الجمعية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالعقبة معاناه مستمرة
جواد الخضري
وصلت إلى صحيفة الأنباط رسالة معاناة ؛ تحمل في طياتها كل معاني الألم والتعب الجسدي والنفسي . هذه الرسالة المقدمة من الجمعية الخيرية لرعاية مرضى السرطان في مدينة العقبة ؛ وهي الجمعية الوحيدة الخيرية التي تقدم الرعاية والإهتمام على مستوى اقليم الجنوب .
قامت " الأنباط " بزيارة لمبنى الجمعية للإطلاع على واقعها وما تقدمه من رعاية وخدمات للمصابين بمرض السرطان وذويهم ، التقت رئيس الجمعية السيد محمد محاميد وعدد من أعضاء الجمعية . قال المحاميد ان الجمعية الخيرية لرعاية مرضى السرطان في مدينة العقبة تأسست عام 2017 وتم تسجيلها رسمياً وينحصر نطاق عملها ضمن حدود محافظة العقبة وتضم الأن 45 عضو هيئة عامة والهيئة الإدارية مكونة من 7 أشخاص ، وأضاف بأن الخدمة التي تقدم لمحتاجيها لا تنظر الى الجنس او الديانة او حتى الجنسية . موضحا محاميد أن عدد المسجلين بالجمعية من الذين يتلقون الرعاية 149 شخص من مختلف الأعمار والجنس ، علماً بأن هناك أعداد أكثر من هذا الرقم إلا أنه وللأسف الشديد ، البعض يرفض التسجيل بحكم " ثقافة العيب " وكأن من عنده مريض مصاب بالسرطان يعتبر عيباً .
حول أنشطة الجمعية التي تقوم بها وما تقدمه ، ذكر محاميد أنه تم ويتم تنظيم أيام طبية مجانية تقدم الفحوصات المخبرية ، أهمها القيام بالفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي ، إضافه إلى إعطاء دورات تثقيفية وتوعوية وجلسات تعمل على تقديم الدعم النفسي للمصابين وذويهم ، وهناك لجنة نسوية تقوم بزيارات دورية لمنازلهم ومتابعة حالاتهم ويوجد أيضاً أطباء من مختلف التخصصات كمتبرعين ، يقدمون خدماتهم الطبية . لم يتقصر هذا الأمر على مدينة العقبة ، بل هناك زيارات تشمل مناطق غرندل ، غور المزرعة وغور الصافي علما بانه يوجد مندوب لمنطقة الاغوار التابعة لمحافظة العقبة إدارياً وعدد من القرى ضمن حدود المحافظة . وذكر أيضاً بأن الجمعية تعمل على تنظيم رحلات ترفيهية داخلية للمرضى وذويهم ، إضافة الى وجود نادي صيفي للأطفال باسم " نادي الطفل " مجاور لمبنى الجمعية ، إلا أن جائحة كورونا أثرت كثيراً على معظم الخدمات المقدمة .
الجانب الثاني وهو المهم والأهم السؤال الذي وجهته صحيفة " الانباط " لرئيس الجمعية ، كيف تعمل الجمعية على تغطية نفقات الرعاية وما تقوم به من تقديم خدمات ؟ . قال محاميد بداية نجد صعوبة بوصول المصابين لمبنى الجمعية والنادي الصيفي ، لعدم وجود وسيلة نقل ، مما يزيد من الضغط على الجمعية في إيصال المرضى وتأمين العلاجات الخاصة بهم ونقوم بهذا الجهد من خلال إستخدام مركباتنا الخاصة ومركبات المتطوعين ، واستطرد قائلًا أنه وخلال جائحة كورونا واجهت الجمعية صعوبات في نقل من يحتاجون إلى جرعات بمركز الحسين للسرطان حيث تقدم الجمعية مبلغ سبعون دينارًا للمرافق بدل مواصلات وطعام ذهابًا وإيابًا . وخلال جائحة كورونا تم عمل غرفة طوارئ بالتنسيق مع محافظ العقبة والدفاع المدني ليتم نقل المصابين لمركز الحسين للسرطان أو المدينة الطبية أو مستشفيات البشير وانتظارهم لغاية تلقيهم الجرعات والحصول على العلاجات الخاصة بهم ومن ثم العمل على إعادتهم للعقبة . حتى أن البعض يحتاج لأكثر من رحلة شهريًا إضافة إلى الحاجة لمُرافِق ، وفي أغلب الأحيان يرافق المريض المصاب أحد أعضاء الجمعية سواء من الشباب أو السيدات المتطوعين ، إن لم يكن لديه مرافق . أضاف المحاميد بأن هناك إتفاقية مع شركة جِت للنقليات تقدم الشركة بموجبها تذكرة مجانية للمريض ذهابًا وإيابًا ، كما أن مفوضية العقبة تقدم تذكرة مجانية لمرافق شريطة أن لا يتعدى دخله الشهري 500 دينار . وبيّن نقطة هامة ، بأن ذوي بعض المصابين وعلى الرغم أنهم مؤمّنين تأمين حكومي ؛ فإنهم يتحملون مبلغ بقيمة قد لا تزيد على 100 دينار مما يشكل معاناة اقتصادية مبيّنًا أن ذوي أحد المصابين غير قادر على دفع فواتير الكهرباء والمياه مما جعله يعيش وأسرته بلا كهرباء أو مياه إلا ما يقوم به الجيران من إيصال الكهرباء والمياه للظروف الخاصة وإن كان هذا يشكل بحكم قانوني الشركتان مخالفة قانونية ، لكن الجيران يتجاوزون ذلك على إعتبار ما يقدمونه عملًا إنسانياً .
الرسالة التي توجهها الجمعية هي أن تقوم الشركات الكبرى العاملة بالعقبة بدورها المجتمعي والإنساني من خلال المسؤولية المجتمعية في تقديم الدعم لهذه الجمعية الوحيدة على مستوى إقليم الجنوب . وتناشد الجمعية كافة المعنيين رسميين وغير رسميين القيام بتأمين حافلة تساهم بنقل متلقي الخدمة ولتخفيف الضغط على جهاز الدفاع المدني كون سيارات الإسعاف التابعة للجهاز يكون هناك لها عمل مستمر على مدار الساعة ، بدلًا من أن يتم حجز إحدى مركبات الإسعاف لمدة يوم كامل.
صحيفة (الأنباط) بدورها تنقل هذه الرسالة لتضعها أمام كافة الجهات المعنية والمسؤولة لتقوم بدورها في دعم مثل هذه الجمعية النشيطة .