خليل النظامي يكتب :-كم من مسن مستنزف في وطني مثلك أيها المتعب..!!!
فجأة وهم مجتمعين متأنقين متعطرين مسترخيين بـ هواء مكيف صيني،، دخل ذلك المسن المتعب المستنزف، الذي صلته أشعة الشمس كما تصلى حبة القليه في المحماسة قبل أن يطرق بابهم المغلق، وقال مستجديا "أغيثوني أنا مصاب بـ السرطان ولا معيل لي غير إبنتي وأبحث عن وظيفة شريفة لها".
وبدأت كاميرات المصورين في الجلسة تتفاعل مع هذه المفاجأة، ولفت المسن المتعب إنتباه الجميع لكنه لم يلفت "القلوب والعقول"، وبدأت الأصوت تخرج من كل صوب وناحية في تلك القاعة "المتعبة" منهم وممن سبقهم لها، بعضهم يقول "لا تصوروا يا عمي"، بعضهم غير مهتم أصلا بـ معاناة المسن"، "بعضهم يظهر عل ملامحه السؤال كيف دخل هذا هون ولم يحرك ساكنا"، وقلة منهم يتألم من روعة مناجاة ذلك المسن واكتفى بـ المراقبة".
تخيلوا معي,,,,,
أن هذا المسن لا يطلب مالا، ولا يريد جاها، ولا ينشد بدلة صنعت في ايطاليا، ولم يستجدي للحصول على زجاجة عطر من شحنة فرنسية، ولم يصرح غضبا من عطاء قد فاته، ولم يبكي حزنا بسبب سفرة او عشوة لم يدعى إليها، وكل ما كان يريده بـ كل بساطة تشغيل إبنته البكر فقط,,,,,,
المشهد هنا لا يتعلق فقط بـ هذا المسن الشجاع، الذي يريد إنتزاع حقه وحق أبناءه، وإنما يتعلق بما وصلنا إليه من الحال، فكم مسن متعب لديه أبناء متعطلين عن العمل ولا يجروء على فعل ما فعل هذا الرجل اليوم في مجلس الشعب بسبب العنفوان والعزة والكرامة التي تغلغلت في احشائهم منذ صغرهم..!!!!