تاتيانا قاردن.. مثال للقيادية الاردنية وأسست فصيل للحرس الملكي النسوي

كنت ممثلة لبلدي في كلية ساند هيرست

الأنباط - فرح الزبن
يعتبر نجاح المرأة في الوصول للمواقع القيادية ومساهمتها الفعالة في الحياة العامة ومؤسسات المجتمع المدني من أهم مظاهر العدالة بين الجنسين، وفي الأردن تقلدت المرأة الأردنية منذ مراحل التأسيس أدوار مهمة في مختلف القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كان لها ألأثر البارز على الحياة الإجتماعية في المملكة.
تتيانا قاردن، امرأة أردنية استطاعت أن تكون مثال للمرأة القيادية بـ طبيعتها التنافسية وحبها للمراكز الأولى حيث أستطاعت بعد إلتحاقها بـالقوات المسلحة أن تكون أول من أسس فصيل للـ الحرس النسوي الخاص بأمر وتوجيه من سمو الأميرة عائشة بنت الحسين وسمو الأمير علي بن الحسين ونصبت قائدا له حينها.
تقول تتيانا قاردن في حديثها مع "الأنباط" أنها أنهت دراستها الثانوية من مدرسة الراهبات الوردية، حيث كانت تشارك بـ إستمرار في الفعاليات المدرسية خصوصا كرة السلة، وكانت عضو في فريق السباحة في مدينة الحسين للشباب ثم انضمت إلى المنتخب الوطني للسباحة مؤكدة على أن والدها أول من شجعها على تعلم السباحة بعد أن كان معلمها الأول، وحصلت على بطولة المملكة في السباحة لعامي 1992 و 1993، ثم إنتقلت لممارسة كرة السلة حيث أصبحت عضوا وكابتن النادي الأهلي ومن ثم عضوا للمنتخب الوطني الأردني وشاركت في العديد من البطولات المحلية في الأردن وعدد من البطولات الخارجية في عدد من الدول العربية ابرزها لبنان ومصر.
وتكمل قاردن حديثها، انه تم اختيارها وزميلتها اسماء العكور للإلتحاق بـ كلية ساند هيرست العسكرية في عام 1999، بعد إجراء العديد من التدريبات والفحوصات الدقيقة واجتازتها جميعا بنجاح باهر وحصلت على المركز الأول، بعد إكمالها لفصلها الأخير في تخصص الحقوق في الجامعة الأردنية.
وعن حياتها التي كانت جديدة آنذاك، قالت تتيانا في وصف الفترة التي أمضتها في كلية ساند هيرست العسكرية أنها أجمل سنة في حياتها على الرغم من شدتها وقسوتها، مشيرة إلى ان هذه الفترة ساهمت بتحويلها من شخصية ذات طابع مدني إلى شخصية تتمتع بالصبغة والطابع العسكري بإرشادات ونصائح سمو الأميرة عائشة بنت الحسين واستطاعت الانضمام إلى فريق السباحة في ساند هيرست وحصولها على الميدالية الفضية لـ صالح الكلية وجائزة في رمي الجلة.
وتابعت، أكاديما كانت من المتفوقين في الدراسة، وعن سبب هذا التفوق أوضحت أنها في ساند هيرست سفيرة ممثلة لبلدها الأردن الأمر الذي يحتم عليها إثبات جدارتها ونفسها خاصة أنها أمرأة.
وأضافت أنها إلتقت بـ سمو الأمير علي بن الحسين وسمو الأمير هاشم بن الحسين وهي في المرحلة المتوسطة من الدراسة في الكلية العسكرية، وفي حينه إقترح عليها فكرة إنشاء فصيل حرس ملكي نسوي في الأردن آنذاك، مشيرة إلى أنها تلقت هدية تضمنت ثلاثة بوريهات لونهن أخضر لتشجيعها ودعمها لـتعود وتنشىء الفصيل الخاص بالحرس الملكي النسوي.
وإنتهت رحلة قاردن مع كلية ساند هيرست، وتخرجت منها تحت رعاية سمو الأميرة عائشة بنت الحسين وعادت لـ الاردن، وما لبثت القليل وقبل إنشاءها لـ فصيل الحرس الملكي النسوي حتى قامت بـ المشاركة بالعديد من الدورات والتدريبات المكثفة المتنوعة، من أبرزها دورة المظليين ثم دورة خاصة في الأمن والحماية وحصلت فيها على المركز الثاني بعد حصول زميلها الملازم عبدالرحمن على المركز الأول بفارق نصف علامة، ثم إنضمت لدورة مع الـ Secret service الأمريكي في مكافحة الأرهاب (Counterterrorism)، اضافة الى دورة مع Gendarmerie الفرنسي، ودورة إستخبارات، حيث كانت أول ضابط في الجيش من الإناث يأخذ هذه الدورة.
وفي تلك الفترة اختارت قاردن خمسة من زميلاتها المتميزات والمتفوقات، للإنضمام إلى الفصيل المراد إنشاءه، ثم تولت منصب قائد الحرس لـ سمو الأميرة منى بترشيح من سمو الأميرة عائشة بنت الحسين وأثبتت جدارتها في القيادة والإدارة.
وختمت قاردن حديثها مع "الأنباط" بـ توجيه رسالة إلى والدتها التي كانت رفيقتها في كل خطوة ومن ثم إلى زوجها إياس السرابي معبرة فيها عن مدى امتنانها وحبها له، لما أبداه من تعاون وحب طيلة رحلتها، وإلى أطفالها نور ودانيا وسارا.