متى تنظم امانة عمان نفسها
فارس عجيلات
يوم دشن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة المرحلة الاولى من مشروع الباص السريع، استبشرنا خيرا، وقلنا اخيرا سنشاهد ما ارتبكت عمان مروريا سنوات لأجله.
وبعد ساعات من التشغيل سجل اول حادث دهس من قبل باص سريع قرب الجامعة الاردنية، واعتقدنا لوهلة ان المجني عليه لم يلحظ الباص من سرعته، لنكتشف ان الامر لم يعدُ اكثر من عدم التزام بشواخص مرورية.
وحين اعتقدنا ان قصة الباص السريع انتهت بتشغيل المرحلة وان ازمة السير في عمان ستبدأ بالتلاشي تدريجيا مع المراحل القادمة، وجدنا ان كل شيء يحتدم. الازدحامات المرورية تتزايد، والضغط على الاجهزة ذات العلاقة خاصة دائرة السير يرتفع، وأمانة عمان فقدت السيطرة.
ولا أعلم هل الخلل في امانة عمان، ام في الذين صمموا مشروع الباص السريع؟. اما الملايين التي انفقت على المشروع بأعادة بناء خارطة طرق عمان، بأنشاء الجسور ومسارات الباص، تجعلك (تصفن) في الاهداف التي لم يتحقق منها شيئا.
ما يحزن ابناء عمان انهم صبروا كل السنوات الماضية لمشاهدة الباص السريع، ولكنهم للاسف تفاجأوا بأنه ذات مواصفات الباصات التي تقل الغلابة من مجمع رغدان وغيره الى مقاصدهم في العاصمة عمان.
وحتى يعرف الجميع، ففكرة الباص السريع هدفها تشجيع الاردنيين على اعتماد وسائط النقل العام في تنقلهم بدلا من سياراتهم الخاصة، وذلك في اطار تخفيف الاختناق البيئي الذي تشهده العاصمة من مبعوثات عوادم السيارات.
ومن اهداف المشروع ايضا تخفيف الازدحامات المرورية في شوارع العاصمة من خلال تخفيض استخدام السيارات الخاصة بتوجيه الناس الى الباص السريع وما سيتبعه من وسائط نقل جديدة.
مشروع الباص السريع لم يحقق الهدف بل زاد من نفقات الامانة وجهد دائرة السير وكذلك ضغط المواطنين.
باختصار صُمنا سنوات من اجل الباص السريع ولكن للأسف افطرنا على بصلة.