قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس

 جواد الخضري
دولة الرئيس
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير ؛ مع التمنيات بأن يرى الشارع بعضاً من تحقيق ما جاء ببيان حكومتكم منذ تكليفكم بتشكيل الحكومة بكافة المجالات السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية والفكرية ، للإستمرار بمسيرة النهوض الوطني ، ولينعم المواطن بما يحلُم به من الاستقرار المجتمعي .
دولة الرئيس
لقد مر ما يقارب العام منذ تشكيل حكومتكم ، وما طرأ عليها من تعديلات وزارية ، تمثلت باستقالة أو إقالة وزراء وجئتم بوزراء أخرين ، خلال فترة وجيزة ، هذا ما زاد بضعف ثقة الشارع بالحكومة ، وعلى أن الحكومة غير قادرة على ترجمة ما جاء ببيانها . بمعنى أن الأداء الحكومي في ظل الوباء العالمي لفايروس كورونا ( كوفيد 19 ) لم يكن على مستوى إدارة هذه الأزمة ، إضافة الى غياب الكثير من السياسات التي تساهم في تطوير الإستثمار وتحسين الأداء التعليمي سواء المدرسي والجامعي ، والأداء الصحي والسياحة التي عطلتها الجائحة ، وبسبب عدد من أوامر الدفاع التي إرتأت فيها بعض القطاعات ، تعطيل لمرافق الحياة الطبيعية . هذا دفع بقطاعات الى الإغلاق ، وقيام بعض القطاعات بتخفيض عدد الأيدي العاملة ، بمعنى زيادة نسبة البطالة ورفع معدلات الفقر .
دولة الرئيس
قبل أسابيع قمتم بعدد من الجولات الميدانية على عدد من المحافظات للإطلاع على واقعها والإستماع للمواطنين عما يحتاجونه ومما يعانونه ، لتقوموا بالعمل على إيجاد الحلول المناسبة . لكن هذه الزيارات لم تُلبي طموح المواطنين ، لإنها إقتصرت على زيارة عدد من الجمعيات الخيرية وبعض المصانع ذو الصناعات الصغيرة والمتوسطة ، وقد إستمعتم الى الكثير من المعيقات التي تواجه الكثير من المستثمرين ، خاصة من الجانبين الضريبي والجمركي ، مما يؤكد عدم وجود سياسة إستثمارية تعمل على تحقيق بيئة إستثمارية ، تزيد من عدد المستثمرين ، ليتم بالتالي توفير فرص العمل ، مما يُخفض من أعداد العاطلين عن العمل ، ونسب الفقر .
دولة الرئيس
جرس الإنذار بدأ يقرع ، وها هم طالبي الوظائف بدأوا القيام بالوقفات الإحتجاجية للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم تكفل الحياة الكريمة ، بدلا من إعتمادهم على أهليهم والذين هم بالأصل لم يعودوا قادرين على توفير أدنى مقومات الحياة لأبناءهم . كما أن عليكم التنبه الى مطالب المستثمرين سواء داخل المناطق التنموية في عدد من المحافظات أو الذين تعمل مصانعهم خارج هذه المناطق . لأنه إذا لم تتحرك حكومتكم عمليا وبالسرعة الممكنة سيشهد الوطن هجرة لرأس المال الإستثماري ، ودولتكم تعرفون أن هناك من حولنا وعلى مستوى الإقليم مَنْ يُقدم الإغراءات لجذب المستثمرين ، من خلال منحهم مزايا وإمتيازات تحقق للمستثمر ما يصبو إليه . حتى أن الأمور طالت الجانب التعليمي على مستوى الحصول على شهادة الثانوية العامة .
دولة الرئيس
المطلوب الأن سرعة التحرك نحو توفير بيئة إستثمارية أمنة تعمل على جذب الإستثمار الخارجي ، وإعادة المستثمرين الذين غادروا بحثاً عن بيئات إستثمارية خارج حدود الوطن . والإردن الذي يعتبر الإنموذج الأمثل في التقدم التعليمي والطبي وبيئته الأمنة والأمينة عربيا وعالميا . عليكم أن تكونوا بنائين ومحافظين على النموذج الوطني .