فايروس العجلية .. الأسباب والعوارض والعلاج

دلال عمر


راجع عدد كبير من المواطنين في الأيام الاخيرة المستشفيات بما فيها الطوارىء والعيادات العلاجية , بشكوى مرضية حول الاستفراغ الشديد والاسهال , وبحسب تشخيص عدة أطباء فانه فايروس العجلية أو الروتا سميّ بذلك لأن الفايروس دائري الشكل ,وهي عدوة فايروسية سريعة الانتشار تنتقل بسهولة مسببة الالتهاب بالامعاء والاسهال الحاد من خلال اتصال اليد بالفم مع مرور الوقت ولو لم تكن الأعراض ظاهرة على المصاب بالعدوى .

المسبب الرئيسي لانتشار العدوى بين الناس وهي اذا كان الشخص مصاب بالفايروسية العجلية ولا يغسل يديه بعد قضاء الحاجة أو اذا كان الطفل مصاب فيه ولا تغسل الأم يديها بعد تغيير حفاضته أو مساعدته في قضاء الحاجة , ينقل الفايروس الى أي شيء يُلمس بإحتمالية كبيرة مثل الطعام والالعاب والأواني . واذا لمس شخص آخر اليد غير المغسولة أو شيئاً ملوثاً ثم لمس فمه , يمكن أن تحدث العدوى بعد ذلك .

وبحسب المعلومات من الأطباء بأن الفايروس يمكن أن يبقى على الأسطح وقابل لنشر العدوى بين الناس لمدة أسابيع عدة اذا لم يتم تطهير المنطقة.

 

بدوره ، أفاد ضرار بلعاوي , استاذ ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية ، بأن تلك الحالات المراجعة للمستشفيات غالباً ما تعزى للفايروس المسمى بالروتا وهو فايروس معروف بالكتب منذ 1973 المسبب الشائع لأمراض الجهاز الهضمي ، بحيث ٩٥٪؜ من الحالات تكون للأطفال ما دون سن الخامسة ، وممكن أن يصاب به كبار السن اذا اختلطوا مع الصغار.

وأضاف بلعاوي بأن الفايروس موجود في براز الانسان المصاب وينقل بين الناس خاصة في فترة الخريف والشتاء في المناطق معتدلة المناخ ، وقد يُنقل الى الحيوانات الضعيفة جداً ، ونوه بأن النظافة مهمة جداً لكنها بالحقيقة ليست كافية للحد من انتشار المرض وبذلك يمكن التطعيم ضد فايروس الروتا.

 

وقال بلعاوي بان الفايروس ينتقل عبر الفم من خلال تناول شراب أو طعام ملوث بالفايروس ، ويقوم الفايروس بالتكاثر داخل الامعاء وخارجها ، وعند حدوث الالتهابات في الجهاز الهضمي يحدث الاسهال ، وعادةً يتخلص الجسم المصاب من الفايروس عن طريق الاخراج ، وهذه الطريقة التي ينتقل فيها الفايروس للبيئة ويمكن ان يصاب فيها الاخرين، ويزيد احتمال نقل العدوى للاخرين خاصة عند ظهور أعراض العدوى عليهم أو خلال أيام الثلاث الاولى بعد تعافيهم.

 

وبالسؤال حول إمكانية نقل العدوى عبر البطيخ ، قال بلعاوي بأن لايمكن معرفة اذا كان فعلاً الروتا فايروس موجود في البطيخ ‏ولكن الذي نعلمه بامكانية وجود بكتيريا مسببة أيضا بالتهاب الجهاز الهضمي وهي السالمونيلا ، التي وصلت البطيخ إما بوضع سماد عضوي في التربة المزروع فيها البطيخ أو البطيخ سُقي بماء ملوث بهذه البكتيريا ، أو عند تقطيع العامل أثناء عملية شراء البطيخ عبر سكين غير نظيفة فتنتقل الى داخل البطيخ أو عدم غسيل البطيخ قبل تقطيعه وتناوله.

وتحدث بلعاوي على أعراض فايروس الروتا التي تكون فترة حضانته من يوم الى 3 أيام وهي الفترة التي يتكاثر فيها في الجسم الى ظهور الاعراض ، وتختلف من شخص الى أخر ، بحيث قد لا تظهر أعراض على بعض المصابين ، ولكن في العادة يكون اسهال مائي الذي يستمر من ٣-٨ أيام . وأضاف بوجود أعراض أخرى للفايروس التي قد تكون مغص وحرارة وقيء وفقدان الشهية والجفاف ، وهي أعراض قد يتحملها الكبير ولكن المشكلة لدى صغار السن ومدى تحملهم.

 

وقال بأن في الغالب لا يحتاج للعلاج بل بالتعويض بالسوائل حتى لا يصاب المريض بالجفاف ، والراحة وباعطاء خافض للحرارة إذا كان المريض مصاب بحرارة عالية ، ونوه على وجود لقاحين ضد فايروس الروتا .وشدد على أهمية النظافة وتغسيل اليدين وتغسيل الطعام قبل تناوله

 

وبالحديث مع نزار الأسعد , دكتور محاضر في علم السرطانات والرعاية التلطيفية في سدني-استراليا وبحسب تداول الكلام بين الناس وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن مصدر الفايروس الماء والبطيخ والشمام , قال الأسعد بأنه هنالك أساس من الصحة ولكن السبب الرئيسي لانتقال هذه الانواع من الفايروسات هو قلة النظافة والتعقيم وقد تكون من أحد الأسباب المؤثرة للانتشار البطيخ والماء ولكن بنسب قليلة لأن هذا الفايروس ينتقل بوجود بيئة ملوثة تساعد على انتشار هذا الفايروس عبر الفم أو المخرجات البرازية وقلة النظافة .

وأفاد بأن الفايروس قد ينتقل عبر البطيخ والشمام ومن المسببات الرئيسية هي التربة والمياه الملوثة التي تنتقل للنباتات , وعند تناولها من قبل الانسان تؤدي للاصابة بالفايروس , وحث على استئصال المسبب الرئيس للمرض وهو قلة الوعي الكافي بالنظافة الشخصية وليس المسبب الرئيس الماء والفواكه والخضروات , ولكنها قد تكون الوسيلة الأكثر للانتقال والانتشار .

وأكد الأسعد على أن أكثر الفئات المستهدفة لهذا الفايروس هو صغار السن بين 1-5 أعوام المتواجدين في أجنحة رعاية الأطفال , لعدم وجود وعي كامل لدى الأطفال بالممارسات الصحية والمحافظة على النظافة الداخلية بذلك تكون الأطفال من الاكثر الفئات المعرضة للاصابة , وقال بأنه فايروس غير خطير بشكل كبير لتواجد اللقاح المضاد له.