"العقبة الخاصة" بعد 20 عاما.. خارج المنافسة مع مثيلاتها بالجوار
- فرح موسى
"السياحة والخدمات الترفيهية"... حلقة من اهم حلقات التنمية الاقتصادية التي وردت في بيان الرؤية لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتصبح المنطقة مقصدا استثماريا وسياحيا وتتجاريا على البحر الاحمر، لكن السؤال الدي يطرح نفسه هل تم انجاز هده الحلقة بعد نحو عشرين عاما على انشاء منطقة العقبة، الواقع على ارض الواقع يجيب على السؤال المطروح اعلاه، فبالرغم من الانجازات التي تحققت مند انشائها في العام 2001 والشواهد عليها كثيرة، الا انه ما يزال ينقص "العقبة الاقتصادية" الكثير لكي يتحقق ما ورد في الرؤية التي يمكن لاي كان الاطلاع عليها على موقع "المنطقة".
"الانباط" تجولت في كافة انحاء المدينة للاضطلاع على واقع المدينة حيث لاحظت ان ما كان يؤمل انجازه في بند "السياحة والخدمات الترفيهية" ينقصه الكثير من حيث البنى التحتية والشوارع التي تليق بهده المنطقة بالاضافة الى تدني مستوى النظافة في العديد من المناطق خاصة عى الشاطىء الممتد اما الخدمات الترفيهية فالواقع يتحدث عنها فضلا عن ارتفاع الاسعار في المحال التجارية والمطاعم والمولات والتي تعادل الاسعار في اي مدينة اردنية اخرى بل انها اكثر غلاء، اما الفنادق والشقق الفندقية ومرافقها "فحدث ولا حرج" رغم المطالبات بتخفيض اسعارها الباهظة ومناشدة الحكومة بالتعاون في هدا المجال لكي تصبح المدينة مقصدا للزوار والسياح وتغدو المنطقة منافسة للمدن المماثلة في الدول المجاورة لكن كل هده المناشدات والمطالبات بقيت في ادراج المسؤولين.
الناطق الرسمي باسم سلطة العقبة الخاصة السابق الزميل الصحفي الدكتور عبدالمهدي القطامين يرى، ان التباطؤ الذي ضرب مفاصل منطقة العقبة له عدة أسباب أولها عدم الاستقرار في الإقليم والنزاعات الدائرة فيه التي اثرت بشكل مباشر على نمو الاستثمار في العقبة الخاصة، والسبب الثاني هو تراجع دور سلطة المنطقة الخاصة الريادي في اليات جذب الاستثمار وتشجيعه بعد ان تحولت الى سلطة بيروقراطية رهنت كل قراراتها بالحكومة المركزية في عمان التي تغولت على قانون المنطقة الخاصة وسلبت منها الكثير من النصوص بالمتعلقة بالايرادات تحديدا، اذ اصبح تحويلها مباشرة الى وزارة المالية سواء ضريبة الدخل او المبيعات او الجمارك، اما السبب الثالث فيتعلق بإدارة سلطة المنطقة الخاصة والتي ثبت انها غير قادرة على الابداع او التميز في العمل او التفكير خارج الصندوق للنهوض بالمدينة والمنطقة الخاصة، وتحولت مهام مجلس المفوضين التي تمارس يوميا من التفكير الاستراتيجي الى التدخل بالتفاصيل اليومية للعمل وهي مهام باستطاعة أي موظف صغير ان يقوم بها .
واضاف لـ"الانباط" ان كل هذه العوامل جعلت من العقبة الخاصة منطقة هامشية غير قادرة على المنافسة مع اقليمها، الامر الذي يستدعي إعادة النظر بنصوص قانونها والتراجع عن التغييرات التي افقدت السلطة قدرتها على اتخاذ القرار بشكل لامركزي وضرورة تجديد دماء قيادات السلطة، فمن غير المعقول ان يستمر مجلس مضى عليه سنوات وهو يعمل بنفس الرتم فيما يقوم المجلس ذاته بين الفينة والأخرى بالاطاحة بموظفين مبدعين بالعمل بحجة الهيكلة التي يبدو انه تم فهمها من قبل المجلس بطريقة خاطئة لضعف في إدارة الموارد البشرية وتخطيطها وتبني نظرية الاحلال الوظيفي وفق منهجيتها الصحيحة، وليس وفق مزاجية صاحب القرار المفرطة في التعامل مع الهيكلة بطريقة عشوائية او مبيتة لم تبنى على أسس تقييم الأداء لكل موظف على حده .
