تسنيم أحمد غيث تكتب:-أصفاد الماضي

لا تزال ومضات الماضي تتبع خيالاتي، لا زالت تُرافق أيامي فأراها صباحاً ومساءً ،عند حلو الأحوال ومُرها، لا زالت تُذكرني بلحظات الشقاء والهناء، بلحظات الحُزن والرخاء،  تذكرني عندما كُنت وحيداً في صِعاب الأمور، لازالت ترسم لي نسق شحوب وجنتاي حينما كُنت طفلاً هشاً صغيرا، عندما كنت أظن أن الحياة جميلة ولا مكان للشقاء بها أبدا، كم كنتُ ساذجاً، لكنني كلما تقدمت بالعمر أكثر تبدلت أفكاري أكثر. 


شاهدتُ وُجوه الناسِ بعدَ وَجاهَةٍ خَنَعتْ لِظُلم الحياةِ وشَقائِها، فقد رَقَدت طُيور الهَمِّ فَوقَ سقف صُدورِنا، وعَشعَشت بِالشعابِ والوَهَدِ. 
 تأجَجَّت الروح، وجُثِمت الهُموم فوقَ صُدور صَغيرنا وكَبيرنا، حتى عَنَتْ وُجُوهُ الأجدادَ والأحفادِ. 


لرُبما أوجَعتنا تلك اللحظات،وأذاقت قلوبنا أَشد تلابيبَ الألم  والحزن،لرُبما أغمَّت عُيوننا مآسي الأُمور وصِعابها. 
لكِنها صَلَبَتْ فينا معانيَ القوة والشجاعة، غَرست في أعماق قلوبنا معانيَ الرضا في كل شيء، أنارت في خِضَمِّ الألم بصيص من التفاؤل والأمل، أملٌ بأنه مهما تَكابدت وتثاقلت علينا مصاعب الحياة ومشاقها، لا بدَّ ل وَضَحِ الفرح أن يُشرق في مخاليجِ قُلوبنا. 


فلا تَغفل عن ومَضات النور القادمة من السماء لاهياً عنها بأضواء المستقبل أو سارحاً عنها في أصفاد الماضي فلا يزال بالحياة متسعٌ من الفرح لنعيشه ف ابقى مُشِعَّاً بنفحات الأمل، فَ عَبير السرور بانتظار توهجك.