عاجل.. تطعيم جماعي للصحفيين!
الأكاديمي مروان سوداح
دأبت الجهات ذات العلاقة على نشر دعوات متلاحقة لتطعيم عاجل وجماعي لأعضاء عددٍ من المؤسسات والبُنَى المحلية، إلا أنها "نسيت" كما يبدو ضرورة التطعيم الجماعي لأعضاء نقابة الصحفيين الأردنيين بمطاعيم ضد فيروس كوفيد/19، لا سيّما وأن عددهم كبير ويتزايد باضطراد، وينتشرون في مواقع أعمالهم في وكالات أنباء عربية ودولية، وصحف يومية وأسبوعية، وفي إعدادِهم لمجلات ونشرات لوزارات ومدارس، ولمجلات متخصصة وغير متخصصة، ولمنشآت رسمية وأهلية وتجمعات غاية في تنوع أهدافها وطبائع أنشطتها.
تعمل زوجتي يلينا نيدوغينا في مجال "الدلالة السياحية الرسمية"، برغم دراستها الجامعية للهندسة الصناعية في الاتحاد السوفييتي السابق، إلا أنها درست "الدلالة" باللغة العربية في إحدى الجامعات الأردنية، ونالت على إثر ذلك شهادة رسمية لكون تخصصها الجامعي الأول غير متوافر في المملكة للعمل به، فقد نشطت به في وطنها الأول روسيا سنوات وسنوات، لكنها لم تتمكن من تطبيق عِلمها في وطنها الجديد الأردن لأسباب تتصل بانعدام مجالاته المهنية، وهي تقول بأن "الدلالة السياحية" عَمل وعِلم كبيران يُغطيان الكون والتاريخ، والتخصص بها مسؤولية وطنية ودور وطني واجتماعي يتطلب الدقة في معطياته وفي وسائل نقل المعلومة المُثلى للمتلقي، وفي الآلية الفُضلى لشرحها وترويجها بحرصٍ وبطريقةٍ ملائمة لتنغرس في مكانها الصحيح لدى المُتلقّي، لتأتي بالخيرات والوفر والجذب السياحي للأردن من مختلف بلدان العالم، ومن الضروري بمكان نشر المعلومة الدقيقة، وتفنيد البيانات المشوَّهة والمعادية للأردن والتي يَحملها بعض الزوار والسياح الأجانب ممّن يزورون المملكة.
زوجتي تشتهر في فضاء تخصصها وبين زميلاتها وزملائها في العمل بصِحَّة معلوماتها وإتّساع ثقافتها وعُمق معارفها ودقّتها في التاريخ والجغرافيا والسياحة الأردنية. ولهذا، طُلب منها رسميًا قبل أيام المُسارعة لتلقي لقاح صيني ضد فيروس كورونا، فانطلقت لنيله شاكرةً، إذ حرِصَت الجهات التي أبلغتها بذلك أن تتلقى اللقاح كشرطٍ لتستمر بعملها مع زوار وسيّاح المملكة والوفود الرسمية التي تتدفق على الأردن، ذلك أنها رئيسة تحرير سابقة لجريدة "الملحق الروسي" الذي صدر في الأردن رسميًا لعدة سنوات، ودورها الجاذب للأجانب إلى المملكة من أصحاب الشأن والعامة على حد سواء معروف وينال التقدير.
السؤال الذي أطرحه تاليًا شرعي ويتسم بالأهمية القصوى الآن بالذات: لماذا سارعت مؤسسات عديدة لتنظيم تطعيم جماعي لمنتسبيها كشرط لاستمرارهم في وظائفهم، كالدلالة السياحية مثلًا، بينما لا يَنطبق هذا الشرط على الصحفيين الأردنيين؟! الصحفيون هم مجموعة كبيرة يختلطون بكل مكونات المجتمع الأردني، وهو أمر خطير لجهة إصابة بعضهم بكورونا لا قدّر المولى، وبالتالي ينقل هؤلاء الفيروس إلى غيرهم من المواطنين الأصحاء، فنحن أصحاب القلم ندلف إلى أماكن قد لا يتمكن غيرنا من الدخول إليها.
أرى أن على الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين العمل فورًا للاتفاق مع الجهات المختصة بالتطعيم في المملكة، وعلى رأسها وزارة الصحة، لتنظيم حملة تطعيم لجميع أعضاء النقابة؛ عِلمًا بأنني شخصيًا تلقيت المَطعوم الصيني المُرِيح نفسيًا وجسديًا؛ لكن يبدو لي أن سواد مَن يَعملون في سِلك الصحافة والإعلام والكتابة لم يتلقوا المطعوم، لكن يجب الحذر مِن أن يَندس بيننا بطلب المطعوم مَن يدّعون بأنهم مِن أصحاب القلم، وهؤلاء ليسوا قلِّة ولا هم أعضاء في النقابة، لأنهم ببساطة إعلاميون وكُتّاب مزورون وكذبة يجب محاكمتهم بموجب القانون، وإيقاف ادّعاءاتهم للسفارات والجهات الخارجية أنهم صحفيون وقلميون، فغالبيتهم الساحقة إن لم يكن جميعهم لا يحملون شهادات جامعات أو كليات تفيد تلقيهم العلوم الصحفية والإعلامية.
ننتظر تحرك الجهات الحكومية ذات الصّلة ونقابة الصحفيين الأردنيين لترتيب عملية التطعيم العاجل للصحفيين بمطاعيم ضد كوفيد/19.
[11:44 am, 06/06/2021] ابو الحكم: