عصام قضماني يكتب :-هذا البلد
.نحتفل بعيد جلوس الملك عبدهللا الثاني على العرش ونتأمل ما مضى ونتطلع إلى ما هو قادم
أما ما مضى في القريب.. فهذا البلد محدود الموارد واالمكانات ما أن يفلت من أزمة حتى تداهمه اخرى وهكذا دواليك
..لكنه صامد وليس هذا فحسب بل يقدم ما يفوق قدراته ويصبر ويحتسب
حتى في ظل كورونا والحظر بأشكاله.. لم يالحظ مواطنه وال ضيوفه اي نقص.. لم تتوقف الخدمات وبقيت السلع
متوفرة واالمدادات في السوق مستمرة لم يفقد أي منها من على أرفف المتاجر.. لم تتوقف أمانة عمان عن أعمال
النظافة وكان الناس يسمعون كل صباح هدير محركات عربات النظافة.. لم تنقطع الكهرباء ولم تقطع وتلك حادثة
تجاوزناها.. لم تنقطع المياه ولم تقطع وهي الشحيحة.. لم تنقطع الرواتب وكانت تصل إلى البنوك في مواعيدها دون
..تأخير والناس في بيوتهم جلوسا
صمدت المستشفيات ولم يترك مواطن وال ضيف بال رعاية وال عالج.. والتطعيم ضد كورونا متواصل بالمجان
.لألردني والعربي ولألجنبي
.هل الحظتم ذلك؟
ال يكل هذا البلد عن المحاولة باألمل والرجاء والجهد واإلخالص ألن ينطلق من عقاله نحو العالم ونحو البناء
.واإلصالح السياسي واالقتصادي، يناور هنا ويقاتل هناك ويهادن في مكان آخر
.قلة الموارد فيه، حولت اإلنسان إلى ثروة وهو كذلك قصة نجاح ببزوغ شمسها وسط الغيوم
لماذا األردن في عيون الناس جميل آمن ومستقر يجترح المعجزات وفي عيون البعض منا ليس كذلك، لعل في إعجاب
كثير من شعوب األرض في قصة نجاحنا، واستقرارنا في صخب الجوار الذي ال يرحم، دروس لنا وعلنا نستمع إلى
.ما يقولون وعلنا نردد ما يبوحون به من مزايا فينا وفي بلدنا
سيستمر األردن في سياسة االنفتاح وإن ينغلق على نفسه لكنه سيحتاج بين فترة واخرى إلى التجديد وإعادة ترتيب
األوراق في انتظار استتاب حالة اليقين وسيستأنف مشاريعه وكل أزمة تجعله اقوى.. وقد آن أوان التقاط األنفاس.. ألن
.التنمية ستحتاج الى صفاء
.كيف نجا األردن وكيف ال يزال يتنفس بقوة رغم سحب الدخان القاتمة, بصراحة أملك إجابة, لكنني أتركها للتأمل
..اتركوا البلد تتنفس وكل عام واألردن ومليكه ومواطنوه بخير