كازاخستان التحفة الأسرع نموّاً وتطوراً
توصف طبيعة العلاقات التي تربط الاردن بالصديقة كازاخستان بالطيبة القابلة للبناء في عديد من المجالات و على مختلف الاصعدة كافة.
تلك العلاقات التي وطد قوامها قيادتي البلدين الصديقين في مجمل الزيارات المتبادلة و اللقاءات و المحافل الاقليمية منها و الدولية.
عديد من المواقف المشتركة و الاهتمامات المتبادلة السياسية منها و الاقتصادية و التعليمية و السياحية بما يثري اقتصاد كلا الدولتين الصديقتين.
فكلا الدولتين تتميزان باقتصاد مرن يستند لبنية تشريعية متطورة تواكب المتغيرات الداخلية منها و الخارجية.
فإذا اردنا معرفة مقاييس التطور و النماء لكازاخستان نذهب للتعرف على عاصمتها التي شهدت خلال فترة قليلة عديد من القفزات النوعية .
فنور سلطان عاصمة كازاخستان تعتبر الأسرع نمواً وتطوراً نظرا إلى حداثة نشوئها والتي لم يتجاوز عمرها 25 عاما تشمل هذه المدينة تحفاً هندسية عجيبة وفريدة من نوعها.
اما عن العاصمة السابقة مدينة ألماتي فتعد أكبر مدينة في البلاد ويعيش فيها حوالي 1.9 مليون نسمة، وتقع المدينة على قمم جبال تيان شان التي يبلغ ارتفاعها 4000 مترا.
ما بين ألماتي ونور سلطان تقف مشاهد الاصالة والحضارة والتاريخ وبضم كل زاوية من زوايا العواصم التاريخية معالم تجلب السياح بحضارة ورُقي ومعاصرة تسهم في تغيير بعض المفاهيم المغلوطة بشأن هذا البلد الحبيس.
تمثل نور سلطان المركز الرئيسي لخطوط السكك الحديدية، وتشتهر بإنتاج الحبوب وتربية الماشية، كما أنها مركز للصناعات الغذائية والتصنيع ويبدو أن بوصلة النمو الاقتصادي لن تستقر في الغرب والصين فقط.
ولكن هناك دول أخرى صاعدة على غرار تجربة النمور الأسيوية نهاية التسعينات، وذلك في منطقة آسيا الوسطى وتحديدًا كازاخستان التي استضافت معرض إكسبو أستانا 2017 بعنوان "طاقة المستقبل" الذي يعرض التطور الفكري والابتكارات التقنية الحديثة وعمل على جذب الاستثمارات الاقتصادية لكل دولة، فضلا عن كونه الأضخم في الحجم والدقة والحرفية في التنظيم، والذي شهدت أروقته اجتماعات ثنائية عقدتها شركات اردنية وكازاخية في مجال الصناعات الغذائية والزراعية بهدف تعزيز القطاعين الخاص بالبلدين وإقامة شراكات في مجال الصناعات الغذائية والتكنلوجية لتلبية احتياجات السوق الكازاخي من المنتجات الاردنية.
تتلألأ مدينة نور سلطان بالكثير من المشروعات الهندسية والإنشائية الجديدة ويفصل نهر "إيشيم" ما بين الأحياء القديمة والأحياء الجديدة بها, فالعاصمة الكازاخية مدينة عصرية وأنيقة. وحتى في ظل الصقيع القطبي الذي يسودها خلال فصل الشتاء، وتتدنى فيه درجة الحرارة إلى 40 درجة تحت الصفر.
فيما تتمتع المملكة الأردنية الهاشمية و جمهورية كزاخستان بعلاقات ودية وطيدة وشراكة إستراتيجية وتقوم العلاقات الثنائية على الاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين وشعبيهما، وتطابق مواقف البلدين حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية وفي زيارة جلالة الملك عبدالله عام 2017 منح الرئيس الكازاخي جائزة "نزارباييف الدولية" التي تمنح للمرة الأولى، تقديرا لجهود جلالته ومساعيه المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ويشار هنا الى ان احد أهم شوارع مدينة "أستانا" الرئيسة آن ذاك قد سُمي باسم الراحل العظيم المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه عام 2014 بالتزامن مع احتفالات المملكة بأعياد الاستقلال والجيش واعتلاء جلالة الملك عبدالله الثاني العرش وتسلمه سلطاته الدستورية.
يعد اقتصاد كازاخستان من أكبر الاقتصادات في دول آسيا الوسطى، ويرجع ذلك إلى الموارد الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها البلاد ويتمتع الجنوب بتوافر كميات كبيرة من باليورنايوم اما الجزء الشمالي من البلاد يمتاز بوفرة في المعادن والذهب والحديد.
بينما تتركز عمليات إنتاج المنغنيس والنحاس في وسط كازاخستان، أما الجزء الغربي فغني بالنفط والغاز الطبيعي.
كازاخستان هي دولة سياحية غنية بالأماكن الطبيعية الخلابة وتكثر فيها الغابات والبحيرات والجبال كما انها تحتضن الكثير من المعالم الحضارية والتاريخية التي تعكس التطور الذي تشهده البلاد.
الفكرة التي تراود الزائر قبل زيارته لكازاخستان قلَ ما يعرفه الزائر عنها فتتشابه في مخيلته كل الدول التي تنتهي بالمقطع '...... ستان'. ويحسب أن كازاخستان وأفغانستان وطاجيكستان، كلها بلدان متشابهة تقع في أوراسيا.
لذا يتعين على الباحث في علوم العلوم والثقافة أن يبذل المزيد للمساعدة في تغيير هذا المفهوم.
بقلم: احمد محمد الجمل