(شوشا).. كنيسة بحماية الرئيس المُسلم إلهام علييف
يلينا نيدوغينا
في السابع من أيار رمضان الحالي وعلى أعتاب الاحتفالات العالمية بعيد الفطر السعيد للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، أصدر الرئيس الأذربيجاني المُسلم إلهام علييف مرسومًا، أعلن فيه مدينة شوشا الواقعة في منطقة مرتفعات (قره باغ)، "عاصمةً للثقافة الأذربيجانية".
جاء في وكالة أنباء (أذرتاج) الرسمية في باكو، أن المرسوم نُشر بهدف إعادة المظهر التاريخي لمدينة شوشا، وإرجاع شهرتها السابقة إليها، وعودتها إلى حياتها الثقافية الشاملة التقليدية، هي رغبة بتعريف المجتمع الدولي عليها باعتبارها دُرة الثقافة الأذربيجانية، الغنية والمتوغلة في القِدم وفن العمران وبناء المدن". تطرق المرسوم الرئاسي إلى طبيعة مدينة شوشا التي هي أحد المراكز المهمة للحياة التاريخية الثقافية والاجتماعية السياسية لأذربيجان منذ فجر التاريخ، وأنه بمبادرة من الزعيم القومي والرئيس الأول للشعب الأذربيجاني المرحوم حيدر علييف، اتخذ عام 1977 القرار بشأن "إعلان الجزء التاريخي لمدينة شوشا محمية تاريخية معمارية".
أرمينيا احتلت مدينة شوشا في 8 مايو 1992، ومارست فيها نهج تدمير التراث التاريخي الثقافي، ضمنه الديني المسيحي للشعب الأذربيجاني. وبعد نحو ثلاثين عامًا، أي في 8 نوفمبر العام الماضي 2020، حرّر الجيش الأذربيجاني شوشا، وبالتالي أعيدت العدالة التاريخية إليها، وبدأت الرئاسة الأذربيجانية بقيادة الرئيس إلهام حيدر علييف بجهودٍ كبيرة لإعادة بناء المدينة بعد حصرِ الأضرار الفظيعة التي ألحقها بها الاحتلال الأرميني، ولهذا بالذات تم تعيين أول ممثل خاص للرئيس الأذربيجاني في محافظة شوشا.
تشهد شوشا في هذه الأيام الرمضانية وقبيل العيد ترميمات يومية ناشطة على حساب الدولة الأذربيجانية، بدعم من سكانها وشعب أذربيجان المسلم لِ (كنيسة غازانتشي) الشهيرة، كذلك الأمر للمساجد والمَعالم التاريخية، والأضرحة، والبيوت – المتاحف، وتتم إعادة البناء والترميمات اتّساقًا مع الأسلوب المعماري المسيحي الأصلي لكنيسة شوشا، وفي إطار النمط الإسلامي للمواقع الدينية الإسلامية. واللافت للانتباه في هذا السياق، أن باكو أعلنت عن اكتشاف بقايا صاروخ من نوع "إسكندر/إم" على مسافة 200 متر فقط من (كنيسة غازانتشي) في شوشا، ولحسن الحظ، لم تقع مأساة بشرية جراء ذلك. هذا العدوان يكشف عن أن أرمينيا مستعدة لتدمير كامل المدينة، بما في ذلك الكنيسة التي زعمت أنها "تقدّرها!".
نحن كمسيحيين، نحترم ونقدّر عاليًا الجهود الموصولة والخيّرة والتي لا تنقطع للرئيس المُسلم إلهام علييف، في حماية المقدسات المسيحية والإسلامية من عبث العابثين الأجانب أيّا كانوا، والمحتلين الأرمينيين لأراضي أذربيجان التي تحررت معها الكنائس والمساجد والثقافة الواحدة للشعب الأذربيجاني بمسيحييه ومسلميه وأتباع الأديان الأخرى فيه.
جمهورية أذربيجان دولة متعددة الثقافات والأديان، والتراث والإيمان الديني والإرث الثقافي المسيحي في (قره باغ) محمي بقوى الرئيس إلهام علييف ومؤسسات الدولة والحكومة الأذربيجانيتين، عِلمًا بأن الكنائس كانت تعمل بحرية في باكو ومدن ونواحي البلاد على مدار التاريخ الأذربيجاني، وأن الآثار المسيحية في (قره باغ) موروثة عن الأسلاف الأذربيجانيين، وقد أكدت المنظمات الدولية ذات الصِلة على أن أذربيجان حافظت وتحافظ وستحافظ على التراث الثقافي والديني المسيحي الموروث عن الأسلاف الأذربيجانيين، لكن قوات أرمينيا كانت استهدفت مركز كنجه السكني بصاروخ باليستي ودُمِرت وحُطِمت الكنيسة الأرثوذكسية هناك، وخُرّبت وهُدِمت كذلك العديد من المَعَالم الدينية الإسلامية الأذرية، لكن الخبراء من (اليونسكو) يزمعون ترتيب زيارات متواصلة إلى المناطق التي دمرت أرمينيا فيها المواقع الدينية، وذلك لتجهيز التقارير الرسمية عن كل ذلك. ونحن نؤيد هذه الفعاليات التي تكتسب شرعية دولية، وننتظر تقاريرها العلمية والتحقيقية، لنقرأها ونوزعها على المسيحيين والمسلمين العرب والأجانب في كل دولة وقطر.
*كاتبة وإعلامية وحاملة أوسمة حكومية ورئاسية من عدة بلدان.
...