بكيرات: من يملك القدس يملك العالم

 الاء سلهب
قال المحاضر في جامعة القدس نائب مدير عام أوقاف القدس الدكتور ناجح بكيرات أن ما يحصل اليوم في الأراض المقدسة من إنتهاكات صهيونية اسرائيلية عبارة عن مجموعة حروب فوق وتحت الأرض. 
واضح في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "الأنباط" أن الإنتهاكات الصهيونية الإسرائيلية عبارة عن مجموعة حروب , حروب فوق الأرض و حروب تحت الأرض, حروب هدم وتشريد وإستهداف الأنسان المقدسي بـ كل مكونات حياته، وإستهداف للأرض المقدسية. 
حيث شهدنا في الآونة الأخيرة أن هذا الإستهداف هدفه تهجير المقدسيين، وليس فقط من منطقة حي الشيخ جراح وسلوان، وإنما تهجير من كل القدس من أجل خلق وطن بديل، مشيرا إلى أن ما يجري عبارة عن تجربة لـ يتم طرد الفلسطينيين من أراضيهم في معركة الديمغرافية. 
وتابع، نشهد حروب تحت الأرض هدفها تزوير وتقديم الروايات الكاذبة لـ قيام دولة اسرائيل، موضحا أن البداية كانت بـ نشأة دولة الإحتلال من خلال كذبة أستمرت بالكذب والتزوير والتشريد والقتل لـ تدافع عن هذا الكذب، مؤكدا أن هذا لن يطول كثيرا لأن الكذب في النهاية سينتهي، الأمر الذي مكنها من تقديم الرواية الصهيونية بحجة البحث عن الهيكل مشيرا إلى أن هذا البحث ليس بحثا علميا أو تنقيب على الآثار، وإنما اساطير جاءت بها دولة الإحتلال لـ تفرضها على الأرض من خلال روايات باطلة تضمنت أكثر من 15 موقع تحت الأرض في مدينة القدس عبارة عن متاحف لـ تقديم الرواية التوراتية، مشيرا الى أن هذه الرواية التي تدعي بها دولة الإحتلال التي بنت القدس والتي يدعون بها أنها لها أحقية وجودها في القدس وأن الفلسطينيين عبارة عن غزاة كـ عرب ومسلمين أخذوا الارض، الأمر الذي يؤكد فيه بكيرات أن الرواية التوارتية جاءت لإنهاء وقلع جذورنا لافتا إلى أنه علينا وضع حدود واضحة لها، ووضع حد فاصل لها خاصة أنها عملت على تضليل العالم من جهة، وأنها شردت الفلسطينيين وتريد خلق جيل لا يدرك تاريخه ولا ينتمي إلية. 
وحول دور لجنة التراث الإسلامي قال بكيرات أننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الذي وقع عليه الإحتلال عام 1967، وجزء من منطقة يافا وحيفا، ننظر إلى المسجد الأقصى ليس وكأنه بقعة أرض بقدر ما هو عقيدة وننظر له لأن بوابته الغربية يافا وحيفا والشرقية نهر الاردن والشمالية رأس الناقورة والجنوبية الخليل والنقب، وبالتالي اذا نظرنا إلى كامل التراب الفلسطيني فإننا نجد أنها هي الأرض المقدسة والمباركة، وبالتالي فدفاعنا عن المسجد الاقصى دفاع عن قضيتنا. 
وتابع، اننا قمنا بإطلاق عدد من المبادرات في مدينة القدس في وقت غابت فيه كل السلطات المحلية، ونعيش بـ القدس في حالة لا يعيشها أي انسان في العالم، فلا يمكن أن يقال عنا أننا اردنيين، خاصة أننا نحمل جواز سفر مؤقت وهذه مكرمة من جلالة الملك الحسين رحمة الله، وبنفس الوقت لا يمكن أن يقال عنا فلسطيين، لانه اذا حملنا جواز سفر فلسطيني معنا سيتم طردنا من القدس ، ولا نستطيع أن نحمل جواز سفر اسرائيلي لأننا اذا حملناه معنى ذلك اننا اصبحنا اسرائيليين. 
