ظاهرة الهشاشة النفسية !!!
الهشاشة النفسية مشكلة تصيب الكثيرين وعلى الاخص اصبحت ظاهرة صاعدة بين الشباب والفتيات لاسباب عديدة منها ، سوء التعليم وضعفه وتدني فرص العمل لدى المتعلمين وزيادة نسبة البطالة والفقر ، بحيث اصبحت تسيطر على الشباب المشاعر السلبية والازمات النفسية والمزاجية ، والاخطر من ذلك كله هناك من يتشبث بأي انسان آخر يشعر انه المنقذ له من ازماته ليعوض قلة الحيلة لديه ويعوض ضعفه . ان هذه الاضطربات النفسية يصبح من خلالها الشخص غير قادر على التعايش او التكيف مع اسرته ومجتمعه ، فهو يبحث عن مصدر للدعم النفسي والمعنوي له حيث أنه يعاني من حالة غير متزنة تجعله ضعيف النفس . وفي ظل غياب القدوة للشباب واساليب التوعية والتوجيه والارشاد فغالبيتهم يميلون الى الانحراف والعدوانية والعنف ، لانه يشعر انه فاقد للامل في المستقبل الموعود الذي يتحدث عنه الكثيرون كسراب ووهم لا يتحقق . لذلك فالشباب يتأثرون بأي حدث بسيط وينتمي الى أي شخص يعارض الواقع ويندمج مع احاديثه ويصدق ادعاءاته ، لانه من الداخل كتله هشة قابلة للكسر عند اول سقوط . لذلك فان الشباب يحتاج الى الدعم النفسي لبعث الحياة فيهم من جديد ، وزراعة التفاؤل والامل ليتحلى بالقوة النفسية فهي السلاح الوحيد في الحياة لمواجهة الازمات والاحباطات . ومن اجل الاعتماد على الذات وبث روح الايجابية لتحديد الاهداف وفق خطوات مدروسة بعيداً عن التشتت ، فالمحارب ليس فقط من يحمل السلاح ويحارب به ، بل ايضاً هو من يملك القوة العقلية والجسدية والنفسية للتغلب على نقاط ضعفه واخفاقاته ليسير قدماً فمن عرف نفسه الجامعة لكل شيء عرف نفسه ووثق بها ، ومن جهل نفسه واهملها جهل وفقد كل شيء واصبح ينقاد من اتفه الناس الى منحنيات صعبة . فكثير ما تختلط علينا الامور في الحياة ، وضغوط الحياة مستمرة بسبب ما نتعرض له من صراع مرهق بين العقل والحكمة . فهناك شخصيات تستفزك لتستنفذ طاقاتك الايجابية ، وعلى الشباب عمل بلوك عقلي بمعنى تدريب العقل على حظر المستفزين والمحيطين والمنحرفين واستغلال ايجابياتك لمزيد من الابداع والانجاز على الصعيد العملي والعلمي . فمواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تعج بشخصيات مزيفة ووهمية تسعى للنيل من الشباب وتزيد من احباطاتهم ، وتستهوي الحوارات معهم العابرة والقصيرة ، انها حوارات افتراضية يستغلوا شبابنا لقتل وقتهم وتدمير عقولهم ، ان خلف الوجوه قناع وخلف كل سكوت غدر وخلف كل ابتسامة معنى .