رسائل بين يدي قمة واشنطن

بلال حسن التل

بين يدي اللقاء الأهم،في قمة واشنطن التي ستجمع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، المقرر في العاصمة الأمريكية واشنطن غدا، وجه رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز عددا من الرسائل الهامة، جاء ذلك من خلال برنامج البعد الآخر الذي تقدمه الإعلامية الأردنية منتهى الرمحي على شاشة قناة العربية.
أول هذه الرسائل هي أن استقرار الأردن ضرورة إقليمية وعالمية، لأن استقرار الأردن هو عامود استقرار المنطقة، واي عبث باستقرار الأردن سيصيب الجميع، ولن ينجو منه أحد، لأسباب كثيرة اهمها الموقع الجبوسياسي للأردن، فالأردن هو قلب بلاد الشام، وهو همزة الوصل بين بلدان الهلال الخصيب، وهو مفتاح جزيرة العرب وخليجها، وهو جسر التواصل مع مصر وشمال أفريقيا، وهو صاحب أطول حدود مع فلسطين، حيث أشد قضايا العصر تعقيدا، وحيث لاحل لهذه القضية بدون الأردن المستقر.

الرسالة الثانية هي أن لقاءجلالته مع الرئيس الأمريكي هو أول لقاء للرئيس الأمريكي لقائد من العالم العربي والشرق الأوسط، منذ توليه لمهام منصبه رئيسا، مما يعني أنها ستكون عنصرا مهم في تشكيل رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة لقضايا المنطقة، كما أن هذا اللقاء سيؤسس لموقف عربي موحد فهو يأتي بعد سلسلة لقاءات واتصالات أجرها جلالته مع عدد من زعماء المنطقة وقادتها، توجت بالقمة الثلاثية لقادة الأردن ومصر والعراق الذي أسفر عن تدشين ما صار يعرف بالأدبيات السياسية بتكتل (الشام الحديد) الذي يضم مائة وخمسين مليون نسمة وبناتج قومي سنوي يصل إلى خمسماية وسبعة عشر مليار دولار، بالإضافة إلى الأهمية الجيوسياسة لهذا التكتل الذي يمثله جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين في لقاء المرتقب مع بايدن، مما يزيد من أهمية هذا اللقاء والنتائج التي ستتمخض عنه.
 
رساله أخرى تضمنها حديث الفايز للعربية، فبعد أن شخص الواقع العربي والانقسامات السياسية التي تعصف به، والتي أدت إلى فقدان العرب لدورهم ووزنهم وتأثيرهم في السياسة الدولية، قدم الوصفة التي فيها علاج هذا الواقع والخروج منه نحو الافضل، وهي وصفة مجربة، فقد جربت في الغرب ونجحت، وجربت في الشرق فنجحت، فكلاهما نسيا خلافاتهم السياسية، وبحثا عن مصالحهم الاقتصادية فكان الاتحاد الأوربي، كقوة الاقتصادية لا يستهان بها، وهاهي الصين تنافس على زعامة العالم من خلال بناء قوتها الاقتصادية، فلماذا، لاينسى العرب خلافاتهم السياسية، ويتجهوا إلى بناء كتلة اقتصادية ليكون لهم دورا في هذا العصر، الذي صار عصر التكتلات السياسية؟