وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره القطري

 أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشقيقة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الاثنين، محادثات ركزت على سبل ترجمة العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين، لتحقيق تعاون أوسع في مختلف المجالات، تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
وأكد الصفدي والشيخ محمد الحرص المشترك على زيادة التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وفقا لخطط عمل متكاملة تنعكس خيراً على البلدين الشقيقين. كما بحث الوزيران التطورات في المنطقة والجهود المبذولة لحل الأزمات الاقليمية. وركز الوزيران على الجهود المستهدفة إيجاد أفق حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية، بالإضافة إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وبحث الوزيران أيضاً جهود حل الأزمة السورية، ودعم العراق الشقيق، والتطورات المتسارعة في أفغانستان، وأكدا ضرورة حماية أمنها واستقرارها ومكتسباتها وحقوق مواطنيها والمقيمين فيها.
وفي تصريحات صحافية مشتركة بعد المحادثات، قال الصفدي إن زيارة نظيره القطري، اليوم، تأتي استكمالاً للجهود المستمرة المستهدفة ترجمة العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والقيادتين، لتحقيق تعاونا أوسع في مختلف المجالات، والبناء على مخرجات لقاء القمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأضاف أن لقاء، اليوم، ركّز على سبل "المضي قدماً في المجالات الاستثمارية والاقتصادية إلى غيرها من المجالات التي تنعكس خيراً على البلدين"، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين متميزة، وثمة آفاق واضحة وحقيقية لزيادة التعاون في مختلف المجالات. وأشار الصفدي إلى أن المحادثات تناولت الخطوات والمشاريع اللازمة لضمان تنفيذ أكثر فاعلية لمبادرة سمو أمير قطر للاستثمار في المملكة بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، وتوفير 20 ألف فرصة عمل للأردنيين في دولة قطر الشقيقة. وأشار إلى أن مواضيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي سيجري بحثها أيضاً، خلال لقاء نظيره القطري مع دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة والوزراء المعنيين. وقال الصفدي "تحدثنا حول العديد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمها قضيتنا المركزية الأولى القضية الفلسطينية، وكيفية العمل على إيجاد أفق سياسي حقيقي للخروج من الوضع الراهن، والتقدم نحو السلام العادل والشامل، الذي نتفق نحن وأخوتنا في دولة قطر الشقيقة أن سبيله الوحيد هو حل الدولتين الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفقا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية".
وشكر الصفدي دولة قطر الشقيقة على الدعم المستمر الذي تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لافتاً إلى أن "استمرار الوكالة في القيام بمهامها أمر ضروري استناداً لأهمية الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين سواء في التعليم أو الصحة أو الإغاثة أو غيرها من المجالات".
وقال إن التنسيق مستمر مع الأشقاء في قطر لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين، في إيجاد أفق سياسي، وتلبية متطلبات النهوض بالاقتصاد الفلسطيني، مُثمناً الدور الذي تقوم به قطر في دعم الفلسطينيين. ولفت الصفدي إلى أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى الوضع في أفغانستان، حيث أن "قطر كان لها دور كبير في محاولة التوصل إلى حل سياسي يحفظ أمن أفغانستان". وأكد الصفدي "أهمية أن نعمل معاً من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في أفغانستان، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وعلى حقوق المواطنين".
وأضاف أن محادثاته مع نظيره القطري ناقشت أيضاً جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وليبيا، وجهود العمل العربي المشترك، مؤكداً أن المملكة وقطر ينطلقان من "الهدف الواحد، وهو حل الأزمات الإقليمية، وتفعيل العمل العربي المشترك، وإيجاد بيئة إقليمية مليئة بالفرص والإنجاز، والتعاون العربي بما يضمن خدمة القضايا والمصالح العربية، ومصالحنا كدولتين شقيقتين في المنطقة بشكل عام". وقال وزير الخارجية القطري، بدوره، إن زيارته للمملكة، اليوم، تأتي متابعةً للزيارة التي قام بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة خلال العام الماضي، وتأكيداً على أهمية تنفيذ المبادرات التي أطلقها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجلالة الملك عبدالله الثاني. وأضاف أن "العلاقات مع الأردن مميزة وأخوية وقائمة على أسس واضحة ومتينة، وأن هناك تنسيقا مستمرا مع الأردن لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني"، مثمناً الدور البارز الذي تقوم به المملكة في كافة قضايا المنطقة. وقال الشيخ محمد "نتطلع إلى الاستثمارات القطرية في الأردن، وأنها تسهم في نهضة واستقرار الأردن وازدهاره، ونثمن ونقدر أيضاً الدور الإيجابي البناء والمساهمة في النهضة في دولة قطر من قبل أشقائنا الأردنيين من خلال توفير فرص العمل، ودائما نرحب بهم وهم خير ممثلين للمملكة الشقيقة".
وحول الأزمة السورية، ذكر وزير الخارجية القطري "شددنا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية". وزاد "تطرقنا أيضاً إلى أهمية استقرار العراق ودعم الحكومة العراقية لتحقيق هذا الاستقرار والازدهار". وأشار الشيخ محمد إلى أنه اتفق مع الصفدي على استمرار التنسيق والعمل بشكل ثنائي مع المملكة في كيفية دعم آلية التعاون الثلاثي بين المملكة والعراق ومصر. وفي ما يتعلق بالوضع في أفغانستان، أشار الشيخ محمد إلى أن "هناك قلقا دوليا من تسارع الأحداث في أفغانستان، ونشدد على أهمية المحافظة على المكتسبات، وعدم المساس بأمن الشعب الأفغاني، وعلى أهمية بسط الاستقرار في أفغانستان في أسرع وقت ممكن". --(بترا)