عين على القدس يرصد مسيرة الأعلام اليهودية في المسجد الأقصى

رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، مسيرة الأعلام اليهودية المتطرفة، التي نفذها متطرفون يهود، وما رافقها من اعتداءات واعتقالات للمقدسين من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلية.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد من المسيرة العنصرية التي أصرت شرطة الاحتلال على إقامتها، رغم التوتر الذي ساد منذ الإعلان عنها، وظهرت أجزاء من المسجد الأقصى خالية من أي فلسطيني، بعد إبعادهم عن ساحة باب العمود لإفساح المجال لإتمام المسيرة. كما أظهرت المشاهد شرطة الاحتلال وهي تعتدي على السيدات المسنات لإبعادهن عن طريق المسيرة، كما حدث مع المقدسية الحاجة عائشة مصلوحي، التي قالت للتقرير : "انهم لا يريدون لأحد معرفة الحقيقة، ونحن هنا لنريهم بأن هذا بلدنا وأن القدس عربية".
ووصف التقرير المسيرة بانها كانت "عنصرية" بمعنى الكلمة، لأن المشاركين فيها هتفوا هتافات ضد العرب والمسلمين والرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، دون أي تدخل من شرطة الاحتلال، ما أثار غضب الفلسطينيين.
وأشار التقرير الى المسيرة التي انطلقت من المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، احتجاجا على الإساءة للرسول الكريم خلال مسيرة الأعلام، ووصلت الاحتجاجات إلى مختلف مناطق القدس، الا أن شرطة الاحتلال قمعتها بطريقة وحشية.
كما أظهر قيام شرطة الاحتلال باعتقال الكثيرين من المحتجين الفلسطينيين بعد الاعتداء عليهم بالضرب " بسبب هتافاتهم نصرة للرسول، ومجيئهم للرد على الإساءة اليه" بحسب ما أشارت الحاجة المقدسية نفيسة خويص.
وذكر التقرير ان إساءة المتطرفين للرسول الكريم تجاوزت الهتافات الى حد خط العبارات المسيئة على الطرقات العامة، بهدف المس بمشاعر المسلمين وإثارة غضبهم، مشيرا الى أن المقدسيين أكدوا أن هذه الأعمال العنصرية، لن تثنيهم عن الدفاع عن الأقصى والإسلام "مهما كلفهم الثمن". ولفت التقرير الى أن التوتر في المدينة المقدسة يتصاعد الى جانت الخوف من القادم القريب، في ظل تفاقم دور الجمعيات اليهودية المتطرفة في الاعتداء على المقدسات والرموز الدينية أمام أعين شرطة الاحتلال دون أي رادع.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس، بالباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور جمال عمرو، الذي أوضح أن الثقافة الإسرائيلية منذ نشأة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين وما صاحبه من مجازر ومآسي من قبل الجماعات المتطرفة "الهاجاناه والشتيرن والبالماخ" وغيرها، استطاعت عبر إعلامها تضليل العالم وإخفاء الوجه الحقيقي للفكر اليهودي الصهيوني المتطرف جدا، الا أن الإعلام العربي وقف ندا لهم عن طريق الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح الدكتور عمرو انه منذ العام 1974 وحتى عام 2019، لم يتنبه احد الى الكم الهائل من البغضاء والكراهية التي صاحبت مسيرة الأعلام، الى أن أظهرها الإعلام العربي وتطرق الى تفاصيلها العنصرية كالإساءة للرسول الكريم والمسيح عليه السلام.
وبين عمرو أن الاحتلال يزرع هذا الحقد والتطرف في نفوس أطفالهم في المدارس، لافتا الى أن أغلب المشاركين في المسيرة من الفتية وأبناء المدارس، الى جانب الكم الهائل من العسكريين، وأنها أخذت مسارا جديدا من باب العمود الى الباب الجديد ثم التفت الى باب الخليل، وأنها رغم فشلها، الا انها معبأة بالحقد على كل الأديان.
وتطرق عمرو الى كره الإسرائيليين "العميق" للأردن بسبب معركة الكرامة والصمود في البلدة القديمة، ورعايتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وإدخالها للقدس القديمة تحت رعاية اليونسكو في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، كما أشار الى انتصار الأردن للقدس في اجتماع الإعلاميين والبرلمانيين العرب.
--(بترا)