قرى الأغوار المنسية من يستمع لها


محمد العشيبات

على بعد ١٣٠ كم من العاصمة عمان باتجاه الجنوب تقع الاغوار الجنوبية التي عشت بين ازقتها واحيائها وبساتينها واوديتها وشاركت في افراحها واحزانها

هذه القرية التي عاشت نكسة 67 وانتصار 68 وضمت في احضانها مئات الشهداء من الأردنيين والعرب الذين دافعوا عن تراب الوطن والقدس الشريف في حروبنا مع العدو الصهيوني .

هذه القرية التي علمتنا ان الوطن مقدسا وخيانته خطيئة لا تغتفر فاقسمنا لها ان نحفظ الوطن وان لا نخونه مهما قست علينا الحياة .

اشعر وانا اكتب هذه الكلمات ان الاغوار لم تعد تتحمل قسوتنا بعد ان غابت عن التكريم كباقي القرى والمدن التي من حولها نعم أصبحت اشعر ان الاغوار كتلك العجوز التي اخذت تهذي من سكرات الموت وهي تحدث أبنائها الذين تجمعوا حولها في تلك الخيمة وتطلب منهم السماح والمغفرة قبل موتها لأنها قست عليهم كثيرا واعطت حقوقهم وخيراتها لغيرهم وهي تعتقد انه الكرم والطيبة.

وتتابع الاغوار يا أبنائي كنت اعتقد ان قساوة حرارة الشمس ستزيدكم صلابة لكنها أحرقت جباهكم وحولتها الى سواد وأعتقد الكثير منهم انكم عبيدا لهم مياهكم واراضيكم سلبت ولم أستطع ردها بحركم الميت الذي يحوي الخيرات لم تنعموا به وهو الان يحتضر بعد ان استنزفت منابعه وشحت مياه اباره.

وبصوت متحشرج تقول الاغوار " ما زلت اسمع صرخات الشهداء من ابنائكم الذي قضوا حرقا في صوامع العقبة قبل أعوام وهم يصرخون وكأنهم يقولون انتي الاغوار من تخليت عنا وتركتينا لنواجه الفقر والجوع غرباء على الرغم من أنك تمتلكين الكثير الكثير" .....

واليوم وغدا سيستكثرون علينا صرخاتنا واحتجاجتنا بأبسط حقوقنا ونحن أصحاب الأرض التي افنوا أجدادنا الطيبون اعمارهم في سبيل خدمة وطنهم وارضهم وساعيد واكرر
علينا ان نفهم جميعا ان سياسة الاقصاء والتهميش ستغذي الكراهية وتزرع بذرات الحقد في مجتمعات تعاني من الفقر والبطالة والإهمال في وقت نحن بحاجة الى تكاتف الجهود وهنا على الدولة ان تفهم ان التغيرات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية تتطلب تحول بآلية التعامل مع سكان المناطق المهمشة .