أزمة صناعة الوعي إعلاميا.. أمام خبراء الإعلام المطبوع والمرئي بكلية إعلام القاهرة.
نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة عصر اليوم (الجمعة) وبينارا عبر منصتها الاليكترونية تحت عنوان "الإعلام وصناعة الوعي" تحت رعاية د. محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، ود. هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام،وإشراف د. وسام نصر وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا، وأدار الوبينار د. ليلى عبد المجيد أستاذ الصحافة بالكلية ورئيس وحدة الجودة، وتحدث فيها كل من محمود مسلم رئيس تحرير جريدة الوطن، ورئيس لجنة الثقافة واﻹعلام بمجلس الشيوخ، ود.محمد رضا حبيب رئيس قنوات الحياة الفضائية.
وفي مستهل افتتاح فعاليات الوبينار أشارت د. ليلى عبد المجيد إلى أن أزمة صناعة الوعي اﻵن أصبحت الضرورة الملحة للتباحث بين خبراء اﻹعلام واﻷكاديميين، منوهة إلى أن اﻹعلام المصري بكافة وسائله يحتاج دوما إلى الوقوف باستمرار على دوره في اﻷزمات الحالية من خلال توعية الجمهور المصري علما بها وبكافة أبعادها لمنع الوقوف في أزمة المعلومات المغلوطة، والتي تؤدي إلى انتشار الصور المكذوبة والمغلوطة والتي تعمل على تقليب الرأي العام.
وأضافت أن الوسائل اﻹعلامية اﻵن أصبحت في تحد كبير خاصة الوسائل اﻹعلامية القومية التي أصبحت في منافسة كبيرة مع باقي الوسائل الفضائية الخاصة والتي تسعى لاثبات جدارتها على مستوى سرعة نقل المعلومات اﻹعلامية وهو ما أوقع بعضها في مزالق الأخطاء والانحرافات المهنية أحيانا، داعية إلى ضرورة البحث عن كيفية الوصول للوعي الصحيح تجاه القضايا المهمة على المستويات المجتمعة كافة والتي تحاول بعض الوسائل اﻹعلامية المعادية تزييف الوعي الصحيح عنها للجمهور.
وفي كلمته قال محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن، ورئيس لجنة الثقافة واﻹعلام بمجلس الشيوخ، إن أزمة صناعة الوعي الصحيح في مختلف القضايا تعد أهم تحد يواجه وسائل اﻹعلام والتي تقع في أزمة محتوى ، حسب وصفه، من خلال الوقوع في الترويج ﻷولويات القضايا المتناولة إعلاميا من رحم تلك القضايا التي يروج لها جمهور السوشيال ميديا، وهو ما يؤدي إلى تحجيم اﻷجندة اﻹعلامية وقضاياها الملحة والتي تحتاج إلى صناعة وعي عنها ضروري لصالح نظيرتها ربما اﻷقل منها في اﻷهمية.
ونوه رئيس تحرير جريدة الوطن إلى أن وسائل اﻹعلام أصبحت اﻵن تقع في أزمة ضرورة تناول القضايا التي تدرج تحت مسمى "التريند"، موضحا بأن الترويج لصناعة الوعي هو الخطوة اﻷهم لوسائل اﻹعلام والتي سعت خلال الفترة الماضية لتبنيها ولكن بصورة ليست بالكبيرة، مستدركا بأن وسائل اﻹعلام المصرية حاولت صناعة الوعي الصحيح عن صورة اﻷوضاع المجتمعية والتي حاول البعض تزييفها لصالح القوى السياسية المناوئة للنظام المصري السياسي، مشيرا إلى أن مصر 2030 تجتاج إلى مزيد من الوعي تجاه قضاياها الملحة والضرورية التي لابد من الاهتمام بها لمواكبة جهود التنمية المحلية المبذولة خاصة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار "مسلم" إلى أن وسائل اﻹعلام المصرية كافة تمتلك اﻷدوات لكافية لصناعة الوعي وأن الخطوة اﻷولى تبدأ من وضع الخطط واﻷولويات للقضايا الملحة على كافة المستويات وضرورة دراسة المعلومات المغلوطة والمكذوبة ودحضها بالمحتوى اﻹعلامي الذي يبتعد عن لغة اﻹنشاء ويحارب الأكذوبة بالمعلومة الصحيحة والموثقة والتي توضح الصورة أمام عقل الجمهور بكل نزاهة وحيادية.
و قال د. محمد حبيب رئيس مجموعة قنوات الحياة إن القنوات الفضائية وخططها البرامجية تحتاج إلى الدراسة الدقيقة ﻷبعاد القضايا المهمة التي لابد من إدراجها على اﻷجندة البرامجية وكذلك اﻷمر بالنسبة للصحف المطبوعة واﻹليكترونية.
وأوضح "رئيس قنوات الحياة الفضائية" إلى أن الوعي وتصحيحه تجاه القضايا المهمة يعد أولوية ملحة للمساعدة في إنجاح الجمهود اﻹصلاحية التي تقوم بها الدولة المصرية، مشيرا إلى أن أزمة الوعي تأتي من الافتقار إلى انتاج المحتوى اﻹعلامي الذي يدحض المعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة تجاه القضايا الخاصة برجل الشارع، وأن أزمة الوعي لا ترتبط بأدوات أو مقومات تلك الوسائل اﻹعلامية بقدر ما ترتبط بخطة الوسائل اﻹعلامية على تحقيق السبق والتميز في الترويج للمحتوى الصحيح معلوماتيا والذي لا يعتمد على استراتيجية الدفاع بقدر ما يتبنى استراتيجية السبق بالمعلومة والشفافية في نقلها بكافة أبعادها دون إخفائها أو تجميلها.
ولفت "حبيب" إلى أن اﻷزمة التي تواجه وسائل اﻹعلام المصري في صناعة الوعي تجاه القضايا هي الافتقار أحيانا لمعادلة السبق لمنع القنوات الإعلامية المعادية لمصر من الفرصة أو الغوص في التحليل المغلوط والذي يحاول الترويج للأكذوبات المعلوماتية المزيفة للوعي والتي تحاول التشويش على عقول الجماهير لصالح أغراضها المشبوهة المعادية للوطن، بحسب وصفه.
وفي نهاية الوبينار اﻹليكتروني تفاعل الحضور اﻹليكتروني من المشاركين في الوبينار اﻹليكتروني، وبكلمات الشكر ﻹدارة الكلية ولضيوفها المتحدثين على المعلومات التي تناولوها.
ومن جانبهم عبر المتحدثون من الضيوف عن بالغ تقديرهم لفرصة المشاركة في الوبينار اﻹليكتروني، موضحين أن كلية اﻹعلام جامعة القاهرة كانت ولا تزال بيتا جديرا وكبيرا للخبرة وأن تناول موضوع أزمة صناعة الوعي جاء مواكبا للسياق الآني، داعين المجتمع البحثي إلى استكمال دوره بتقديم الدراسات التي توضح كيفية أداء وسائل اﻹعلام لدورها في صناعة الوعي في مقابل دحض الصور اﻹعلامية المغلوطة والمزيفة.