التنازلات بين الزوجين
بقلم/لطيفة القاضي
أن الحياة الزوجية هي علاقة متشابكة الأبعاد، و متعددة الجوانب ،فهي علاقة جسدية ،و عقلية ،و إجتماعية، و روحية، لذلك لابد من النظر الى كل هذه الأبعاد بتوازن، و اتفاق كامل ،و تام.
العلاقة الزوجية هي علاقة متينة ،و قدسية أساسها الإتفاق ،و الرحمة، و المودة، و التفاهم،و المشاركة.
وعند إبداء إحدى الزوجين برأية في أي موضوع عام ،أو موضوع يخص الحياة الزوجية ،لابد من الاتفاق والتفاهم في فقه الحياة الزوجية ليس من الخطأ تنازل أحد الزوجين أو كلاهما عن راية بشرط الاقتناع بكلام الآخر لكي تسير مركب الحياة الزوجية ،و ان التنازل هو قمة التكامل و الاتفاق بين الزوجين لأنهما في الأصل واحد و هدفهما واحد ينصب في الصالح العام للاسرة و الأبناء حتى تكون الحياة الزوجية سلسة، و ذات معنى.
التنازل ليس عيب عند أحد الزوجين بل هو ميزة للتفاهم و التكامل ،و لكن أحيانا يصاب أحد الزوجين بالتصحر في الرأي و من هنا وجب عليهما الاستعانة بالأهل أو المقربين من الأصدقاء لكي يتم التفاهم ،و الاتفاق.
هناك أسباب تدفع أحد الزوجين لعدم تقديم أي تنازلات في الحياة الزوجية و من أهمها:
-عدم الإدراك و الفهم و الوعي ،لا يوجد نضج فكري و لا عاطفي .
-تربية أحد الزوجين في بيئة فيها العناد أساس الحياة الزوجية.
-تسلط أحد الزوجين ،و صلابة في الرأي والفكر.
-عدم التكيف مع الزوجة فيظهر بصورة عناد للزوجة بمعنى رفض سلوك الزوجة.
-الشعور بالنقص الأمر الذي يؤدي إلى التمسك بالرأي.
لابد من كلا الزوجين ان يعرفا ما لهما وما عليهما ،وأن كلا منهما له حقوقه الخاصة به لكي تستمر العائلة بكل سعادة وحب ،و على كلا منهما احترام الرأي الآخر للزوج أو الزوجة ،والاحترام اساس الاتفاق والرقي ،لان الزوجة انسانه لها حقوقها فلابد من مراعاة الحقوق والواجبات الذي يؤدي إلى التكامل في العلاقة، و أيضا الرجل له حقوقه التي لابد حتما بأن تحترم، و أن الحوار والنقاش المتبادل و عدم التمسك بالرأي يؤدي إلى تقارب الأفكار بين الزوجين للوصل إلى حل وسطي بينهما، و تقارب الأفكار في ظل فقه الاختلاف، و الخلاف للوصول للحل الأمثل يوصل كل منهما فكره للاخر.