وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل !!
تُعتبر خطبة الجمعة يوم امس بموضوع طاعة الحاكم لزوم ما لا يلزم حيث لا يُذكر ان خرج الاردنيون عبر تاريخهم على قيادتهم الهاشمية، بل كانوا يعززون في كل مناسبة بيعة الاباء والاجداد لهم ويتمسكون بثوابت الدولة الاردنية واساسها احترام وصون كرامة الانسان، وان خرجوا يوما فخروجهم عن طاعة مسؤولين لم يكونوا اهلا للسمع والطاعة بعد ان فقدوا الخصائص والمتطلبات التي ينبغي ان تتوفر في اولي الامر الذين تجب لهم الطاعة، خطبة الامس اساءت لولي الامر لان الخطباء تجاهلوا ان الحكم اليوم مؤسسي قانوني وليس وجداني عاطفي، الشعب هو مصدر السلطات واساس الادارة والحكم، وان السمع والطاعة لم يأتِ خالصا من القيود أو مطلقا بلا حدود، فكما هي طاعة ولي الأمر واجبة كذلك نصحه الصادق بكل جرأة واجب، عندما سُئل النبيّ صلى الله عليه وسلم أي الجهاد أفضل ؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر، وعندما اختير أبو بكر الصديق ومن بعده عمر ابن الخطاب ليكونوا ولاة أمر المسلمين صعد الصدِّيق رضي الله عنه المنبر واختصر دستوره وطريقته في الحكم بقوله: أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، وعلى نهجه قال عمر: أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فقال له الاعرابي: والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا، هذا هو مفهوم طاعة ولي الأمر في الاسلام يا وزارة الاوقاف !!!
د. عصام الغزاوي.