100 عام من التحولات المذهلة في الصين

لا يعد قرن من الزمان بالمدة الطويلة في التاريخ البشري، ولكن بالنسبة للصين الحديثة، فقد أحدثت تلك المائة عام تحولات وتغييرات كبيرة ومذهلة! وتحولت الصين من "رجل شرق آسيا المريض" إلى "عملاق الشرق"، كما اجتازت الصين -  وهي دولة عريقة ذات حضارة رائعة، -  مسار التنمية الذي أكملته العديد من البلدان في قرنين أو ثلاثة قرون، وشرعت الصين في مسار تنموي يناسب ظروفها وخصائصها.

تحقيق الاستقلال الوطني

قبل 100 عام، قد انتهت الحرب العالمية الأولى، وفي نفس الوقت، تخلصت الصين من دكتاتورية القوة الإمبرطورية التي استمرت لأكثر من 2000 عام، ولكن الدول بأكملها كانت مشتتة ومبعثرة القوى، وهاجم أمراء الحرب الإقليمين من جميع أنحاء البلاد بعضهم البعض، وتشرد الشعب وعانى من صعوبة الحياة ،وقامت القوى الاستعمارية الغربية بتقسيم البلاد، وتوالت الكوارث الطبيعية والتي كانت من صنع الإنسان واحدة تلو الأخرى، ولم تستطع الصين التخلص من عقبات المجتمع شبه الاستعماري وشبه الإقطاعي.

ولكن منذ هذا العام، بدأت القوة المتراكمة للشعب الصيني في الظهور، وبدأت دفعة تلو الأخرى من الأبناء والبنات الصينيين لا تخاف التضحية، وتحلت بروح قتالية شجاعة. وبعد 28 عاما من المعارك الدامية، هزمت الصين الإمبريالية اليابانية، وأطاحت تماما بنظام القمع والاستغلال الذي أثقل كاهل الشعب الصيني، وحققت الاستقلال الوطني وجعلت العالم يتعرف على الصين من جديد.

العهد التاريخي الجديد

تأسست جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، معلنةً أن الصين أصبحت حقا دولة ذات سيادة مستقلة، وأن الأمة الصينية قد حققت ولادة تاريخية جديدة .

أسست الصين نظاما اشتراكيا أساسيا شاملا، وتحقق تضامن غير مسبوق بين الشعب من مختلف القوميات، وشكلت الصين نظاما اقتصاديا وصناعيا وطنيا مستقلا، وحققت الصين تقدمًا سريعًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والصحة، وتعد الاختراقات في مجال العلوم والتكنولوجيا الأكثر نجاحاً .

في عام 1964، نجحت الصين في تجربة تفجير قنبلتها الذرية الأولى.

في عام 1966، نجاح اطلاق أول صاروخ أرض - أرض مزود برأس حربي نووي باليستي.

في عام 1967، أجرت الصين أول تجربة تفجير للقنبلة الهيدروجينية بنجاح.

في عام 1970، أطلقت الصين بنجاح أول قمر صناعي.

في عام 1971، استعادت جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، مما فتح فصلاً جديداً في تاريخ الدبلوماسية الصينية، وبدأت الصين في الظهور تدريجياً على الساحة الدولية، وتحولت إلى دولة ذات تأثير حقيقي على الساحة الدولية.

الانطلاق الاقتصادي

في عام 1978، بدأت الصين تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، الأمر الذي أثار تعجب العالم وإعجاب العالم أجمع، حيث عملت الصين على الإصلاح والتنمية والاستقرار في آن واحد، وأن الإصلاحات الداخلية تعطي زخما للحياة الاجتماعية، والانفتاح على العالم الخارجي يضخ زخما قويا في الحياة الاقتصادية. منذ ذلك الحين، دخلت التنمية الاقتصادية في الصين في مسار النمو السريع، وبدأ الشعب الصيني بالاستفادة والتمتع بالمكاسب التي حققتها التنمية.

وقد علقت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية قائلة، إن "هناك أكثر من 4000 منطقة اقتصادية خاصة في العالم، ونموذج النجاح الأول هو معجزة شنتشن".

هذه البلدة الحدودية الصغيرة التي كان يبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها أقل من 300 مليون يوان منذ أكثر من 40 عامًا، أصبحت الآن مدينة دولية يبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها ما يقرب من 3 تريليون يوان. وقد جذبت من قائمة أكبر 500 شركة عالمية حوالي ثلثي الشركات الدولية لفتح فروعها بها، وأصبحت عاصمة التكنولوجيا في الصين وحتى العالم.

إن تاريخ النضال والتنمية لشعب شنتشن هو في الواقع أفضل مثال لتاريخ النضال والتنمية للشعب الصيني منذ بدء سياسة الإصلاح والانفتاح.

"الكلام الفارغ يؤخر تنمية البلاد، لا يمكن للبلاد أن تزدهر وتتطور إلا بالعمل الجاد"! كان هذا المفهوم هو الدعم الأساسي لسياسة الصين الاصلاحية وانفتاحها، وتحقيق اختراقات كبيرة في التنمية الوطنية، ولا يزال له أهمية واقعية حتى يومنا هذا.

التوجه نحو النهضة العظيمة.

تتحرك عجلة التاريخ إلى الأمام، والآن نحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

كان للرئيس الصيني شي جين بينغ رؤية مستقبلية، وطرح الهدف العام المتمثل في تعميق الإصلاح على نحو شامل، وقد طرح على التوالي أكثر من 1600 خطة إصلاح لتعزيز تحديث نظام الحكم الوطني وقدرات الحوكمة، وتعزيز الإصلاحات لتكون منهجية ومتكاملة ومتآزرة، وتعزيز الشعور بالربح والسعادة والأمن للشعب.

من التركيز على إصلاح النظام الاقتصادي إلى التعميق الشامل لسلسلة من الإصلاحات الرئيسية والتي تشمل المجال الاقتصادي، السياسي، الثقافي، الاجتماعي، والحضاري، وغيرها. كل تلك التدابير تؤخذ لتسهيل حياة الشعب واستفادة جماهير الشعب من ثمار التنمية، وتلبية تطلعاتهم لحياة أفضل.

لقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ أفكارًا لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتعزيز البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، ودفع تغيير نظام الحوكمة العالمية، وأن تكون الصين دائمًا من بناة السلام العالمي، ومساهمين في التنمية العالمية، ومدافعين عن النظام الدولي وغيرها من الأفكار البناءة.

تُظهر الصين حسن نيتها للعالم من خلال تنمية مفتوحة وتعاونية ومشتركة، وخاصة بعد تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، قدمت الصين إرشاداتها للعالم، وساهمت بحكمتها في المكافحة العالمية للوباء. وهكذا أصبحت سياسة الاصلاح والانفتاح من جديد الهوية الروحية الأكثر تميزا للصين المعاصرة.

من أجل سعادة الشعب، ونهضة الأمة، فإن الصين لم تتوقف خلال المائة عام الماضية عن السعي لتحقيق هدف النهضة. لقد حقق الشعب الصيني تحولاً تاريخيا كبيرا من خلال مسيرة الصين من دولة مستقلة إلى دولة رفاهية ثم إلى دولة قوية.

يشهد العالم حاليا تغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، لذا ستعمل الصين المنفتحة سياسياً والمتقدمة اقتصادياً والواثقة ثقافياً والصاعدة بطريقة سلمية، على تقديم إسهامات أكبر للعالم.