العايد يرعى المؤتمر الدولي حول الملك المؤسس بجامعة الحسين بن طلال
الأنباط_جواد الخضري
رعى وزير الثقافة علي العايد المؤتمر الدولي الذي قامت عليه جامعة الحسين بن طلال بعنوان (الملك المؤسس الشخصية والقيادة والتاريخ) وقال العايد خلال افتتاحه للمؤتمر إن أهمية المؤتمر تنبع من أهمية موضوعه الذي يتحدث عن الملك المؤسس في المكان الذي استقبله قبل مئة عام، وأضاف العايد في افتتاحه للمؤتمر الذي حضره ضيف المؤتمر رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بأن الحديث عن ملك أسس وجذر لبناءات ما تزال قائمة فينا بناءاتٌ قيمية، إنسانية، أدبية، ثقافية، وعلمية مؤكدًا على أن المتحدثين سيلقون الضوء عليها في هذا المؤتمر ومؤكدًا أيضًا أن الملك عبدالله المؤسس هو أحد أهم أركان ثورة العرب الكبرى وسرها الذي بقي حاضرًا فينا وانتقل لأحفاده وسيبقى سر النهضة العربية التي نحمل جميعنا قيمها ومبادئها، وأشار العايد في المؤتمر الذي يقام ضمن فعاليات الخطة الوطنية لاحتفالية تأسيس مئوية تأسيس الدولة الأردنية إلا أن مسيرة بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية تواصلت حين شد الملك المؤسس الرحال إلى عمان في لحظة تاريخية ومفصلية ليبدأ مشواره الطويل في مسيرة البناء حين شكل أول حكومة أردنية ونواة الجيش العربي المصطفوي ووضع القانون الأساسي للدولة الجديدة لتبدأ الديمقراطية كحق أساسي من حقوق أبناء هذا الوطن وأعرب العايد عن تقديره لجهود جامعة الحسين بن طلال وهي تواصل دورها الوطني في التنوير والتطوير ولافتًا إلى ضرورة أن نعيد قراءة تاريخ أولئك الرجال، وفي كلمةٍ قدمها رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري قال ونحن نحتفي بقيمة ومعنى مرور مئة عام على تأسيس دولتنا الأردنية الحديثة مؤكدًا على الوعي والإدراك لأن البلاد الأردنية قبل نشوء الدولة كانت عامرةً بأهلها الطيبين أبد الدهر، وقال مستذكرًا ومؤكدًا على الرمزية العميقة التي سطرها ابن معان الشهيد المقدم منصور كريشان دفاعًا عن قضية الأمة المركزية للقدس وفلسطين وبيّن المصري حال المنطقة والإقليم التي كان يديرها حكومات محلية منفصلة أنشأها الانتداب البريطاني في فلسطين في محاولة إدارة البلاد العربية السورية بحكومات مجزأة والتي عاشت آنذاك فترة مؤقتة من الفراغ السياسي والأمني والتجزئة التي انتهت بالتوافق الذي حدث في مؤتمر القاهرة ومن ثم القدس بين الأمير عبدالله وبين تشرشل بإنشاء أول حكومة عربية شرق أردنية مركزية قامت بتوحيد البلاد الأردنية آنذاك لتقود الوقائع الإقليمية والعربية بعدها بخمسة أعوام إلى توافقات ونتائج أخرى جعلت من منطقتي معان والعقبة جزءًا أصيلًا من البلاد الأردنية التي هي الآن المملكة الأردنية الهاشمية.
من جانبٍ آخر قال المصري بأن كثيرٌ هو ما يمكن أن يُقال عن شخصية الملك المؤسس مؤكدًا أن الإخوة المشاركين في هذا المؤتمر سيغنون هذه الشخصية الكبيرة حقها في البحث والتحليل وإنتاج المعارف بتفاصيلها، وأضاف المصري قائلًا إن آباءنا وأجدادنا صنعوا في هذه البلاد وطنًا عربيًا أردنيًا عظيمًا خلال المئة عام الماضية أساسه الدولة الوطنية التواقة إلى دولة عربية واحدة، كما استعرض المصري حال ما عانته البلاد الأردنية في العهد العثماني وخصوصًا غياب الأمن والإدارة فيها إلى ما قبل انهيار السلطنة العثمانية بعقودٍ قليلة وعليه لما سبق من واقع فقد كانت هذه الدولة الوليدة نموذجًا لدولة التفاهم والقانون وسبقت الكثير من دول الجوار في مجالات البناء الأساسية في التربية والسلام والتعليم والأمان وفي تطوير مستوى الحياة الاجتماعية والمفاهيم الحضارية، وأضاف أنه من غير المعقول من غير المنطق وبعد مئة عام من عمر الدولة في بلادنا ومهما كانت الأسباب والرائع أن نجد أنفسنا نرتد إلى علاقات اجتماعية وسياسية بينية كانت سائدة ما قبل الدولة في مجتمعنا وقال صحيح أننا نفتخر جميعًا بانتماءاتنا العشائرية والقبلية ونعتزُّ بالقيم والأخلاق الحميدة التي أنتجتها أصولنا العربية والبدوية غير أن إعلاء أية هوية فرعية في مجتمع اليوم أمام هوية المواطنة الواحدة هو برأيه الشخصي سلوك وآداء سلبي وضد فكرة وجود الدولة الحديثة من أساسها.
كما أكدَّ في كلمته على أن هناك تقصير من الدولة والحكومات تجاه قضايا كثيرة تبدأ بالسياسي ولا تنتهي بالاقتصادي والإجتماعي ومعيشة الناس غير أن تقصير الدولة أو عجزها أو فشلها أو ترهّل إداراتها لا يعني بأي حال من الأحوال أن المصلحة تكون بأن نرتد على الدولة من خلال السماح بطغيان أو إعلاء قيمة أيّة عصبية فرعية أو جهوية فالدولة ومؤسساتها هي ملاذ المجتمعات والأفراد في أزمان اليوم ولا ملاذ غيرها واختتم كلمته بمقولة …