وأضاف، بالتالي نحن نعيش حالة اغتراب، والقدس كلها تعيش حالة اغتراب انسانيا وعمرانيا، وفي حال بناء بيت فالمسموح لنا فقط مائة متر بمئة الف دولار حتى نأخذ ورقة يسمح لنا بالبناء، واذا اردنا الخروج من البيت والسفر الى القدس سنجد في طريقنا محطات كثيرة تخالفنا لـ مجرد اننا عرب. 
أما بالنسبة للإنتهاكات الصهيونية التي يشهدها حي الشيخ جراح وسلوان، أوضح بكيرات أن الهدف منها قلع السكان الاصليين واجلال اليهود مكانهم، اذ انها تعتبر منطقة استراتيجية بسبب موقعها الهام، مشيرا الى ان منطقة الشيخ جراح تشكل الحاضنة المثالية، وسلوان تشكل الحاضنة الجنوبية، وهذا معناه أن وضع المسجد الاقصى بين فكي كماشة من جهة، وتهجير السكان اصبح سهل عليهم من جهة اخرى. 
وأضاف، أنهم يريدون خلق بؤر استيطانية جديدة شأنها اعطاء مشهدا عمرانيا، الأمر الذي شأنه تغيير المشهد العمراني وتفريغ القدس من احيائها وسكانها وبالتالي يسهل عليهم عملية السعي لـ خلق عاصمة يهودية لـ مشروع الدولة اليهودية، وهذا ما نرفضة دائما من خلال نصب الخيم والإحتجاجات والمظاهرات وممارسة كل اشكال المقاومة، مؤكدا اننا لن نرضخ ولن نعترف بـ المحاكم الاسرائيلية ولا نعترف بوجود الاحتلال وكل ما قام به من اجراءات نعتبرها اجراءات باطلة بحسب القانون الدولي، الأمر الذي يثبت أن كل ما يقوم به الاحتلال عملية تزوير وتدمير ويندرج ضمن مشروع الرواية التي تقدمها دولة الاحتلال التي تدعي فيها انها تساعد الشعب الفلسطيني في القدس، والحقيقة انها لا تساعد الشعب الفلسطيني  بل تقتل الاطفال الفلسطينيين، وتقدم رواية انها تملك التاريخ، والحقيقة انها تزور التاريخ، وتقول في روايتها انها حسنت من اداء الاماكن الموجودة، ولكنها في الحقيقة اساءت وشوهت المدينة. 
وتابع، حال المدينة اصبح كل شيء فيها مغلق بسبب الاحتلال، فـ بعد الساعة الثامنة مساء لا نشاهد انسان في المدينة، مشيرا الى ان هذه المدينة لم تعد أم للحضارة والتاريخ، قائلا :" ما زلت اذكر حينما كنت طفلا واخرج مع والدي من باب العامود الى دمشق والى الشام، اذكر حينها تماما ماذا كانت عليه هذه المدينة، واليوم باب العامود ليس فيها سوى رائحة البارود وثلاث ثكنات عسكرية والجيش والقتل والدم. 
وختم بكيرات نهاية حديثة برسالة وجهها للأجيال القادمة في دول العالم العربي والاسلامي، بقوله :" أنكم انتم جيل التحرير، وانتم الذين ستحملون الراية، وستضعونها على اسوار القدس، أنتم الذين ستحملون الهم والوجع المقدسي الذي نتألم به ويتألم به أجدادنا أصحاب الارض والحق". 
وتابع قائلا :" أنتم أيها الجيل عليكم أن تتسلحوا بقضيتين، الأولى المعرفة ثم المعرفة ثم المعرفة، فـ كلما زادت المعرفة كلما اقتربتم من الإنتصار، والقضية الثانية عليكم ألا تنسوا القدس خوفا من أن تضيعوها، لأننا أذا نسينا القدس ضاعت منا، وبالتالي عليكم أن تحافظوا على المعرفة وتحافظوا على هذه الامنة التي اوكلت الينا من نبينا محمد صل الله عليه وسلم، سلمها للصحابة والصحابة سلموها لنا، فالقدس هي العاصمة التي نرجو أن تكون وهي التي تجمعنا وتعيد كياننا وتعيد الامة، لان القدس عاصمة الادارة العالمية فمن يملك القدس يملك العالم.  
وختم :" كل المدن يمكن أن تنتهي وتنتهي فيها الصناعات والبترول، لكن مدينة القدس مهد الديانات ومن ملكها ملك العالم بأسرة