الإصلاحات الفضائيه والإعلامية،،،


بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة..
منذ تشكيل جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والفضاءات الإعلامية بكل مكوناتها المرئية والمسموعة والمقروءة والصحفيين والإعلاميين والحزبيين والسياسيين ومعظم مسؤولي الدولة الأردنية يتحدث ويكتب عن الإصلاحات بكل أنواعها، والكل يحلل ويخمن ويدلي بدلوه حول رؤيته لأشكال الإصلاحات التي تعمل عليها الدولة الأردنية، وأشبعونا المسؤولين الحكوميين بدءا من رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين بمختلف تخصصاتهم بوعودهم بقرب تحقيق إصلاحات حقيقية جادة كل حسب اختصاصه، بدءا من الإصلاح السياسي والإقتصادي والإداري والتعليمي بشقيه التربية والتعليم والتعليم العالي، علاوة عن الحديث القديم الجديد حول مكافحة الفساد والمفسدين، وعن النزاهة والشفافية، وأطربونا بهذه السمفونية والمعزوفه الموسيقية حول حل مشكلتي الفقر والبطالة وايجاد الحلول السحرية لهما، وأشبع الفضاء الإعلامي وأتخم من كثر الحديث والتصريح بهذه الشؤون والقضايا الإجتماعية، والحديث والتصريحات بهذه القضايا متواصل ومستمر وكل حكومة تسلمنا للحكومة الأخرى وهكذا دواليك، ولكن دون جدوى أو إنحازات حقيقية على أرض الواقع، ولكن  الصادم والمفاجيء لنا كشعب أنه وفي عز وأوج هذه التصريحات والوعود الإيجابية التفاؤلية من الحكومة، سرعان ما يقاطعها ويجهضها مباشرة وينسفها من جذورها تسرب كتاب رسمي من هنا وآخر من هناك يتضمن تعيينات لمستشارين من أصحاب الحظوة والمتنفذين والمقربين من الرئيس وأزلامه بعقود واستثناءات برواتب مجزية لن اقول خيالية وبمسميات جديدة لدوائر لا تحتاجها وفقا لطبيعة عملها، بالإضافة الى التصريحات السلبية والمحبطة لآمال الشباب المعطلين عن العمل بأن لا ينتظروا فرص التوظيف في الحكومة وأن يتجهوا للقطاع الخاص، وأن يفكروا خارج الصندوق وأن وأن وووو... الخ. من هذا الكلام المر والمعاكس للواقع من تعيينات نقرأها أسبوعيا في معظم دوائر الدولة الأردنية دون الإلتزام بنظام الدور والمنافسة، لقد هرم الشغب الأردني من الكلام المعسول والشعارات البراقة والوعود الفضائية الإعلامية عن زكاوة الطعام غير الموجود، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.