كتب محمود الدباس.. واصبح النصر قاب قوسين.. وما النصر الا صبر ساعة..


في الواقع لم ارد الدخول في هذا الموضوع وفي هذه الفترة الحساسة.. ولكن نشري لمقال قبل عدة ايام تحت عنوان "عندما تتقاطع المصالح الضيقة مع العاطفة.. يكون الناتج فزعة غير محمودة".. وما لقي من انتقاد من شريحة ليست بالهينة من حيث العدد..

هذا الموضوع جعلني أدرك ان ثمة خطأ في لغة خطابي..
فالكل يعلم ان من يكتب رأيا في مسألة ما.. يكون في الغالب من احد معسكرين او خندقين يمثلان ذلك الموضوع.. فإما يسار او يمين.. مع او ضد.. رجعي او تقدمي.. موالي او سحيج.. وهكذا..
فعندما يكتب.. فهو يكتب من وجهة نظر معسكره.. فان شن عليه المعسكر المقابل حربا او هجوما.. فيجد انصارا له من معسكره.. ويتولون الرد عنه..
اما انا والذي اقدح من رأسي ولا يهمني إن توافق رأيي مع هذا المعسكر او ذاك.. فان المدافعين عني وعن أمثالي قلة..
لذلك وجدت ان دغدة عواطف الناس.. والتعامل معهم بلغة يحبونها ويعيشون معها ساعات الفرح والانبساط غير الموضوعي هي السائدة.. والاقتراب من خط الحقيقة والواقعية والمنطق يجلب العداء..

وبناءا على ذلك فقد اعدت قرأة ما يدور على الساحة الفلسطينية بشكل مغاير تماما لما انا معتقد به..
فوجدت ان اصحاب القرار في شن ووقف العمليات هم المقاومة.. وان كافة الانظمة تتفاوض معها لوقف الهجمات.. ووجدت ان المغتصب الصهيوني يترجى كافة الانظمة والمنظمات الدولية بالتدخل لوقف الاقتتال.. ووجدت ان أسلحة المقاومة فتاكة ودقيقة وتصيب اهدافها وتدمرها.. ووجدت ان اعداد القتلى والجرحى الصهاينة كبير جدا.. ووجدت ان الطريق بالتزود بكافة الاسلحة والاغذية والمشتقات النفطية هي بيد المقاومة.. ووجدت ان قرار فتح المعابر وادخال اي شيء للقطاع ايضا بيدها.. ووجدت ان اقتصاد المغتصبين الصهاينة قد تضرر بشكل كبير.. وان لا احد ممن كنا نقول عنهم داعمين للكيان الصهيوني من الشركات العالمية العملاقة وعائلات بيوت المال الرئيسية قد تخلوا عنهم وسف تنهار الدولة العبرية فب غضون اشهر قليلة.. ووجدت ان النتائج من هذه العمليات تصب بالكامل لصالح القضية.. ووجدت ان مناهضي النتن في الكيان الاسرائيلي من المتطرفين قد بدأوا يغيرون نظرتهم له.. ووجدت ان الأموال بدأت تُجمع لاعادة اعمار غزة لتمكينها من القضاء على المحتل المغتصب.. وتحت عينه وبصره حتى يموت قهرا.. فالمال الخليجي والاوروبي جاهز.. والايدي العاملة والشركات العسكرية المصرية جاهزة.. ولا عجب من ان النظام المصري الذي يصف حماس بأنها الارهاب بعينه هو الان من يريد مساعدتها في العلاج واعادة الاعمار.. ووجدت ان مقولة "اكسر واحنا بنجبر" هي المطلوبة والتي يتغنى بها الجميع.. ووجدت ان كل من يطالب بالاتعاظ بالماضي غير البعيد هو متخاذل وعميل وعنده اجندات.. فمن بذكرنا بالوزير العراقي الصحاف وبخطاباته النارية وما حصل في المطار وانهيار العراق هو غير قومي ولا يريد الخير للامة.. ومن يذكرنا باحمد سعيد الصوت الاذاعي وقت حرب ال 67 واقواله الشهيرة المليئة بالمصداقية الاعلامية بأن النصر اصبح واقعا وطلبه رمي اليهود في البحر.. هو انسان انبطاحي استسلامي يبث الوهن في نفوس الناس..

فان كان نشر هكذا كلام ورفع لسقف التوقعات الى حد اللامنطق واللامعقول هو الذي سيبعد عني الانتقاد والنقد.. وبجعل اناسا سطحيين يهللون لما اكتب واضحك على عقولهم.. فلن اتوقع ان هذا سيحدث في يوم من الايام..

وسابقى اردد معتقداتي..
- واعدوا لهم ما استطعتم.. واعقل وتوكل.. وان السياسة الدولية المتبعة الان.. لا تنطبق ولا تتوافق مع هذه المعتقات..
- قيس قبل لا تغيص..
- شكرا لمن بكاني ولم يجعل احد يضحك علي.. وسحقا لمن اضحكني واضحك الناس علي..
- إن نيشان تحرير القدس لن يتشرف بحمله.. الا من فيه صفات الانبياء والمرسلين كعمر بن الخطاب وصلاح الدين..

حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
أبو الليث..