اصوله افريقية.. البطيخ الاصفر يرى النور ببلدة مرحبا/ اربد

فرح موسى 
قال المهندس هيثم حمدان الباحث وخبير الخضار والتقنيات ما بعد الحصاد بمديرية بحوث البستنة-  بالمركز الوطني للبحوث الزراعية، ان البطيخ الاصفر عرف وتداول طبيعيا قبل النوع الاحمر/ الزهري او المعتاد بسنوات عديدة وهو من اكثر الانواع تداولا قبل الاحمر،  وان اصول البطيخ الاصفر التاريخية تعود لدول افريقيا ومع الزمن والتطور في عمليات التهجين والتطوير تم استبداله تدريجيا بالبطيخ الاحمر او الزهري المعتاد.
واضاف لـ"الانباط"، من الناحية النباتية لا يوجد اي فروق بين الاصفر والاحمر، فكلاهما يتبع نفس العائلة ونفس التصنيف النباتي ويتواجد كلا النوعين بشكل طبيعي ومن الممكن ان ينتج كلاهما طبيعيا بطرق التهجين والاكثار والتطوير الطبيعية على الاصناف وكلاهما يأتيان باشكال واحجام متعددة ولايختلفان كثيرا في لون القشرة الخارجية كم هو بين الاصناف فقد ياتي كلاهما من النوع الاخضر الغامق او المخطط او الفاتح. 
وبين حمدان أن الفرق بين البطيخ الأصفر والأحمر هو في لون الثمره من الداخل بعد الوصول لمرحلة النضج، أما من حيث احتواء المادة اللحمية على البذور فمن الممكن ان يكون كلا النوعين (الاحمر والاصفر) اما من النوع البذري واللابذري  (Seeded ort seedless) حسب الرغبة والمصدر وطريقة الانتاج
وتتواجد الاصناف الصفراء الهجينة بالنوعين المحتوي على البذور او اللابذري الا ان الطلب الاكثر والمتزايد عالميا على الاصناف الحديثة اللابذرية (Seedless) والمنتجة والمطورة بشكل طبيعي، حيث تكون اكثر قابلية للاستهلاك والاستساغة.
وبين، يزداد الطلب من الاصناف الصفراء التي تاتي بالحجم المتوسط الى صغير الحجم او ما يسمى ايس بوكس (ICE Box) مع القابلية للتعبئة في عبوات كرتونية صغيرة الحجم تتناسب مع الاستهلاك المنزلي السريع وباسعارها العالية تسويقيا والعلامات التسويقية المميزة والطلب التصديري خاصة في فترات نقص الانتاج العالمي  واشار حمدان  الى انه من الناحية الغذائية فان كلا النوعين لهما قيمة غذائية عالية نظرا لمحتواهم العالي من الفيتاميتنات والمواد المضادة للاكسدة المفيدة للصحة ومكافحة امراض القلب والسرطانات وخفض الضغط ، كما ان لهما نفس الميزة الترطيبية خاصة في الصيف نظرا لاحتوائهما العالي من المياه والمادة العصيرية، والطعم اللذيذ والرائحة الجميلية والاستساغة العالية والمضغ الجيد، وتتميز الاصناف الزهرية او الحمراء باحتوائها على صبغة اللايكوبين الطبيعية والتي تختفي تماما في الانواع الصفراء ويظهر بدلا عنها مادة البيتا كاروتين المفيدة جدا للصحة وأمراض العيون. 
وتشير بعض الدراسات الى ان  البطيخ الأصفر يحتوي على نسب أعلى من بعض العناصر الغذائية الصحية المفيدة للجسم مقارنة بالنوع الأحمر، ولعل أبرزها فيتامين C، وفيتامين A، والصوديوم، و البوتاسيوم. 
اما من حيث السعرات الحرارية فان البطيخ بنوعيه يتميز باحتوائه القليل من السعرات، والتي تكون اقل قليلا في النوع الأصفر مقارنة بالأحمر.
 وكان كلا من محمد شمس خريسات ووصفي عقيل بني بكر قررا اعادة زراعة البطيخ في منطقة مرحبا في لواء الكورة التابع لمحافظة اربد وهي كانت مشهورة بزراعة البطيخ  ولكن اهملت هذه الزراعة .
ويقول خريسات،  قبل ثلاث سنوات واتفقت مع شريكي بني بكر على زراعة 15 دونم بالبطيخ كزراعة اولية ولدراسة الجدوى من ذلك وقد لمسنا انه اذا استمرينا بذلك فسوف يكون هناك مردود ممتاز، وبعد سنة زدنا المساحة المخصصة للزراعة حتى وصلت الى 30 دونم  وفي السنة الثالثة تم زراعة 80 دونم تقريبا من البطيخ .
وتابع، انه تم ادخال البطيخ الاصفر هذه السنة للزراعة وانهم ارادوا بذلك اضافة زراعة جديدة وغير معروفة للمواطن الاردني، وكانوا يعلمون انه في هذه الخطوة تحد جديد لهم، مضيفا ان بذور البطيخ الاصفر المزروعة  في مزارعهم ليست معدلة جينيا على الرغم من وجود كثير من البذور المعدلة جينيا ولكنهم ارتأوا ان تكون زراعتهم غير موجود فيها ما يضر حيث استعملوا البذور الغير معدلة نهائيا وهذا ما يميز زراعتهم .
 ويقول ان الانتاج كان افضل من المتوقع، حيث كان حجم الثمرة ما بين 2 و5 كيلو وانه ولتسهيل البيع باعوها بربح قليل جدا.