سيدات حرفيات يشتكين صعوبة الحياة المعيشية بعد جائحة كورونا

 اشتكت مجموعة من السيدات الريفيات العاملات في المجالات الحرفية المختلفة من صعوبة الحياة المعيشية بعد جائحة كورونا، مشيرات إلى أن الضرر الاكبر وقع على النساء العاملات في قطاع العمل غير المنظم، حيث فقدن مصدر إعالتهن لأنفسهن ولأسرهن، وبخاصة ممن يعملن في المشاريع الصغيرة المدرة للدخل.
وقالت السيدات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن جائحة كورونا خلفت آثارا سيئة على أوضاعهن الاقتصادية، حيث فقدن مصادر العيش الكريم بعد نجاح مشاريعهن الصغيرة التي تتمثل بالمشاريع الحرفية من اكسسوارات ومطرزات وصناعة صابون ومطابخ إنتاجية وغيرها من المشاريع التي كانت تحظى بإقبال شديد عليها قبل انتشار الجائحة، مطالبات الحكومة والجهات المعنية بمساعدتهن ودعمهن في إعادة تشغيل مشاريعهن الحرفية التي تعتبر مصدر الرزق الوحيد لأسرهن.
وتقول الحرفية الهام عبابنه صاحبة مشروع "أشغال يدويه وإكسسوارات"، إن جائحة كورونا سببت للحرفيات وصاحبات المشاريع الصغيرة خسارة مادية ومعنوية فادحة، حيث كانت هذه المشاريع مصدر دخل جيد لهن، تساعد على إعالة أسرهن للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة، الأمر الذي توقف بشكل شبه تام خلال الجائحة بسبب ضعف الإقبال على العمل بهذه المشاريع وضعف القدرة الشرائية لدى العديد من الأسر الأردنية.
من جهتها، بينت الحرفية منال أحمد أنها كانت تعمل في مجال التدريب على الحرف اليدوية وتدريب الفتيات والسيدات على عمل الإكسسوارات المختلفة والمطرزات اليدوية وتهديب الشماغات، ولكن عملها تضرر نتيجة جائحة كورونا بسبب عدم قدرتها على تسويق منتجاتها الحرفية المختلفة، الأمر الذي أثر على وضعها الاقتصادي وعلى أسرتها، مشيرة إلى أنها تسعى حاليا الى أن تتحسن الأمور وأن تعود الى عملها الذي يستفيد منه شريحة كبيرة من السيدات في المجتمع، وذلك من خلال تدريبهن على أعمال تساعدهن في التغلب على الظروف المعيشية الصعبة.
وأشارت هيفاء خالد رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية، إلى أن الجمعية لم تعد قادرة على استئجار المقر الخاص بها بعد جائحة كورونا، مبينة أن السيدات قبل الجائحة كن ينتجن العديد من المواد الغذائية المختلفة مثل الألبان والأجبان والمخللات، وصناعة الصابون من زيت الزيتون والمواد العطرية المختلفة، الأمر الذي توقف بشكل نهائي خلال جائحة كورونا بسبب صعوبة تسويق المنتجات الغذائية المختلفة من جهة وضعف المقدرة الشرائية لدى المواطنين من جهة أخرى.
من جانبه، أشار رئيس وحدة تمكين المرأة الريفية في مديرية زراعة إربد عمر عودات، إلى أن المشاركة الاقتصادية للمرأة كانت قبل كورونا منخفضة وستنخفض مرة أخرى بعد الجائحة، وبخاصة أن الكثير من السيدات العاملات في قطاعات غير رسمية مثل المشاريع الحرفية وجدن أنفسهن دون عمل ودون دخل بعد انتشار الجائحة.
وتوقع عودات أن تشهد محافظة إربد ارتفاعا في نسب الفقر والبطالة بين السيدات الريفيات، وبخاصة اللاتي يعلن أسرا فقيرة من خلال المشاريع الصغيرة المدرة للدخل الشهري، بسبب ضعف المقدرة الشرائية لدى المواطنين وصعوبة الأوضاع الاقتصادية الحالية، والتي تحتاج الى دعم وتكاتف الجهود من قبل جميع الجهات المعنية للمحافظة على هذه المشاريع الاقتصادية الهامة وحمايتها من خطر الاندثار.
يشار الى أن هناك العديد من السيدات العاملات في وظائف قطاع الخدمات قد تضررن أيضا بسبب جائحة كورونا، من ضمنهن العاملات كموظفات استقبال في الفنادق، والعاملات في المطاعم، وصالونات التجميل وصالات الأفراح وفي مجالات التصنيع الغذائي وغيرها من القطاعات التي تتسم بزيادة العنصر النسائي فيها.
-- (بترا)