الإصابة بنزلات البرد يمكن أن تحمي من كورونا!

توصلت دراسة جديدة إلى أن نزلات البرد يمكن أن تحفز جهاز المناعة وتحمي من الإصابة بفيروس كورونا.

 

بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، وجد باحثون من جامعة ييل أن الفيروس الذي يسبب نزلات البرد بشكل متكرر يؤدي إلى استجابة مناعية ربما تمنع إصابة الشخص من الإصابة بكوفيد-19.

نقطة انطلاق جديدة

أظهرت النتائج أن فيروسات البرد يمكن أن تكون نقطة انطلاق لعلاجات كوفيد المحتملة وتقدم نظرة ثاقبة جديدة حول كيفية تفاعل الفيروسات. ويشير الباحثون إلى أن عنصر التوقيت هو كلمة السر لأن مثل هذا العلاج سيجب أن يتم استخدامه على الفور بعد إصابة المريض بالعدوى.

المناعة ونزلات البرد

درس الباحثون، وفقاً لما نشرته دورية Experimental Medicine، فيروسات الأنف، وهي مجموعة من فيروسات الجهاز التنفسي التي تعد السبب الأكثر شيوعًا لنزلات البرد، والتي تسببها الكثير من الفيروسات الأخرى، من بينها بعض فيروسات كورونا غير الوبائية.

وتشمل أعراض البرد الشائعة التهاب الحلق والعطس والسعال والصداع، والتي تكون عادة خفيفة ولا يوجد الكثير من العلاجات لهذا الفيروس، مما يعني أن جسم الإنسان يعتمد على الجهاز المناعي للتغلب على نزلات البرد.

جزيئات الإنترفيرون

تتضمن استجابة الجهاز المناعي إفراز الجينات المحفزة للإنترفيرون، وهي جزيئات الجهاز المناعي التي تشارك مبكرًا في مكافحة المرض من خلال منع تكاثر الفيروس.

كان باحثو جامعة ييل قد توصلوا في وقت سابق إلى أن مثل هذه الاستجابة المناعية من البرد يمكن أن تحمي من الإنفلونزا، ومن هذا المنطلق تم طرح الفرضية الجديدة المتعلقة بالحماية من كوفيد.

أنسجة مزروعة بالمختبر

استخدم الباحثون أنسجة مجرى الهواء من جسم بشري مزروعة في المختبر، حيث تم إصابة النسيج الاصطناعي بالفيروس المسبب لنزلات البرد ثم فيروس كورونا. وتبين أنه بعد التعرض لفيروس نزلة البرد، تُنشط أنسجة مجرى الهواء خلايا الجهاز المناعي وتوقف انتشار فيروس كورونا بشكل تام.

وبالتالي، يمكن أن يتم تكييف استجابة الجهاز المناعي للاستجابة لمثل هذه العلاجات في حالات المصابين بكوفيد-19 شريطة أن يحصل المريض على العلاج في التوقيت المناسب.

وقالت دكتور إيلين فوكسمان، أستاذة بكلية الطب في جامعة ييل وكبيرة الباحثين المشاركين في الدراسة: تم أيضًا رصد أن الفيروس يسعى للتكاثر بشكل كبير في بداية كوفيد-19 قبل يقوم الجهاز المناعي باستجابة دفاعية قوية. وبالتالي، فإن الاستجابة المناعية لفيروس البرد تكون أكثر فعالية لمقاومة فيروس سارس-كوف-2 في مراحله مبكرة، ومن ثم فإن أي علاج يعتمد على هذه الاستجابة المناعية سيجب أن يُعطى للمريض فور إصابته بالعدوى. ومن الممكن أن يكون هذا أمرًا صعبًا لأنه لا يتم تشخيص مرضى كوفيد بسهولة في وقت مبكر، إذ لا يبدأ ظهور الأعراض إلا بعد أيام قليلة من الإصابة بالعدوى.

وفي مراحل لاحقة من كوفيد-19، يمكن للمستويات العالية من الإنترفيرون، وهي الجزيئات التي من المفترض أن تلعب دورًا في الاستجابة المبكرة للجهاز المناعي، تحفيز جهاز المناعة بشكل مفرط، مما يؤدي إلى حالة مرضية أكثر حدة.

التوقيت المناسب

وأضافت دكتور فوكسمان أن الأمر كله "سيتوقف على التوقيت"، وحتى إذا لم يتم تطوير علاجات مضادة لكوفيد، تعتمد على مفهوم الاستجابة المناعية من نزلات البرد، فيبقى أن الدراسة لا تزال تقدم نظرة ثاقبة جديدة حول الطرق المعقدة التي تتفاعل بها الفيروسات مع بعضها البعض - وهو مجال مهم للدراسة مستقبلًا بشأن تفشي الأمراض، مشيرة إلى أن "هناك تفاعلات خفية بين الفيروسات لا نفهمها تمامًا، ولكن تعد نتائج (الدراسة) جزءا من حل اللغز الحالي".