فرح موسى تكتب:-نبتة الامان في واحة الجيران
يقال الجار قبل الدار فما الحكمة من هذا القول٠٠ اذا نظرنا الى حقيقة البشرية لوجدنا ان الجار يلعب دورا حيويا في حياة جاره؛ ففي المجتمعات القروية او الاحياء السكنية في المدن نجد ان الجار يطلع على تفاصيل مجريات حياة جيرانه؛ ولهذا الاضطلاع يمكن ان يكون جوانب سلبية واخرى ايجابية٠٠ في الجانب الايجابي نجد ان الجار دائم الاتصال بهم٠٠ يفرح لفرحهم في مناسباتهم؛ ويواسيهم في اتراحهم ويخفف من مصابهم ٠٠
ومن الجانب السلبي نجد ان الجار الحسود الذي لا هم له الا تفضيل مصلحته على مصلحة جيرانه ويحاول باستمرار مضايقة جيرانه من خلال الاعتداء على حرماتهم بتتبع اخبارهم واسرارهم والزحف على اراضيهم ومزروعاتهم؛ والقاء القاذورات في طريقهم ومشاجرتهم لاتفه الاسباب ٠
اما في البيئة الاجتماعية؛ لا يعرف الجيران بعضهم بعضا؛ لذا فأن تلك الجوانب السلوكية سواء كانت ايجابية ام سلبية تختفي ٠٠
لكن تبقى المشكلة قائمة لان عدم معرفة الجار جاره تتمخض عنها نتائج سلبية مختلفة؛ وتتمثل في ان الجار لا يعنيه ما يحدث لجاره والسبب يعود الى عدم اكتراث هذا الجار بجيرانه بحيث انه لا يعرفهم وقد يكون اكثر من ذلك؛ وبذلك ينعدم الحس الامني لدى جيرانه ويفقدون بذلك التكافل الاجتماعي٠٠٠
بالنتيجة فأن الجار الصالح الذي يبني علاقاته مع جيرانه على المحبة والمودة والاحترام واحترام مشاعر الآخرين؛ يعد مكسبا وعضدا قويا للجيران؛ ويستحق ان يبحث الانسان عنه قبل ان يبحث عن الدار الذي ينوي العيش فيها وهذا الجار ينبغي التعرف عليه ومبادلته المودة والتواصل الانساني كي يعيش الجميع في بيئة اجتماعية متكاملة٠٠ وقد أوصى الله سبحانه وتعالى بالجار٠٠٠
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن٠٠ قيل من يا رسول الله٠٠ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه" ٠٠ صدق رسول الله.