فيما اشار بعض التجار الدين تحدثت اليهم "الانباط" خلال جولتها الى ان قله الدعم المقدم لهم لمواجهه تبعات الاجراءات المتبعه بسبب كورونا ادى الى اغلاق بعض القطاعات وتكبدها خسائر فادحة، موضحين ان القطاعات الاخرى التي تعمل حاليا ليست افضل حالا، مطالبين باعادة النظر بكيفية دعم هذه القطاعات فضلا عن اعادة النظر بنسب الضرائب، مشيرين الى ان تقليل نسبة الضريبة يقلل سعر البضائع مما يشجع المواطن على الاقبال على الشراء.
وقالت الزائرة اخلاص الجوخان لـ"الانباط " ان ازمة جائحة كورونا اثرت على كل شيء وخصوصا الاماكن السياحية حيث ساهمت هذه الازمه في اغلاق العديد من القطاعات كما ادى طول ساعات الحظر الى ان يلتزم الجميع في بيوتهم ويخافون الذهاب إلى الأماكن السياحية .
واوضحت ان العقبة مدينة سياحية وهي مكان يتجمع فيه الاف الاشخاص والعائلات بهدف الترفيه والسياحه والاستمتاع الامر الذي الامر الدي ادى الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وخصوصا على اصحاب الفنادق والمشاريع والمستثمرين الذي يعتبر هذا مصدر رزق لهم.
بدوره، بين محمد الدهني ان العقبه منطقه تجمع بين السياحة والاقتصاد وهي المنطقه الاقتصادية الخاصة في الاردن ويفترض فيها ان تكون الاسعار تنافسية لكن ما لاحظته ان الاسعار ان لم تكن مثل باقي المناطق ربما كانت اعلى وهذا الامر لا يشجع على السياحة والتسوق .
من جهته، قال المستشار الإعلامي لشركة تطوير العقبة الزميل خالد فخيدة أن طبيعة عمل السلطة طبيعة تنفيذية ومن صلاحياتها تقديم خدمات وتسهيلات البنى التحتية وليس إنشاء وبناء مرافق سياحية كبناء الشاليهات نادرة الوجود بالعقبة , وتابع ان بناء مثل هذه المشاريع تتم عن طريق القطاع الخاص مضيفا ان الشاطىء العام بمدينة العقبة يبلغ طوله 6 كم ويمنع بناء اي مشاريع اسمنتية عليه ليبقى متنفسا للزوار والسياح .
واضاف لـ"الانباط" في مدينة العقبة عدة فنادق شاطئية وهي 5 نجوم ,ويوجد واحة ايلا التي اضافت 17 كم شواطئ داخل وحداتها من خلال عملية ادخال مياه البحر على الواحة وايضا "سرايا" عملت شاطىء داخلي يعتبر امتداد لشواطىء العقبة فلذلك كما يوجد هناك منتجعات يجرية يتم بنائها حاليا وهناك مدينة العاب مائية يجري العمل فيها ولكن العمل يسير ببطيء بسبب ظروف كورونا وايضا العمل جار لبناء منتجع ٣ نجوم وهناك نية ايضا لبناء فنادق ٣ و ٤ نجوم .
واشار فخيدة الى ان البسمة عادت الى وجوه التجار بعد عيد الفطر وهذا اهم شيء، وهم الان يتطلعون ان لا يكون هناك اي اجراءات جديدة تعيدهم لايام الحظر وبالعكس فهم يضغطون باتجاه ان يتم تقليل ساعات الحظر حيث يتم اغلاق المحلات والمطاعم والشواطىء في العاشرة مساءاً، وفي العقبة يعتبر هذا الوقت من السنة سياحيا بامتياز ويفي الاحوال الطبيعية يمتد حتى الساعة الثالثة فجراً، لذلك يتطلع "العقباويون" ان تكون مدينتهم منطقة مفتوحة او لا يطبق عليها موضوع الحظر.
وهنا لا بد من الاشارة الى انه تم انجاز نادي اليخوت والمجمع التجاري وهو مليء بالمنتجات السياحية الخدمية، واصبح فيها المطاعم والمقاهي المطلة على البحر، والان يجري العمل على تجديد مشروع ساحة الثورة العربية الكبرى والمجمع وسوق السمك ومرسى قوارب الصيادين والذي سوف يرى النور قريبا بالشاطئ الجنوبي، وهناك تطور دائم على العقبة ولكن المشكلة هي بثقافة المجتمع العامة فمثلا دورات المياه يتم تطويرها دوما ولكن احمل المسؤلية للذين لا يهتمون بهذه المرافق