقامته بلدية الاحتلال في منطقة باب الجديد في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس مشاهد لباب "الجديد" وهو احد أهم أبواب البلدة القديمة ويقع بالقرب من باب العمود، أظهرت فعاليات مهرجان "الشيش بيش" الذي فرضته بلدية الاحتلال على أهل الحي الرافضين لهذه الفعاليات جملة وتفصيلاً.
ولفت التقرير إلى أن بلدية الاحتلال اقامت المهرجان دون التنسيق مع أصحاب الحوانيت وسكان الحي، وان الهدف منه "تهويد المنطقة واستئصال هويتها بالكامل"، بحسب المقدسي أنطون سابيلا، أحد سكان المنطقة.
من جهته، وصف كاهن طائفة الروم الأرثودكس في القدس خضر برامكي، خلال حديثه للبرنامج، المشهد بالغريب عن أهل البلد ودخلة باب الجديد، مشيراً الى أن بلدية الاحتلال قامت بوضع مظلات مختلفة فوق جميع الدكاكين، بهدف تغيير معالم المدينة، إضافة إلى وجود الفرق التي تغني الأغاني العبرية.
واعرب عن استغرابه لعدم اختيار بلدية الاحتلال لحارة اليهود لإقامة الفعالية، معللاً ذلك بأنهم يريدون القول بـ"إن كل الأماكن لنا".
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس، بأستاذ العلاقات الدولية ومدير تحرير مجلة المقدسية في جامعة القدس، الدكتور وليد سالم، الذي أوضح أن مهرجان الشيش بيش ليس جديدا، ويندرج تحت منظور دولة الاحتلال القائم على أساس ما يحدث في القدس "ليس احتلالاً، وانما إعادة لسيطرة اليهود على المدينة وما على الآخرين إلا القبول بهذا الواقع".
وأضاف ان هذا المهرجان يهدف إلى تهويد المدينة والتطبيع من خلال استقطاب الشبان الفلسطينيين للمشاركة به ومحاولة أسرلتهم، ما يعتبر أمراً مستحيلاً بوجود قانون القومية الإسرائيلي.
وبين الدكتور سالم أن مشاركة الشبان الفلسطينيين في هذه المهرجانات تختلف كلياً عن تعلم الفلسطينيين بالمدارس الإسرائيلية أو حصولهم على الجنسية الإسرائيلية ، الذي لا يفقدهم هويتهم القومية، ولكن مشاركة المحتل بأنشطته "يطبع الاحتلال بالقدس". وأضاف انه قرأ تقريراً حول هذه اللعبة في صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" يفيد بأن هذه اللعبة أوجدت عام 2017 بواسطة منظمة تُدعى "المقدسي المزدوج" او ذو الاتجاهيين، وهي تعطي 25 الف شيكل (7 آلاف دولار) لمن يربح.
واكد أن هذه اللعبة ضارة للفلسطينيين باعتبارها لعبة "علاقات عامة" تمارسها إسرائيل أمام العالم لإظهار وجود "تعايش في المدينة"، مستشهدا بحادثة بث احد مبارياتها التي جرت بين متسابقين أحدهما ياباني والآخر إسرائيلي على حائط القدس، ليخرج الياباني بعد ذلك ويقول انه "لم يشهد منذ زمن طويل حالة تعايش فلسطيني إسرائيلي كالتي شاهدها الآن"، ويخرج منبهراً إلى العالم ليتحدث عن ذلك. وحول التصدي لمثل هذه الفعاليات، قال الدكتور سالم، إن ذلك يتم من خلال تقوية المؤسسات المقدسية في القدس بأنواعها الثلاث وهي "منظمات المجتمع المدني والمحلي والحركات المجتمعية والمدنية التي تُعنى بالثقافة بالأدب والموسيقى والفن"، ودعمها وتمكينها بحيث تكون قادرة على عمل برامج ترفيهية وتعليمية لتقوية الهوية الوطنية الفلسطينية. --(بترا)